حافظي على جهاز الإنجاب سليماًً

ربما تعتقدين أنك عرفتِ كل ما يجب أن تعرفيه عن أجهزة الجسم المختلفة، ومنها الجهاز التناسلي، في منهج الصحة في المدرسة. وقد تحدثت المعلمة عن المعلومات الأساسية. ولكنكِ لم تتعلمي شيئاً عن كيفية التعامل مع الأخطاء التي قد تحدث فيما يتعلق بالصحة الإنجابية، وهناك الكثير مما يجب أن تتعلميه وتفعليه.

مشاكل الدورة الشهرية

فلنبدأ بشيء نفهمه جميعاً وهو الحيض، وهو الجزء الطبيعي من الدورة التناسلية الذي يبدأ مع إفراز البيض لبويضته. وفي نفس الوقت يفرز هرمون الإستروجين الذي ينبه بطانة الرحم لتنتفخ بالدماء. فإذا لم تُخصب البويضة ينخفض معدل هرمون البروجيسترون وتنقبض أوعية الدماء في بطانة الرحم فتنفصل بطانة الرحم وتتفتت وتتساقط ذائبة في كل الحيض الدموي الشهري.                         هذه الدورة الحيضية تتكرر كل ۲۸ يوماً حتى تتوقف بالحمل أو تتوقف في سن اليأس من المحيض أو انقطاع الطمث.

السيدات جميعاًً مختلفات عن بعضهن وتعتمد درجة الراحة والألم التي تسببها دورتك على أشياء كثيرة. من الممكن أن تكون دورتك كثيفة أو أكثر ألماً من المعتاد. وإن ظهور مثل هذه المشكلات (رغم أنها غير سارة) إلا أنها بصفة عامة             لا تعني أنكِ مريضة. ولكن في نفس الوقت تنبهي إلى أن هذه المشاكل (كثافة الدورة أو آلامها) قد تعني أحياناً أشياء خطيرة مثل داء بطانة الرحم أو أكياس المبيض.

الطبقات الثلاث لعدم انتظام الدورة الشهرية غياب (انقطاع) الدورة الشهرية           أو آلام الدورة الشهرية أو كثافة الدورة الشهرية.

غياب( انقطاع )الدورة الشهرية

إن لم تكوني في سن اليأس من المحيض ومالت فجأة دورتك الشهرية إلى الانقطاع فالمحتمل أن تكوني حاملاً أو تحت ضغط عصبي أو أنكِ بذلتِ مجهوداً كبيراً             أو فقدت كثيراً من وزنكِ . ويحتمل أنكِ مصابة بزيادة في هرمون البرولاكتين في الدم (حالة شائعة في الغدة النخامية بالمخ) أو لديكِ اضطرابات بالغدة الدرقية، أي من المذكور يمكن أن يتسبب في توقف دورتك الشهرية.                                        في أغلب الأحيان لا يعتبر غياب دورة شهرية سبباً للإنزعاج                                                               وفي أحيان أخرى يكون علامة على وجود مشكلة مسببة. حالة انقطاع الدورة الشهرية تخبرك بانخفاض مستوى هرمون الإستروجين الذي قد يعني أن لديكِ قابلية أكبر للإصابة بهشاشة العظام. وقد يكون ذلك إشارة إلى إنخفاض هرمون البروجيسترون مما يجعل لديكِ قابلية أكبر للإصابة بمشکلات في بطانة الرحم، مثل سرطان بطانة الرحم.

الانقطاع الأولى للدورة الشهرية يعني أنك قد جاوزت ۱۹ عاماً من العمر ولم يحدث لك الحيض بتاتاً. وتوجد فتيات قد بلغن ۱۷ عاماً ولم يحدث لهن الحيض، وهن في حالة صحية طبيعية. إن تأخر حدوث الحيض لفتاة نحيفة جداً أو تبذل مجهوداً كبيراً قد يكون عرضة لمرض فقدان الشهية العصبي.                                      وفي حالات نادرة من الفتيات اللاتي لم يحدث لهن الحيض بتاتاً قد يكون السبب عدم وجود رحم أو مبيضين. وربما يكون ورماً أو حادثة أو تشوهاً خلقياً تكوينياً يتداخل مع بعض مراحل الدورة الشهرية.

إذا كنتِ تحيضين ثم انقطعت الدورة مؤقتاًً فإن ذلك يسمى إنقطاع ثانوياً للدورة الشهرية، وقد يرجع ذلك لأحد الأسباب التالية:

* اضطرابات الغدة النخامية (بالمخ).

*فشل مبيض أولي (انقطاع الطمث المبكر.

* الحمل.

*مشاكل الغدة الدرقية.

* تكوينات غير طبيعية بالجهاز التناسلي.

* أكياس المبيض.

* التوتر والضغوط

*مشاكل مع وزن الجسم.

فإذا كنت أقل من السادسة عشرة أو ۱۷ عاما ولم تحدث لك الدورة الشهرية فقد ينصحك طبيبكِ بالانتظار حتى تبلغي سناً أكبر. وفي هذه الحالة يبدأ عمل الأبحاث لك. إذا كنت تبذلين مجهوداً كبيراً أو كنت نحيفة جداً ينصحكِ طبيبكِ بتقليل المجهود وبزيادة الوزن. وكذلك يصبح علاج فقدان الشهية العصبي ضرورياً. فإذا اكتشف طبيبك نقصاً في هرمونات لعدم انتظام في إفرازها فإنه ينصحكِ بدواء معوض لنقص الهرمونات. نادراً ما تحتاجين للجراحة لإستئصال ورم أو تصليح عيب تكويني في الجهاز التناسلي.

يعتمد علاج انقطاع أو توقف الحيض على سبب المشكلة. إذا كنت واقعة تحت ضغوط عصبية فإن إستيضاح أسبابها والتخلص من الضغوط قد يعيد لك إنتظام الحيض. وإذا كان وزنك أقل من الطبيعي فربما تحتاجين إلى زيادة وزنك.               إذا تم تشخيص حالتكِ التي قد تكون سببا في انقطاع الدورة الشهرية( مثل وجود كيس بالمبيض)

فربما تعود دورتك الحيضية لطبيعتها فور علاج المشكلة.

وإذا كان انقطاع دورتك الحيضية بسبب بلوغ سن اليأس من المحيض                     فقد يصف لك طبيبكِ دواء به إستروجين طبيعي أو هرمونات أخرى بديلة.          ولو كنت زائدة الوزن فإن ذلك أيضاًً قد يسبب انقطاعاً ثانوياً للحيض.                   وإن تخفيض وزنك قد يسترجع لك حيضك الشهري مرة أخرى.                                  

غير رسمي

انقاص الدهون وممارسة التمارين وتناول غذاء نباتي هي وسائل يمكن أن تقلل بشكل ملحوظ من آلام الطمث. وهذا وفقاً لما أورده بعض الباحثين من لجنة الأطباء للطب المسئول والمركز الطبي بجامعة جورجتاون بالعاصمة الأمريكية واشنطن.

 

 

آلام الدورة الشهرية

من الأصوب أن يعرف عسر الطمث أو الحيض "بتقلصات الحيض المؤلمة" وهي حالة شائعة فواحدة من كل سيدتين تعاني منها شهرياً. وواحدة من كل أربع سيدات يصل ألمها إلى درجة التغيب عن العمل أو المدرسة.

تقلصات الحيض في العادة تكون شيئاً طبيعياً ولكن قد تكون في حالات قليلة           

 

 

من أعراض :

* داء "فرط نمو بطانة الرحم" (Endometriosis).

* زوائد لحمية.

*أورام ليفية أو إصابات أخرى رحمية.

* وسيلة لتنظيم النسل داخل الرحم (لولب).

* الاجتياح الغدي لعضلات الرحم (Adenomyosis) وهي حالة تشابه داء "فرط نمو بطانة الرحم" وفيها تغزو الخلايا المبطنة للرحم جدار الرحم بكميات غير عادية وتسبب نزيفاً رحمياً وآلاماً شديدة.

* تضييق عنق الرحم (اختناق في مجرى عنق الرحم).

في كل شهر عندما تتفكك بطانة الرحم أثناء المحيض يتم إنطلاق هرمونات تسمى "بروستا جلاندينات" Prostaglandins التي تحفز عضلات الرحم لتنقبض وتلفظ "تقذف" هذه البطانة المفككة السائلة. وعضلات الرحم هی نفسها التي تدفع (الطفل) المولود للخارج ساعة الولادة فلابد أن تكون قوية لدرجة أن التقلصات تؤلم جداً. وتزداد مستويات البروستاجلاندين في حيض النساء اللاتي يعانين من آلام شديدة في المحيض عن النساء الأخريات.

للتخلص سريعاًً من التقلصات غالباً ما يصف لكِ طبيبكِ أدوية مضادة لعمل البروستاجلاندين مثل (أيبوبروفبين). يستعمل الدواء قبل المحيض بثلاثة                 أو أربعة أيام ليمنع تكوين البروستاجلاندينات فلا تشعرين بآلام المحيض. وتعتبر أقراص تنظيم النسل نوع آخر من العلاج لأنها تمنع التبويض وتقلل من مستوى البروستاجلاندين أما العلاجات الطبيعية (غير الكيميائية) فقد تشمل:          * الكالسيوم : حبوب السمسم أو المكملات المكونة من مزيج من الكالسيوم مع المغنسيوم (500 مجم كالسيوم مع ۲۰۰ مجم مغنسيوم).

* الأعشاب الطبيعية : شاي البابونج (أوراق الشيح)  والزنجبيل وأوراق التوت البري الأحمر والترنجان (وله نكهة الليمون والنعناع البري.

* التمرينات البدنية: التي تقوي عضلات قاع الحوض قد تقلل من آلام المحيض. وجربي اليوجا وركوب الدراجات والرقص والرياضات المختلفة.

* الحرارة: جربي الحمام الساخن وزجاجات الماء الساخن أو حجرة البخار (السونا أشد من المطلوب).

* اللمس: التدليك أو العلاج بالضغط يصرف الألم. جربي الضغط بقبضة اليد        أو الأصابع على المنطقة السفلى (القطنية) من الظهر أو تدليك القدمين أو تدليك وضغط الكف فيما بين إصبعي السبابة والإبهام.

* العلاج بالإبر الصينية.

فكرة ذكية

إذا أحسست بآلام الحيض في ظهرك فجربي نظاماً يومياً من تمارين الجلوس

منتصبة في فراشك لتقوية عضلات الظهر.  ولتخفيف التقلصات فإن أداء التمارين الإيقاعية الثابتة (مثل السباحة) يرخي العضلات المتقلصة ويخفف الإحساس بعدم الإحساء : الارتياح ويخفف التوتر مما يساعد على التخلص من الألم.