قد يبدو هذا الأمر غريبا بالنسبة لك في البداية، ولكن ينبغي عليك ألا تصبح محبطاً؛ لأن كل الأفكار الجديدة تبدو غريبة. وإذا شككت في قابلية هذا المنهج للتطبيق، فلتستمد شجاعتك من حقيقة أنه قد جلب لي الثروات بمقادير وافرة.

  ولطالما كان التقدم الإنساني بطيئاً؛ لأن الناس عازفون عن تقبل الأفكار الجديدة.

      فعندما أعلن "صامويل مورس" اكتشافه التلغراف، بدلاً من أن يرحب به العالم، سخروا منه؛ فهم لم يروا مثل هذا الجهاز من قبل، وكان شيئاً غير عادي وجديداً، ولهذا أثار في نفوسهم الشبهات والشكوك.

  وقد سخر العالم أيضاً من "ماركوني" عندما طور نظام "مورس". وحدث     الأمر ذاته مع الرجل الذي نعده اليوم عبقرياً لا نظير له، ألا وهو "توماس إيه. إديسون". ولم ينل تكريماً في عصره، بل سُفِّهَ لاختراعه المصباح الكهربي. وهل رحب العالم بعربة "فورد" التي تسير بلا حصان؟ لا، فقد لاقى الأمر ذاته!

   إذن، لا عجب أن تقابل الآلة الطائرة التي اخترعها "ولبر" و"أورفيل رايت" الأسطوريان بالسخرية. وفي الواقع، رفض مراسلو الصحف حضور عرض تلك الطائرة السخيفة.

وكان المذياع - بدلاً من تقديره لكونه معجزة - يرى كلعبة لتسلية الأطفال، لا أكثر.

   وقد ذكرت هذه الأمثلة في حال ما إذا كنت تظن - نظرا لكون التاريخ منبهراً جداً بهذه الاختراعات الرائعة في كل أنحاء العالم - أن الناس في تلك الأيام كانوا يشعرون بالأمر ذاته.

الثروات الاثنتا عشرة العظيمة في الحياة

   لا، بل ما قدموه لنا كان جديداً وغير مألوف. وما أقدمه إليك جديد أيضاً،    وأنا أحذرك أن تشعر بالتثبيط، فالأشياء غير المألوفة لا تستحق منا دائما الشك والنبذ. فلتتبع فكرتي، وتقبل فلسفتي، وكن واثقاً بأنها ستنجح معك مثلما نجحت

معي.

  وبعملي كمرشد لك، يجب عليَّ تلقي تعويض عن جهودي في صورة فوائد مماثلة للفوائد التي تلقيتها مني. وقانون التعويضات الأبدي يكفل هذا الأمر، وقد لا أنال تعويضي منك مباشرة، بل قد أناله في صورة ما؛ لأن هناك جانباً من النظام الكوني العظيم يقول إنك لن تقدم أية خدمة نافعة إلى أي أحد دون تعویض عادل. وقد قال "إيمرسون": "أفعل الأمر، وسوف تنال القوة".

      وبغض النظر عما سأناله نظير محاولتي مساعدتك، فهناك مسألة التزام أدين بالوفاء به للعالم نظير النعم التي أسبغها علي. وإنني لم أكتسب ثرواتي دون مساعدة العديد من الناس. وقد لاحظت أن كل من اكتسبوا ثروات دائمة قد ارتقوا سلم الرخاء بمساعدة يدين امتدتا لهم: أما الأولى فقد امتدت إلى أعلى لتلقي مساعدة الآخرين الذين وصلوا إلى القمة، وأما الأخرى فهي ممتدة إلى أسفل المساعدة من لا يزالون يتسلقونه.

   لذا، دعني أنصحك يا من تسير على طريق الثروات أن عليك أنت أيضاً أن تسير ويداك ممتدتان؛ لتعطي وتتلقى المساعدة. ومن الحقائق المعروفة أن لا أحد ينال نجاحاً دائماً أو يكتسب ثروات دائمة دون مساعدته الآخرين الذين يسعون إلى هذه الغايات المنشودة. ولكي يأخذ المرء، عليه أولاً أن يعطي! وإنني أنقل إليك هذه الرسالة اليوم لكي أعطيك!

     والخطوة التالية التي يجب عليك اتخاذها في عملية "تهيئة" عقلك لتلقي الثروات هي تعلم الممارسات التسع لتلقي مكافآت الحياة.

   وهي تنفعني في اليقظة وعند نومي، وتقيني من الخوف، والحسد، والطمع، والشك، والتردد، والتسويف. وقد ألهمتني للتقدم في مبادراتي الشخصية،    وحافظت على فاعلية خيالي، وقدمت لي وضوح الغاية والإيمان لضمان الإنجاز. وكانت "المهيئات" الحقيقية لعقلي، والمكونات لتوجهي العقلي الإيجابي!