قوة الإنصات

   منذ بداية ممارسة الطب، كان الأطباء على دراية بأنه يمكنهم أن    يتعرفوا على الكثير مما يحدث في حالة الشخص الجسدية بكل بساطة     عن طريق الإنصات لجسمه وهو يعمل. وكان هذا سائداً لقرون. كان  الأطباء يسمعون ببساطة بوضع آذانهم على صدر المريض. ثم في القرن التاسع عشر، قام أرتي إتش لينيك، رجل فرنسي، باختراع سماعة الطبيب وأسلوب سماع أعضاء الجسم الداخلية الذي خضع لتطور سريع (كتاب أوستوالد 1963 ، ص 156-165).

   أورد باحث طبي، مهتم بدور الأصوات في العلاجات البديلة، في أحد أبحاثه هذه الملاحظة التالية "إن الأصوات التي تصدرها ونحن بمفردنا أو   مع آخرين، معناها واستخدامها في التواصل العاطفي ما هو إلا واحد من مجالات البحث العلمي الخصبة" (أوستوالد 1963 ب، ص 158).

   بالطبع، السبب الوحيد لمثل هذا البحث هو وضع النتائج قيد التنفيذ لتحسين صحة البشرة

    إن أساليب الإنصات تستخدم من أجل الصحة النفسية أكثر من استخدامها في الصحة الجسدية. ويتكون جزء كبير من العلاج النفسي      من جعل المريض يتحدث بينما ينصت الطبيب النفسي. واستخدم علماء النفس أيضاً هذا الأسلوب على المستويين الفردي والجماعي. وقد استخدم العديد من رجال الدين الإنصات كأداة استشارية مع أعضاء جماعتهم.   وغالباً قد لا يحتاج الشخص سوى إلى أن يتم الإنصات له. وغالباً

الإنصات، قوام الحياة في العلاقات

    جداً يحتاج الأطفال أن يشعروا بأن شخصاً ما مهتم بسماع ما فعلوه،    أو ما يفعلونه. ومرة أخرى، أعضاء مجتمعنا كبار السن يكونون أحياناً مضغوطين كثيراً ليجدوا شخصاً راغباً في الإنصات. إن الإنصات يمكن    أن يكون علاجاً فعالاً غير مكلف لكثير من المشاكل والحاجات البشرية. وأصحاب مهنة المحاماة يستخدمون الإنصات كثيراً عندما يتشاورون مع موكليهم.

      ووفقا لطومسون وانسالاتا (1964، ص 31)، سوء الإنصات - إذا كان تكرار السبب مقياساً - يعد أخطر مشكلة في علاقة المحامي وموكله.

    في ثقافتنا يتم مكافأة المستمع الجيد ويتم التمييز ضد سوء الإنصات. وتظهر حاجة متواصلة للرقي بمهارات الإنصات بين الناس. إن الأشخاص الذين يستقبلون الكلام بفعالية يحققون فوائد شخصية، واجتماعية     واقتصادية لا يحققها الذين يسيئون الإنصات.

    في اليوم "العادي" المدهش، غالباً لا يعرف الناس لماذا يقولون ما يقولونه. إن الإنصات نشاط يشترك فيه الغالبية العظمى منا معظم      الوقت. نتحدث مع الناس وننصت لما يقولون ونبذل جهداً كبيراً في "توصيل الرسالة".

خشية أن ننسى

1. إن الإنصات الفعال مهم من أجل الإدارة المثالية. إن التواصل  نزولاً وصعوداً في العمل يكون أقل فاعلية مما يجب أن يكون عليه بسبب الإنصات غير الفعال.