يقول السيد جورج كروفورد مدير أحد أكبر متاجر البيع بالتجزئة التي رأيتها في حياتي والذي يوجد في أورنالدو فلوريدا : (يجب على أن أكون المثل في كل شيء أفعله حتى يقتدي بي الموظفون ، وبصفتي مديرا للمتجر فإنني أجد أن من أهم الطرق لرسم مثال يحتذى به الموظفون هو ثقتي في إتمام المهام الصعبة بنجاح أو تحقيق الهدف المرجو من مبيعات معينة).

(ولذلك فإنني أعمد إلى إظهار ثقتي الكاملة في نجاح أي مشروع صعب وذلك من خلال كل ما أقوله أو أفعله . أما إذا ظهرت على أية بادرة شك وعدم ثقة فسوف ينعكس هذا على الموظفين بأن ينتابهم هم أيضا الشك أو الخوف من الفشل ، وبهذا لن يكون النجاح حليفنا ، ولذلك فإن من أهم أعمالي كمدير أن أكون مثالا عالية من الثقة ، وأنا واثق أن هذا أيضا هو أحد الأجزاء في عملك أيا كان هذا العمل).

ونفس هذا المفهوم ينطبق على عديد من أوجه العلاقة بينك وبين موظفيك ، فأنت مثلا تريد من هؤلاء الموظفين أن يتمتعوا بالكياسة والاحترام والإخلاص والتعاون ولهذا فعليك أن تضرب لهم المثل في هذه الأمور من خلال إظهار الكياسة والاحترام والإخلاص والتعاون في معاملتك معهم ، فالواجب عليك أولا أن تقود الآخرين إلى ما تريد وهذا لا يكون إلا بأن تضرب لهم المثل الذي يحتذون به في هذه الأمور .

فإذا كانت لديك عادات عمل غريبة أو كنت تتأخر عن مواعيدك أو لا تلقي اهتماما لقواعد الأمان واللوائح أو كنت تشعر بالملل والضجر من العمل فستجد أن موظفيك سيقتدون بك في كل هذه الأمور .

وعلى الجانب الآخر فعندما تلتزم بمواعيدك وتحضر إلى عملك في المواعيد المحددة وتطيع قواعد الأمان وتتحمس للعمل، وإذا كنت مثلا يحتذى به في أداء الواجب فستجد الموظفين يسارعون بالاقتداء بك ، وعندما تفعل هذا فسوف تحوز سلطة مطلقة في التعامل مع الآخرين.

وتذكر دائما أن أي مؤسسة هي مرآة صادقة لآراء وقدرات ومخاوف وعيوب قائدها ، ولا مفر لك من أن تحدد الميعاد ثم تضرب لهم المثل في الالتزام بهذا الميعاد في كل أقوالك وأفعالك.