الإنصات الجيد يتطلب التدريب

    إن القدرة على التواصل الفعال، والواضح، والمقنع، والعاطفي هي      أهم موهبة يمكن للفرد أن يمتلكها. ولكن كم عدد المحظوظين منا بدرجة  كافية ليمتلكوا هذه الأداة القوية التي تجعل ذکاءنا حاداً.

     إن التحكم في شبكة العالم يعتمد على التواصل القوي. هذا حقيقي في أي عمل، لكن المشاكل تتفاقم في العمليات الشاملة. هذه العملية التبادلية الموجودة في التواصل الفعال تتضمن الإنصات، وهو أهم أداة في أدوات الإدارة. وقد ظهر الإنصات جزءاً واضحاً وحيوياً من إدارة الأعمال       حيث إنه بالفعل من الصعب أن تتأكد متى يبدأ الشخص ومتى يشارك  الآخر. على الرغم من أن الناس يتعلمون الإنصات قبل تعلم التحدث، فإن القليل منهم نسبياً من يستطيع الإنصات جيداً. والقليل جداً قد تعلم فن الإنصات الفعال.

       إن الإنصات الجيد فن، ومثل كل الفنون، يتطلب التدريب والتجربة.

   ربما لا يوجد أحد أكثر دعماً من المستمع الجيد، ولا يوجد شيء ييسر التفاعل البشري أكثر من الإنصات. يوصل المستمع الجيد رسالة مفادها    أن الشخص المتحدث لديه شيء ذو قيمة بقوله (فولز وألكسندر، 1978 ، ص 115).

     إن المستمع ليس وديعا، ربما يكون عنيدا أو مقاوما. ربما تؤدي الإلهاءات عند الإنصات إلى تقبل أفضل لما يقال لأن المستمع لا يستطيع

الإنصات: قوام الحياة في العلاقات

أن يرتب حججه أمام ما يسمعه. إن المصدر المعقول يتم تصديقه بشكل أسرع، لكن الحجة الجيدة التي يتم تقديمها من مصدر غير معقول تجعل التصديق يدوم فترة أطول، إذا تم قبولها برمتها، من فترة دوام التصديق الناتج عن حجة المصدر المعقول.

     لقد كانت سمة الرجل المتعلم دائماً أنه ينصت جيدا. وكما قال سقراط، إن الإنصات من أجل الإدراك أو الفهم كان مهارة سوف تختفي مع انتشار اللغة المكتوبة. ربما، ولدرجة ما قد ضيعنا مهارة الإنصات ببصيرة، على الرغم من ذلك، في يوم ما، عندما تصبح الوسائط الشفهية البصرية الإلكترونية قوية لدرجة استعادة الهيمنة على الوسائط المكتوبة، يبدو أن الإنصات من أجل الفهم قد يصبح مهارة مطلوبة مرة أخرى.

    قد يختار البعض منكم الإنصات كثيراً جداً. على الرغم من أنه         من المهم دائماً أن تنصت جيداً، ربما عليك أن تؤكد على حقك في بعض العلاقات التي تضمن بقاء التواصل في اتجاهين وألا تسمح لنفسك بأن  تصبح ما يطلق عليه الأستراليون "مدِّمر الأذن". أيضاً، الإنصات كثيراً    جداً قد يكون وسيلة دفاعية حيث تسمح للآخرين بتحمل المخاطرة    المتضمنة في كشف أنفسهم وعدم كشف نفسك. إن سوء الاستخدام هذا للإنصات يعوق بدلاً من أن ييسر تنمية العلاقات العامة المبنية على الثقة والإفصاح المشترك (نيلسون - جونز 1986، ص 136).