لكي تكتسب سلطة غير محدودة في التعامل مع شخص ، يجب أن تعرف على وجه الدقة ماذا يريد هذا الشخص حتى يمكنك مساعدته في تحقيق رغباته ، وهذا هو سبب الأهمية الكبرى التي تكتسبها مسألة الحصول على معلومات دقيقة عما يرغب فيه هذا الشخص .

بإمكاني أن أشرح لك هذه النقطة بشكل أفضل عن طريق ضرب مثل محدد من الأمثلة التي اعتدت أن أقابلها شخصيا ، فهناك مثلا مصنع إلكترونيات كان الموظفون يعانون فيه من أنواع المشاكل ، فمعنويات العاملين به والروح المؤسسية والتنظيمية بالمصنع ، كلتاهما كانتا في أدنى مستوى ، وقد تراجع مستوى السيطرة على جودة المنتجات بنسبة تبلغ حوالي 40% من حجم الإنتاج ، كما ارتفعت نسبة تغيب العمال عن العمل إلى أكثر من 20% عن المعدل العادي ، وبدا هامش ربح الشركة بتقلص إلى حوالي صفر .

استدعت الشركة مستشارها الإداري ليكتشف وبدقة إذا ما كان ثمة خطأ ، وبعد التحدث مع عدد من الموظفين ، قام هذا المستشار بعمل استبيان يحتوي على قائمة بثمانی رغبات أساسية محددة ، بعدئذ طلبت الشركة من كل موظفيها أن يرتبوا هذه الرغبات الثماني الأساسية حسب أهميتها الخاصة بالنسبة

طلب مستشار الشركة أيضا من مجموعة المدراء والتنفيذيين أن يصنفوا نفس هذه البنود - ليس كما يشعرون هم بالنسبة لهذه الرغبات، ولكن حسب ما يعتقدون أن موظفيهم سيسجلونه في الاستبيان .

وفيما يلي ستجد الخريطة التي يظهر فيها على اليسار الرغبات الثماني الأساسية مصنفة حسب أهميتها بالنسبة للموظفين ، كما ستجد تصنيف المدراء مبينة أيضا على الجانب الأيمن من الخريطة .

الأمنيات أو الرغبات الثماني الأساسية

  1. تصنيف المدراء
  2. المصداقية والتقدير العمل الذي تم تأديته
  3. العمل الممتع والجدير بالاهتمام
  4. أجر عادل عند زيادة المرتبات
  5. الاهتمام والتقدير
  6. الترقية عن طريق الكفاءة، وليس الأقدمية
  7. التشاور فيما يخص المشكلات الشخصية
  8. ظروف جيدة للأعمال البدنية
  9. الأمان في العمل

ويبدو من الخريطة أن تأكيد الموظفين والمدراء على ترتيب هذه الرغبات ليس متشابهة على الإطلاق ، وعندما شدد المدراء على ما يريده الموظفون مفضلين ذلك على تخمين ما يريدونه هم ، اختفت تقريبا وفجأة مشاكل الشركة . حدث هذا الموقف بالضبط منذ أربعة أعوام مضت ، وحاليا تعتبر هذه الشركة واحدة من أكبر عشر شركات مصنعة للمعدات الإلكترونية في الولايات المتحدة الأمريكية ، وأصبح لها أسواق في جميع أنحاء العالم .

إن السبب المحدد الذي دفعني لأن أضرب لك هذا المثل هو أن أبين لك ، أنه لن يمكنك اكتساب سلطة غير محدودة في التعامل مع شخص، إذا لم تعرف بالضبط ما يريده حتى يمكنك مساعدته في الحصول عليه : عندئذ فقط ستكون قادرة على الحصول على ما تريده أنت نفسك .

وألخص ما ذكرته من قبل في جملة واحدة ، إن المسألة الأكثر أهمية والتي يجب أن تعرفها عن الناس هي : إن كل شخص طبيعي يريد أن يعرف كيف يكون محبوبة ، كيف يكتسب الشهرة والثروة والقوة، وكيف يبقي في صحة جيدة .

إذا احتفظت بهذه الفكرة في ذهنك عند تعاملك مع الناس ، لن تواجهك أبدا أدني مشكلة في جعلهم يقومون بما تريد منهم أن يقوموا به ، طالما أنك تساعدهم على تحقيق أهدافهم ، وسيمكنك فهم الطبيعة الإنسانية والسلوك البشري بشكل أفضل بكثير من طالب أو مدرس علم النفس التطبيقي وستظل كذلك دائما.