كيف بمقدور مصعد شديد السرعة أن يصعد بك  60 طابقة بثلاثين ثانية؟

عندما يرتفع بك مصعد 68 طابقاً بمعدل لحظات، فإنك من دون شك ستشعر ان هذا المصعد يتحرك بسرعة هائلة. إلا انه في الواقع، لا يرتفع هذا المصعد سوى 800 قدم بثلاثين ثانية، أو 18 ميلاً بالساعة فقط.

وإذا ما قارنا هذا المصعد السريع أخر هيدروليكي بطيء من الذي يستعمل في المباني المؤلفة من خمسة طوابق وما دون، فإن سرعته من دون شك كبيرة. وغالباً ما تستخدم ناطحات السحاب المخصصة للمكاتب أو شقق السكن مثل هذه المصاعد الكهربائية السريعة، لا بلي يعتبر أسرعها على الإطلاق في الولايات المتحدة ذلك المستخدم في مبنى جون هانوك بشيكاغو، إذ يتحرك هذا المصعد بسرعة 900 قدم في ثلاثين ثانية.

ويعمل مصعد كهربائي حديث بواسطة آلة سحب غير مسننة (من دون مغير السرعة)، تعتمد على نظام الرافعات، التي كان المصريون القدامي الذين بنوا الأهرامات أول من طورها.

ويتعلق المصعده من طبقته العليا بنحو سنة إلى ثمانية كابلات فولاذية، أو حبال رافعة. وتمتد هذه الحبال حتى غرفة المصعد في أعلى المبنى حيث توجد الألة الرافعة. وهناك تنعقد حول دولاب مثلوم أو بكرة محزوزة يقيس قطرها حوالي 30 ـ 48 إنشاً، لتتدلى من جديد داخل منفذ المصعد، حيث ترتبط أطرافها بثقل مضاد ينزلق هو الآخر على سكك حديدية.

ويعمل ثقل المصعد من جهة وتقل الوزن المضاد من الجهة الثانية على تثبيت حبال المصعد داخل أثلام بكرته المحزوزة، فيما يقوم محرك ضخم بطيء السرعة بتأمين دوران البكرة بسرعة حوالي 50 ـ 200 دورة بالدقيقة الواحدة، وبالتالي تحريك الكابلات، ورفع كابينة المصعد.

ولا يحتاج هذا المحرك الضخم إلى رفع كامل وزن المصعد وركابه، حيث أن الثقل المضاد الذي ينزلق نزولاً فيما يرتفع المصعد يوازن ثقل الكابينة وحوالي نصف وزن ركابها. ويحتاج عموماً أي مصعد يرتفع بسرعة تفوق السر 250 قدماً بثلاثين ثانية إلى آلة سحب ثانية، تكون بكرتها المتصلة بالحيال موجودة تماماً تحت البكرة الأولى الأساسية.