الهبات (الفورات) الساخنة

وهي تعتبر ثاني أكثر أعراض سن اليأس شیوعاًً. وطبقاً لإستبيان أجري عام 1991 فإن 87٪ من النساء في سن اليأس قررن أنهن يعانين تلك الحالة، وأكثر من نصفهن قررن أنهن يعانين أيضاً كثرة العرق بالليل.                                           وتفيد دراسة أخرى أن حوالي نصف النساء يعانين الهبات الساخنة في حين أنهن يحضن بإنتظام.

وقد تتفاوت خصائص تلك الهبات الساخنة من امرأة إلى أخرى. وفي أغلب الحالات يبدأ الإحساس بالسخونة في منطقة الخصر ثم ينتشر بسرعة إلى الصدر والظهر والعنق والوجه وفروة الرأس. وقد يستمر ذلك الإحساس لفترات تتفاوت من ثوان معدودة إلى ساعة كاملة وقد يحدث مرة أو مرتين يومياً. وقد تتكرر كثيراً حتى تصل إلى 40 أو 50 مرة يومية !

وبينما تحدث الهبات الساخنة على مدى عام واحد فقط فقد تستمر في بعض الحالات إلى خمس سنوات وتحدث في أغلب الحالات عندما تكونين جالسة في سكون أو أثناء النوم ولكن يمكن أن تحدث عند ممارسة الرياضة أو تناول الأطعمة الحريفة أو تناول المشروبات الساخنة.                                                       وليس معروفاًً حتى الآن السبب المحدد للهبات الساخنة، ولكن يعتقد الخبراء أنها ترتبط بتغييرات تحدث في الهيبوثالاموس أو منطقة ما تحت المهاد التي تنظم درجة حرارة الجسم وهذا يحدث عند إنخفاض مستويات الهرمون.                       فعندما يضطرب الهيبوثالاموس يجعل الجسم يشعر كأنه أكثر سخونة مما هو في الواقع فيبدأ في تبريد الجلد فتشعرين بالبرودة والقشعريرة وتتسع الأوعية الدموية وتزيد سرعة دقات القلب. وقد ترتفع درجة حرارة الجلد بمقدار ۸ درجات فهرنهيت وتبدئين في إفراز العرق. وبهذا تبدأ الهبة الساخنة. وبعض النساء يشعرن بالتنميل أو بنبضات متقطعة أو بالداور. وبالإضافة إلى هذا، فإن أكثر من 68 بالمائة من النساء قد يعانين كثرة العرق بالليل.

فكرة ذكية

اذا كنت تنزفين بكثافة أو بشكل غیر منتظم فيجب فحصكِ للكشف عن علامات الأنيميا. فإذا كانتِ لديك مستويات منخفضة من الهيموجلوبين، فتناولي المزيد من الأطعمة الغنية بالحديد وتناولي المكملات المحتوية على الحديد.     ويمكن أيضاً أن يكون النزيف الشديد أو غير المنتظم يسبب خللاً في وظائف الغدة الدرقية .ويتطلب إجراء إختبار لمستويات هرمون الغدة الدرقية. التي قد        تكون عالية أو منخفضة.

 

 

ويعتقد الأطباء أن الإستروجين يلعب دوراً في حدوث الهبات الساخنة إذ إنها تبدأ مع إنخفاض مستويات الإستروجين. وقد أظهرت الدراسات أنه كلما كان هبوط مستوى الإستروجين أكثر حدة، كانت الهبات الساخنة أكثر شدة.             ولهذا السبب كانت النساء اللاتي إستؤصلت مبايضهن يعانين صورة من الهبات الساخنة أكثر شدة من هؤلاء اللاتي لم تستأصل مبايضهن.                                       ولهذا السبب أيضاً فإن النساء النحيفات تكون الهبات الساخنة لديهن أكثر شدة      إذ إن الخلايا الدهنية التي تكثر في النساء البدينات تنتج الإستروجين حتى بعد إكتمال مرحلة اليأس من المحيض.

وهناك سبب يجعل العلماء على يقين أن الإستروجين يرتبط إرتباطاً وثيقاً بالهبات الساخنة وهو أن المرأة عندما تبدأ العلاج التعويضي بالإستروجين،            فإن الهبات الساخنة تتوقف. وقد لوحظ أيضاً أن الهبات الساخنة تحدث أحياناً أثناء الحمل عندما تكون مستويات الإستروجين عالية. ولهذا السبب يعتقد بعض الخبراء أن الهبات الساخنة هي بدرجة أكبر نتيجة للتوقف المفاجئ للإستروجين وليست نتيجة لإنخفاض مستوياته.

ومن المرجح أن الإستروجين ليس هو العامل الوحيد المؤثر في هذا المجال بل قد تشترك هرمونات وكيميائيات مخية أخرى في إحداث هذه الحالة.                  فالبروجستيرون -على سبيل المثال يرتفع مستواه في خلال النصف الثاني من الدورة الشهرية مما يرفع درجة حرارة جسمكِ ويجعلك تشعرين بالدفء.

الأرق

حوالي إثنتين من كل عشر نساء يعانين حالة الأرق عند سن إنقطاع الطمث. ويعتقد الخبراء أن مشكلات النوم ترجع إلى هبوط مستويات الإستروجين.           وقد تسبب نفس التغيرات الوعائية التي تسبب الهبات الساخنة الأرق أثناء تلك المرحلة.

ويعد العرق الليلي مشكلة أخرى، تتبع في الغالب الهبات الساخنة. ويمكن أن يسبب كل من الهبات الساخنة والعرق الليلي حرماناً مزمناً من النوم وهذا يمكن أن يجعلكِ أكثر تهجياً وأشد إكتئاباً وأكثر عرضة للنسيان.

 

التهيج العصبي وتقلبات المزاج

إن التقلبات المزاجية والإنفعالات الشديدة يعدان من العلامات التقليدية لمرحلة إنقطاع الطمث.

ويوجد ثلاث على الأقل من كل خمس نساء يعربن عن معاناتهن القلق والتهيج أو العصبية خلال مرحلة إنقطاع الطمث، وحوالي 58 بالمائة يقررن أنهن يعانين التقلبات المزاجية أو الشعور ببعض الإكتئاب. ومع تأرجح مستويات الهرمونات ، فمن الطبيعي أن تشعرين بالتوتر والتهيج وسهولة البكاء.

ويؤثر هرمونا الإستروجين والبروجستيرون على بعض الكيميائيات المخية التي تتحكم في النوم والإحساس بالألم وكثير من الأحاسيس العاطفية المتنوعة، ونقصهما يقلل من قدرتك على مواجهة المشكلات التي كان يمكنك مواجهتها بسهولة في الظروف العادية.

مشكلات التفكير والذاكرة

 تعد المشكلات الذهنية من أكثر المشكلات المسببة للإزعاج في مرحلة اليأس            من المحيض وهذا يتضمن الشعور بالإرتباك وضعف القدرة على التركيز وفقد الذاكرة. ويؤكد بعض الباحثين أن المشكلات التي تصيب القدرة الذهنية قد تكون مرتبطة بشكل وثيق بإنخفاض مستوى الإستروجين.

ويحتوي المخ تماماًً مثل الرحم والثديين على مستقبلات الإستروجين               (وهي المواقع التي يمكن أن تؤثر الهرمونات عن طريقها على الخلايا).                                وكلما كان إنخفاض الإستروجين مفاجئاًً، كانت الأعراض أشد وضوحاً.

غير رسمي

في دراسة أجريت وجد الباحثون أن مستويات هرمون الإستروجين في حيوانات المعامل قد يقلل عدد الروابط التي بين خلايا المخ مما يؤدي إلى و مشکلات في التركيز والذاكرة.

 

 

ولا شك أن بعض المشكلات المتعلقة بالذاكرة والتركيز عد جزءاً لا يتجزأ من مرحلة الشيخوخة في كل من الرجال والنساء. ولكن هناك فرق بين مشكلة إستعادة المعلومات المختزنة في الذاكرة التي تحدث عند الشيخوخة وبين مشكلة النسيان التي تحدث في مرحلة اليأس من المحيض. فهذه المشكلة الأخيرة تصيب حتى الذاكرة قصيرة المدى بشكل سيئ (وتكون المشكلة المتعلقة بالذاكرة والتركيز أكثر سوءاً إذا كانت مصحوبة بقلة النوم)، ولنضرب لذلك مثالاًً :              فإذا كنت تنسين كثيراً أين وضعت سلسلة مفاتيحك فقد يكون هذا طبيعي.                      أما إذا كنت تمسكين بها ولا تعرفين الغرض منها فهذا غير طبيعي على

الأرجح.