سرطان المبيضين

 توجد واحدة من كل ۷۰ امرأة يمكنها أن تتوقع إصابتها بسرطان المبيضين في فترة ماعلي مدار حياتها، وهو ثاني أكثر السرطانات شيوعاً الذي يصيب جهاز الإنجاب لدى النساء (بعد سرطان بطانة الرحم). فبينما نتوقع أن معدل الخطورة في حياتك يساوي 1 من 57 فقط، وأن25.000 امرأة فقط تشخص حالتهن بالمرض كل عام فإن15.000  من هؤلاء سوف يمتن.

يرجع ارتفاع نسبة الوفيات إلى أن سرطان المبيضين حقا مرض صامت.                   لا توجد لدى المرأة أعراض تنبئها إلى زحفه عليها ويتقدم في نشاطه إلى أبعد من حدود تأثير كل الأدوية الحديثة وقدرتها على علاجه. وذلك من سوء الحظ، طالما أنه إذا شخص المرض في مرحلة مبكرة فإن نسبة الحياة لخمس سنوات تساوي ۹۳ بالمائة ولكن ما يحدث أن ربع الحالات فقط هو الذي يكتشف مبكراً.           ومن الشائع جداًً أن يحدث ألا يكتشف المرض حتى ينتشر، ونصف حالات سرطان المبيضين لا نراها إلا في المرحلة الثالثة عندما يصبح لدى المرأة نسبة ۲۰ بالمائة فقط كفرصة لتحيا لمدة خمس سنوات. وفي مرحلته الرابعة تتقلص فرصة الحياة إلى أدنى من ذلك بكثير.

هذا النوع من السرطان يبدأ في المبيضين ثم ينتشر سريعاً إلى الأعضاء الحوضية وإلى الغشاء البريتوني والغدد (أو العقد) الليمفية والكبد.                                 وللأسف أن مصير أغلب النساء مع هذا المرض لم يتحسن كثيراً عما كان عليه منذ 50 عاماً مضت.

تقول الأبحاث إن تناول حبوب تنظيم النسل يقلل من قابلية الإصابة بالمرض بين النساء بنسبة تصل إلى 80 بالمائة.

 

                                         

إذا كنتِ من المصنفات من ذوات من أصحاب الخطورة العالية للتعرض للمرض مع تاريخ عائلي قوي للإصابة بسرطان المبيضين

فتوجهي إلى مصدر رعايتكِ الصحية وناقشي معه هذا الأمر. بعض النساء ذوات التاريخ الأسري القوي جداً للإصابة بالسرطان يخترن إستئصال المبيضين (الإستئصال الوقائي للمبيضين) إذا كّن على يقين من عدم رغبتهن في الحمل.

تحديد مدى الخطورة عليكِ

 يمكن أن يصيبك سرطان المبيضين في أي وقت ولكن قابلية الإصابة به تزداد مع تقدم في العمر. وهناك عدد من العوامل التي تساهم في الإصابة بسرطان المبيضين وتشمل عدد مرات تبويضك، تاريخ أسرتك الصحي مع السرطان ونظامك الغذائي.

وأهم عوامل قابلية حدوثه هذه هو عدد المرات التي حدث فيها تبويض.                 في كل مرة تتحرر فيها بويضة تحدث إنفجاراً في سطح المبيض. وتقوم الخلايا بإصلاح ثقب الإنفجار في كل مرة، وفي كل مرة هناك احتمال أكبر أن تتحول وظيفة الخلايا في الإصلاح عن مسارها المعقول. لذلك فإنه كلما تزايد عدد مرات إنفجار سطح المبيض، زادت قابلية الإصابة بسرطان المبيض.                                     البلوغ (النضج الجنسي) قبل سن ۱۲ سنة واليأس من المحيض بعد سن 50 سنة والحمل لأول مرة بعد سن ۳۰ سنة أو عدم الإنجاب بتاتاً، كل ذلك يؤدي إلى قابلية متزايدة لحدوث المرض.

ولأن الحمل والرضاعة بالثدي وحبوب تنظيم النسل، كل ذلك يوقف التبويض فإن هذه الأشياء الثلاثة تقلل قابلية أو خطر حدوث سرطان المبيض.                       وفي الحقيقة أن المرأة التي تستخدم حبوب تنظيم النسل لمدة خمس سنوات تخفض قابلية الإصابة بسرطان المبيض إلى النصف. وذلك هو السبب في أن أدوية الخصوبة التي تقوي التبويض وتستخدم لإخراج أكبر عدد من البويضات لعلاج العقم يظن أنها وراء إرتفاع نسبة الإصابة بسرطان المبيض، مع أن الطريقة التي يحدث بها ذلك غير واضحة.

وللأسف أنه حتى الآن ليس لدينا إلا القليل جداً من المعلومات عن عوامل الخطورة التي تسبب سرطان المبيض وأن أقل من 7 بالمائة من المصابات به لديهن أي تاريخ أسري بالإصابة بسرطان المبيض.

فإذا كنت ترغبين في الوصول إلى مدي الخطورة عليك فتأملي عوامل الخطر التالية :

*متلازمات السرطانات الوراثية: إذا كانت أسرتك قابلة للإصابة بواحدة من متلازمات السرطان المبيضي فإن عامل الخطر عليك يتصاعد إلى نسبة 50 بالمائة لتعرضك للإصابة بهذا السرطان في بعض اوقات حياتك. والدلالات على هذه المتلازمة هي وجود أفراد من العائلة عبر أجيال وأجيال منها أصيبوا بسرطان الثدي أو بطانة الرحم أو سرطان القولون والمستقيم بالإضافة إلى هؤلاء اللاتي أصبن بسرطان المبيض في أعمار مبكرة (على غير المعتاد).                                        ويعتقد العلماء أن هذه العلل السرطانية تحدث نتيجة لتحور في واحد أو إثنين من جينات التحكم" التي تنظم عمل الجينات الأخرى" مما يتسبب في حدوث سرطانات المخ أو الدم أو العظام أو الثدي.

* التاريخ الأسري: إن وجود إحدى قريباتك مصابة بسرطان المبيض تقوي قابلية إصابتك به، فإذا كانت أمك أو أختك مريضة بسرطان المبيض، فلديك فرصة أكبر قليلا للإصابة بهذا النوع من السرطان بالمقارنة إلى امرأة من عامة الناس.

* النظام الغذائي : يعتقد أن النظام الغذائي الغني بالأحماض الدهنية غير المشبعة يرتبط بسرطان المبيض وذلك ما أوردته مجموعة دراسات من كل أنحاء العالم!

طفرات متقدمة في الفحص الكشفي

غیر رسمي يرتبط المصير المحزن لسرطان المبيض مباشرة بالحقيقة التي تؤكد أن الإختبار الوحيد المتاح لتشخيص الحالة يعطي كثيراً من النتائج الإيجابية والسالبة الخادعة. يعرف الإختبار بإسم إختبار الدم (125-CA) ويكشف عن مادة تسمى 125-CA الموجودة في كثير من أورام المبيض.

وقد وجدت الدراسات أن مادة 125-CA تكون مرتفعة في حوالي 80 بالمائة من النساء المصابات بسرطان المبيض، ولكنها أيضاً مرتفعة في حوالي ۲ بالمائة من النساء السليمات.

وهذه المادة موجودة أيضاً بنسبة مرتفعة في الحالات الحميدة للنساء المصابات بالأورام الليفية بالرحم وشذوذ نمو بطانة الرحم وحالات العدوى أثناء الحيض. وفي نفس الوقت يغفل الإختبار عن ۲۰ بالمائة من النساء المصابات فعلاً بسرطان المبيض. ولهذه الأسباب يعتقد كثير من الأطباء أن اختبار 125-CA لا يصلح كإختبار كاشف عن سرطان المبيض.

وأخيراًً فقد أصبح لدينا اختبار كاشف جديد على الأقل مازال على قائمة التسجيل: وهو قياس مستوى مادة كيميائية معينة في الدم تسمى حمض ليسوفوسفاتيديك (LPA) وهي مادة تحفز نمو خلايا سرطان المبيض.                      ووجود نسبة عالية من مادة حمض ليسوفوسفاتيديك في الدم يعني إحتمال وجود سرطان المبيض. ووفقا لدراسة حديثة فإن هذا الإختبار يأتي بنتائج مؤكدة تصل دقتها إلى أكثر من 90 بالمائة في إكتشاف المرض وهذا أكثر تحديداً من إختبار 125-CA .

وللأسف أن اختبار ( LPA )مازال لا يعتبر متخصصاً (بالنسبة لسرطان المبيض) كما يتمنى الأطباء. فبينما يشير إختبار (LPA) إلى وجود سرطان المبيض فإنه في نفس الوقت يعني وجود سرطان بطانة الرحم أو عنق الرحم بدلاً من ذلك.

غير رسمي

يقول باحثون بريطانيون إنهم إكتشفوا الجين الذي يجعل سرطان المبيض لا يستجيب للعلاج الكيميائي وهذا يمكن أن يساعد العلماء على التوصل إلى إختبار للكشف عن مريضات سرطان المبيض فيما يتعلق بالأساس الجيني لأورامهن لمعرفة ما إذا كن سيستجبن للعلاج الكيميائي.