من بين كل مصادر المعلومات التي يمتلكها المدير ... يعد الإنصات أكثرها أهمية؛ فلا توجد أداة تضارع الإنصات الماهر المتعاطف. إذا كان المدراء أكثر اطلاعاً على متطلبات الإنصات الفعال، يمكنهم أن يزيدوا فعلياً من نجاحهم -بل ويضاعفوه- عن طريق إمساك ألسنتهم والإنصات بحق.

- فيل لويس

 كتب هارفي جاكينز في كتابه)Personal Counselors 1982، ص 49) "سوف تجد أن الناس عندما يكونون مع بعضهم، يبذلون قصارى جهدهم   من أجل أن يتم الإنصات لهم، ونادراً جداً ما يتم الإنصات إليهم لأن  الشخص الذي يريدونه أن ينصت إليهم ينتظر بفارغ الصبر الفرصة ليتم الإنصات إليه بدوره".

  تم إجراء العديد من الدراسات لمحاولة اكتشاف كيف يستخدم المدير التنفيذي وقته. رغم أنه كان يوجد الكثير من الإجابات المختلفة كما تم

كيف تحل الخلافات من خلال الإنصات؟

نشره، فإن شيئاً واحداً ظهر جلياً: كان يقضي – أو يجب أن يقضي نصف يوم عمله على الأقل في الإنصات. في الكثير من نواحي عمله، ربما يتم تقييد فعالية المدير التنفيذي عن طريق عدم قدرته على الإنصات "بأذنه الثالثة" كما جاء في العبارة الشهيرة التيودور ريك.

   لقد لاحظ ستيوارت تشايس أنه ليس صعباً حقاً أن تتعلم الإنصات؛ بل غير معتاد فحسب (تشايس ۱۹۵۹). في مجتمعنا، يكون التركيز دائماً على التعبير اللفظي. ويكون الشخص الذي يستحوذ على انتباهنا واهتمامنا       هو الشخص الأكثر طلاقة في الكلام. بوجه عام، طلاقة اللسان والحمل  على الاستماع هما السمتان اللتان تستحوذان على التقدير والمكافأة من   بداية أيامنا الأولى في المدرسة. ولم يبدأ الاهتمام الجاد بمفهوم الإنصات   إلا منذ وقت قريب.

   لقد كان بالنسكي وبرجر (۱۹۵۹، ص 60) محقين عندما قالا "حتى    في يومنا هذا، في جو التعليم الأكثر تنويراً، تحظى القراءة والكتابة بنصيب الأسد من التركيز؛ بينما تظهر دروس الإنصات في المناهج الدراسية    بشكل نادر. على الرغم من أن الحاجة لمهارة الإنصات تزداد كلما أصبح مجتمعنا أكثر تعقيداً وأصبح التواصل ضرورياً أكثر".

   ويؤيد روجرز وريوثيلزبرجر (1956) وجهة النظر القائلة بأن عدم      قدرة الشخص على الإنصات الذكي المتفهم الماهر لشخص آخر هي أكبر عائق أمام التواصل الشخصي.

الإنصات الحقيقي ليس شيئاً سلبياً

     يعتقد العديد من الناس أن السماح بشكل صرف للشخص الآخر

الإنصات: قوام الحياة في العلاقات

بالتحدث مكافئ للإنصات. هذا خطأ. إن الإنصات الحقيقي ليس شيئاً   سلبياً. إنما هو عملية نشطة. إنصات يتضمن محاولة للتفهم، إنصات     لكي تعرف كيفية شعور الشخص الآخر؛ هذا النوع من الإنصات يتطلب مشاركة نشطة من جانب المنصت. إن الإنصات بهذا المفهوم الواسع   يصبح عملية عطاء، وبهذا يتطلب على الأقل تخلياً مؤقتاً عن الاهتمام بالذات. ربما يكون غير ممكن لكل منا أن يمنح هذا النوع من الإنصات   لكل من يتواصل معه، لكن هذا الأمر يستحق المحاولة. ومن ثم، لا توجد مبالغة في قول إنه للنجاح في أي مجال في الحياة، فإن الإنصات الفعال بعد أهم جزء فيه.