سرطان بطانة الرحم

الرحم عضو حيوي له عنق من جهة واحدة وله طبقة داخلية تسمى بطانة الرحم. ويعتبر سرطان بطانة الرحم أكثر أنواع السرطانات في الجهاز الإنجابي إنتشاراً، وتصيب من ۲ إلى 3 نساء من كل ۱۰۰ امرأة كل عام.                                                    وإذا تم تشخيصه وعلاجه مبكراً فإنه قابل للشفاء بدرجة عالية، ونجد أن حوالي ۱۰ بالمائة من النساء اللاتي في المرحلة الأولى والدرجة رقم واحد منه يعشن على الأقل خمس سنوات بعد إستئصال الرحم والمبيضين ولكن 10 بالمائة فقط من النساء ذوات أشد الحالات تقدماً يعشن تلك الفترة الزمنية.

يبدأ سرطان بطانة الرحم عندما تتكاثر خلايا سرطانية بضراوة في بطانة الرحم. وإذا لم يتم إكتشاف المرض فإن الخلايا السرطانية قد تغزو جدار الرحم وعنق الرحم وبعد ذلك المثانة البولية والأمعاء وبعض الأعضاء الأكثر بعداً الأخرى البعيدة.

غير رسمي

تظهر الدراسات أن إنجاب أطفال كثيرين، أو تناول حبوب تنظيم النسل يؤدي إلى خفض كبير في قابلية الإصابة بسرطان بطانة الرحم.

 

 

عوامل الخطر

إن أكبر عامل من عوامل الخطر الذي يساعد على ظهور سرطان بطانة الرحم (الذي يظهر عادة بعد سن اليأس من الحيض) هو التعرض لمستوى عالٍ من الإستروجين الذي لا يجد ما يثبطه. وذلك يعني أنه توجد قابلية أكبر للإصابة   بهذا النوع من السرطان في الحالات التالية :

* من بدأن الحيض في سن مبكرة.

* من تأخر لديهن سن اليأس من المحيض.

* وجود أي مصدر للإستروجين دون ما يضاده.

* لديكِ طفل واحد أو لم تنجبين .

*لديك زيادة في عدد خلايا بطانة الرحم الطبيعية.

* السمنة : لأن النسيج الدهني يحتوي على إنزيم يحول الهرمونات الأخرى إلى هرمون إستروجين.

وهذا بالإضافة إلى أنكِِ تكونين في وضع خطر بسبب التعرض للكميات الكبيرة من الإستروجين في الجسم إذا كنتِ فعلاً مصابة بسرطان الثدي أو أصابكِ سرطان الثدي وتعالجين بدواء (تاموكسيفين) لمنع إرتداد المرض.                       

وكذلك النساء المريضات بأمراض الكبد يحف بهن الخطر لأن الكبد هو الذي يكسر الكميات الزائدة من هرمون الإستروجين. وكذلك حال السيدات البدناء لأن الخلايا الدهنية ترفع من كمية الإستروجين المختزن في الجسم.

إحترس

النساء اللاتي تزداد أوزانهن بمقدار ۲۱ إلی 50 رطلاً تزداد لديهن بالتالي قابلية الإصابة بسرطان عنق الرحم بمقدار ثلاثة أضعاف.

 

 

هل لديكِ سرطان بطانة الرحم ؟

أكثر أعراض سرطان بطانة الرحم شيوعاً هو النزيف بعد سن اليأس من          المحيض (توقف الدورة الشهرية، ولكن أي نزيف غير عادي (زيادة في دم الحيض أو تنقيط دموي بين فترات الحيض ... إلخ). يمكن أن يكون دليلاً على وجود سرطان بطانة الرحم.                                                                                           وقد يكون هناك عرض آخر مثل إفرازات مائية من الرحم أما في حال السرطان المتقدم فسوف تشعرين فقط بالألم وعدم الارتياح!

 

الإختبارات التي قد يجريها الطبيب

هناك عدة إختبارات للكشف عن سرطان بطانة الرحم تبدأ بالكشف على الحوض. أثناء الكشف النسائي للحوض سيتلمس طبيبك أية كتل أو تغيرات                     في شكل الرحم. بعد ذلك تؤخذ عينة "باب" (مسحة "باب" من عنق الرحم) فإذا تحصل الطبيب على أية مجموعة من خلايا بطانة الرحم خارج عنق الرحم في سيدة في سن ما بعد اليأس من المحيض سوف يشك الطبيب في وجود سرطان بطانة الرحم.

إذا تشكك طبيبكِ في السرطان فسيحصل على عينة من بطانة الرحم للكشف عن السرطان في خلاياها. وإن كان بعض الناس يعتقدون أنها طريقة غير مريحة إلا أن الحصول على عينة بطانة الرحم بسيط وسهل ويتم في العيادة الخارجية بدون تخدير.

إذا كانت كل نتائج العينات سلبية في التحاليل السابقة ولكن النزيف لا يتوقف (وبسبب أن سرطان بطانة الرحم يبدأ في بطانة الرحم ولا يخرج إلى عنق الرحم فلا يرى في إختبار مسحة "باب") فسوف يرتب لكِ طبيبكِ عمل توسيع وكحت للرحم.                                                                                                                     في عملية التوسيع والكحت يتم توسيع عنق الرحم بأداة تشبه الملعقة ثم تكحت بطانة الرحم برفق لإزالة أية أنسجة زائدة أو أورام صغيرة.                                      ثم يتم فحص هذا النسيج للكشف عن الخلايا السرطانية. وبدلاً من ذلك يستخدم جهاز منظار الرحم الضوئي لفحص بطانة الرحم وأخذ عينات من النتوءات والأنسجة المشكوك بها تحت النظر المباشر. ثم يتم كحت بطانة الرحم .

إحترس

جميع النساء اللاتي أصبن بسرطان بطانة الرحم يجب عليهن في الغالب تجنب العلاج التعويضي بالإستروجين مهما كانت شدة أعراض سن ما بعد الیاس من

المحيض. ولتناقشي هذا الأمر مع طبيبك.

 

 

العلاج

إذا تبين وجود خلايا خبيثة سوف تحولين إلى أخصائي أورام ليجري إختبارات أدق لقياس مدى إنتشار سرطان بطانة الرحم.                                                         وطالما ظهر من العينات أو من عملية التوسيع والكحت وجود سرطان بطانة الرحم، فسيتم الإتفاق على إجراء جراحة إستئصال الرحم مع المبيضين. وإن النتائج المكتشفة عند إجراء عملية إستئصال الرحم تتحدد منها مرحلة السرطان والحاجة إلى أي علاج إضافي. ويخطط فيما بعد للعلاج الكيميائي والإشعاعي بعد الجراحة ويعتمد ذلك على التاريخ المرضي ومدى انتشار المرض.                                 في الحالات المتقدمة من سرطان بطانة الرحم يستخدم نوع معين من البروجيسترون كعلاج هرموني. في 3 من ۱۰ من النساء يبطئ البروجيسترون نمو الخلايا السرطانية بإعاقة تأثير الإستروجين.

 

 

سرطان عنق الرحم

ينمو سرطان عنق الرحم بطيئاً على مدى طويل من الوقت. قبل ظهور سرطان عنق الرحم به تسلك خلايا عنق الرحم سلوكا آخر فتنمو الخلايا بشكل غير طبيعي مع بعض التغيرات التي تطرأ عليها.                                                            يمكن لمسحة "باب" أن تكشف عن سرطان عنق الرحم مبكراً، بل ويمكن في الحالة التي تسمى حالة ما قبل السرطان وتسمى تغير صورة الخلايا Dysplasia والتي يسهل علاجها بدرجة عالية أن تكشف عنها مسحة "باب " إذ تظهر فيها الخلايا العادية وقد بدأت تتغير وتنمو دون سيطرة.

سوف تكونين معرضة بدرجة عالية لخطر حدوث سرطان عنق الرحم إذا كنت :

* قد تزوجت قبل سن 16 سنة.

* تدخنين.

* لديك نتوءات تناسلية (خارج منطقة الفرج).

* أصبت بأمراض تناسلية أخرى.

* مريضة بأنواع أخرى من سرطانات الجهاز التناسلي.

* قد أنجبت كثيراً.

* قد تناولت أقراص تنظيم النسل لمدة طويلة.

* لا تأكلين جيداً.

وفي الوقت الذي يعتقد فيه طبقا لبعض الدراسات أن هناك علاقة بين أقراص تنظيم النسل أو نقص فيتامين (أ) وفيتامين (ج) وسرطان عنق الرحم. إلا أنه لا يوجد مؤشر أكيد على ذلك . معظم هذه الدراسات لا تحتاج إلى الشرح لأن النساء اللاتي يتناولن أقراص تنظيم النسل لا يستخدمن عازلاً يحمي عنق الرحم من الإصابة بالسرطان.                                                                                                       وعلى كل الأحوال فهناك علاقة مؤكدة بين نقص أحد فيتامينات (ب) وهو حمض الفوليك وإرتفاع خطر السرطان.

فيروس الورم الحليمي والنتوءات التناسلية

فيروس الورم الحليمي البشري الذي ينتقل جنسياً يمكن أن يسبب تغيراً في خلايا عنق الرحم ويؤدي إلى نمو هذه النتوءات (الزوائد) التناسلية على الجانب الخارجي من الأعضاء التناسلية  الخارجية وما حولها.                                                  وإن الإصابة السابقة بالعدوى بهذا الفيروس تعتبر خطراً كامناً للإصابة بسرطان عنق الرحم. ولكن ليس من الضروري أن كل من يصاب بالنتوءات التناسلية يحدث له سرطان عنق الرحم.                                                                                              إن عدة ملايين من الرجال والنساء يصابون بعدوى ذلك الفيروس التناسلی ولكن 15 ألف فقط من الحالات هي التي يحدث لها سرطان عنق الرحم كل عام. ولكن سلالات معينة عالية الخطورة من هذا الفيروس هي السبب الأول  في ۹5 بالمائة من حالات سرطان عنق الرحم. بالإضافة إلى أن العدوى بفيروس نقص المناعة البشري (HIV) تزيد أيضاً من خطر التغييرات غير الطبيعية في خلايا عنق الرحم، الذي يؤدي  إلى شكل أكثر شدة من سرطان عنق الرحم.

العلامات التحذيرية المبكرة

قد يحدث سرطان عنق الرحم بدون أدنى تحذير أو علامة ، وعندما يصل إلى مرحلة متقدمة، سوف نلاحظ نزيفاً غير طبيعي أو إفرازاً مهبلياً. أكثر من 9 آلاف سيدة يمتن سنوياً بسرطان عنق الرحم، بينما إذا تمت معالجته مبكراً لأمكن شفاؤه بدرجة عالية.

يجب أن تعرضي نفسك على الطبيب إذا وجدت أيا من :

* نزيف بعد الجماع لا علاقة له بالحيض .

*التبول بألم أو بصعوبة .

* ألم أثناء الجماع .

*آلام في منطقة الحوض

ومن حسن الحظ أن سرطان عنق الرحم قابل للعلاج بدرجة عالية إذا اكتشف مبكراً لأن حالة الخلية التي تسمى ما قبل السرطان يمكن كشفها مبكراً بواسطة عدد من الإختبارات، مثل إختبار مسحة "باب" ويعالج قبل تحول الخلية من حالة ما قبل إلى حالة السرطان. مسحة "باب" يمكن أن تقلل عدد الوفيات من سرطان عنق الرحم من 4 في الألف إلى خمسة في كل ۱۰آلاف.

إن عينة أو مسحة "باب" تؤخذ إما بقطعة قطن صغيرة وإما بفرشاة أو بعصا خشبية صغيرة لتخدش السطح الخارجي لعنق الرحم لإلتقاط بعض الخلايا التي تفحص تحت الميكروسكوب. قد تشعرين ببعض الضغط على العنق ولكن لن تشعري بألم.

وقد وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية حديثاًً على إختبار تستخدم فيه مادة DNA التي تكشف عن فيروس الورم الحليمي البشري وهذا الإختبار يمكنه الكشف عن حوالي ۹۰-95٪ من حالات سرطان عنق الرحم بالمقارنة إلى نسبة إكتشاف حالات سرطان عنق الرحم بمسحة عينة "باب" التي تساوي من ۷۰ إلى 80 بالمائة، حسبما يقول منتجو الإختبار الجديد.

 إن اختبار(هيبريد  كابتشور) يقال عنه إنه بإمكانه الكشف عن جميع الأنواع الرئيسية لفيروس الورم الحليمي البشري التي تتسبب في سرطان عنق الرحم (يوجد ۱۳ سلالة من ذلك الفيروس التي تتسبب في كل أنواع سرطان عنق الرحم).

 ماذا تعني مسحة "باب" لكِ؟

من الضروري أن تتحملي نصيبك من المسئولية في المحافظة على صحتك.               إطلبي نسخة من تقرير نتائج اختبار مسحة "باب" الخاص بكِ لتتعرفي على نتائجه.

جدول 12-2 تقييم نتائج إختبار مسحة (باب)

إذا قال ...

يعني هذا ...

ماذا تفعلي

عينة غير كافية

المسح لم يكن جيداً أو أن الخلايا تعتمت بالدم أو الإلتهابات

إختبار أخر 3 شهور والأفضل في منتصف الدورة الشهرية

خلايا حرشفية نمطية أو خلايا مسطحة تملأ العينة

النتائج غير طبيعية ولكنها ليست بالضرورة ماقبل السرطان

إختبار أخر 3 شهور

إصابة مرضية داخل الطبقة الطلائية الحرشفية عالية أو منخفضة الدرجة

إذا كانت درجة عالية فذلك يعني تغير صورة الخلايا(خلايا ماقبل السرطان ) أما إذا كانت درجة منخفضة فذلك يعني عدم قابليته بنفس الدرجة للتقدم إلي الحالة السرطانية

سيقترح عليكِ أخصائي النساء والتوليد في الغالب إجراء فحص بالمنظار المهبلي .

شك في وجود السرطان

تم إكتشاف وجود خلايا سرطانية

أسرعي إلي أخصائي النساء والتوليد فوراً وإستعدي لإجراء فحص بالمنظار المهبلي.

 

 

إذا تم إكتشاف سرطان عنق الرحم أثناء الفحص الحوضي الروتيني وبعد فحص عينة مسحة "باب" فإن ۹۹ بالمائة من النساء يتمكن من النجاة من السرطان ، ولكن إذا لم يتم كشفه قبل أن يصل إلى مرحلته المتقدمة فإن ۷ بالمائة فقط هن اللاتي ينجين.                                                                                                   ترتفع معدلات سرطان عنق الرحم إلى أعلى حد فيما بين سن ۳۰ و 55 سنة. وبفضل وسائل الكشف المبكر والعلاج الجيد، فإن نسبة الوفيات بسرطان عنق الرحم قد تراجعت بنسبة 70 بالمائة خلال ال 40 سنة الماضية بينما تزايد عدد النساء المعرضات لخطراً بنسبة 500 بالمائة.

 

 

أنواع جديدة من العلاج: ما يجب أن تعلميه

إذا تم تشخيص السرطان مبكراً في عنق الرحم (المرحلة 1 أو ۲) فإنه يمكن علاج السرطان جراحياً أو بالإشعاع وقليلاً ما يوصف العلاج الجراحي مع الإشعاعي.

 الأبحاث الجديدة تقترح الجمع بين العلاج الكيميائي بإستخدام عقار "سيسبلاتين" (Cisplatin) مع العلاج الإشعاعي في علاج سرطان عنق الرحم وهو ما يسمى العلاج المزدوج السرطان عنق الرحم، والذي يرفع من معدل النجاة منه. وهذا ما أقره المعهد القومي للسرطان.

(بالأسلوب التقليدي السابق كان سرطان عنق الرحم يعالج إما بالجراحة وإما بالإشعاع مع درجات متفاوتة من نجاح العلاج)                                                    ويقول المعهد القومي للسرطان إن هذه الطريقة الجديدة (علاج كيميائي مع إشعاعي) يجب أن تطبق.

التغلب على السرطان

إن تشخيص السرطان يمكن في حد ذاته- أن يحمل معاني الخراب والدمار! لأن السرطانات النسوية تصيب مناطق هامة جداً من جسم المرأة. ونتيجة لذلك فإن الإصابة بالسرطان قد تفجر مشاعر من القلق والغضب والإكتئاب.

ومثلما يحدث مع كل الأمراض الخطيرة فقد تواجهين الشعور بإحتمال موتك. إذا أجري لكِ إستئصال الثدي فقد تشعرين بأنكِ مهيضة الجناح أو مذنبة                 أو مصدومة، أو أنكِ بلا حول ولا قوة.

بعض السيدات يضطرب إحساسهن بالأنوثة أو علاقاتهن الأسرية بعد إجراء الجراحة.

إذا شعرت بالحزن أو الإحباط أو بالاكتئاب الشديد فإن ما يساعدك على إجتياز المحنة هو التحدث إلى محاور يفهم هذه الأوضاع أو معالج نفسي ليساعدك على معالجة ما تعانينه من مشاعر سيئة بعد إنتهاء العلاج.                    وهناك العديد من الأشكال العلاجية التي يمكن أن تقدم لك من مصادر الرعاية الصحية بما في ذلك الأطباء النفسيون والمحللون النفسيون والعاملون بالخدمة الإجتماعية والعاملون بالتمريض النفسي.

 

 

 

 

 

 

 

 

مجرد حقائق .

*التغذية والهرمونات والتدخين والكيميائيات كلها ذات علاقة بالسرطان.

* واحدة من كل ثماني سيدات قد يحدث لها سرطان الثدي أثناء حياتها إذا عاشت حتى سن 15 عاماً.

* بعض أنواع سرطان الثدي لها علاقة بعيب في نوعين من الجينات يعرفان بإسم (برکا ۱) و (برکا ۲).

* من الصعب الكشف عن سرطان المبيض ومن الصعب علاج الحالات المتقدمة منه.

* سرطان عنق الرحم قابل للعلاج بصورة عظيمة إذا تم إكتشافه مبكراً ويسهل عمل ذلك بمسحة أو عينة "باب".

* أكثر أعراض سرطان بطانة الرحم شيوعاً هو النزيف بعد سن اليأس من الحيض (بعد توقف الحيض لفترة)