كثير منا يجدون صعوبة كبيرة في قول (أنا أسف) ، حتى عندما يكونون مخطئين. فالاعتذار أمر صعب على النفس ، ولكن عندما تقع في خطأ يجب عليك أن تسارع بالاعتذار . وأنا لا أعرف طريقة أسرع ولا أفضل من الاعتذار للشخص الذي أذيت مشاعره حتى تطفىء غضبه.

وفي إحدى المناسبات أتيحت لي فرصة الكتابة لأحد المحامين أثار حفيظتی؛ حيث إنني شعرت أن الأتعاب التي حملني إياها كانت باهظة للغاية وقد أخبرته بشعورى هذا بكل وضوح ، وأعتقد أنني تماديت في الأمر دون أن أدرك هذا حيث كان الخطاب حادا بشكل لم أكن أقصده .

وقد اتصل بي هذا المحامي وأخبرني أيضأ بوضوح تام عن رأيه في وفي ملاحظاتی . وقد اتضح أنه كان غاضبة للغاية ، وألقى بلائمة هذا على، وبمجرد أن توقف عن الكلام ليلتقط أنفاسه قاطعته قائلا : فيل إنني آسف حقا لانني كتبت خطابة بمثل هذا التهور، وما كان على أن أفعل هذا أبدا ، وأنا أعتذر لك عما بدر منی ، وأنت محق تماما في غضبك ، وأرجو أن تسامحني.

وقد سكت فيل قليلا ثم قال : حسنا جيم . إنني أحييك على شجاعتك في الاعتراف بالخطأ والاعتذار ، ومن ناحيتي فقد تكون الأتعاب باهظة ولذلك فأنا أعتقد أنني مدين لك بالاعتذار أيضا . سأرسل لك فاتورة جديدة أقل تكلفة من الفاتورة الأولى . دعنا نكن صديقين ونبدأ من جديد هل توافق ؟

وكما ترى، فإن الاعتراف بالخطأ في الحال والاعتذار الفوري للشخص الذي أخطأت في حقه يحول غضبه إلى صداقة دائمة ، بل ويمكنك أن تحقق ما هو أكثر من ذلك.

فما عليك إلا أن تعتذر حتى عندما لا تكون مخطئا فما عليك إلا أن تتقبل الأمور بصدر رحب ، فإذا كان الاعتذار كفيلا باستعادة السلام للأسرة أو علاقة حميمة بين شخصين، إذا فلماذا لا تقولها حتى يمكنك أن تتفرغ لما هو أهم وهو التمتع بصحبة جيدة مع بعضكما البعض بدلا من التصارع والقلق بشأن من هو المخطىء ومن المصيب.

والفصل التالي لهذا الفصل : كيف تسيطر تماما على مثيري المشاكل هو متابعة طبيعية لهذا الفصل ، وسوف نوضح لك في هذا الفصل كيف تستخدم سلطتك المطلقة في التعامل مع الآخرين إلى الحد الأقصى . والتحكم في سلوك مثيري المشاكل سوف يكون طريقة لاختبار قدراتك بأقصى حد.