تأتينا التحديات من كل مكان، وفي كل يوم: ضغوط العمل، أو الاضطلاع بأعباء جديدة، أو من زملاء غيورين، أو من رؤساء غضوبين، أو من تقنية حديثة، أو نظم جديدة، أو إجراءات جديدة، في واقع الأمر لقد أُفرِدَتْ كتُبُ بأكملها لتناول أمر هذه التحديات مثل:

How to Handele Tough Situations At Work and Who Moved My Cheese" ومصدرها الغالب هو التغير. فإذا ما فكرنا بأقدام ثابتة، وتخلينا عن ضيق أفقنا، وتحركنا بسرعة ومرونة، ودرنا في مدار التغيير، واجتزنا تلك المسافة، فإننا لن نتعايش مع التغيير فحسب، لكننا سنكون أبطالاً ومحترفين في التعامل معه. وبالطبع فإننا لا نستطيع فعل ذلك كله طوال الوقت. وتأتي أوقات تجرفنا فيها التحديات وتعصف بنا. فهذا يحدث للجميع، فلا مناص من حقيقة أننا في مرحلة ما تداهمنا الحياة ولا نجد الوقت ساعتها حتى للانحناء.

لكن هكذا نكون التحديات، فبمجرد أن تصبح حقيقة ملموسة نستطيع التعامل معها. فربما نرهبها عندما تلوح لنا من بعيد، ولكنها لا تمثل لنا أي أذى. وإن تحديد أي التحديات ستتحول إلى واقع يكون علينا مواجهته، والتعامل معه أمر يتطلب مهارة وموهبة فهناك الكثير من التحديات في الحياة، ولن يكون بمقدورنا التعامل معها جميعاً. ولكن عندما يتحول القليل من هذه التحديات إلى وقائع ملموسة في حياتنا سيكون علينا التعامل معها، إذ لا مناص من ذلك.

وسوف يساعدنا ذلك كثيراً إذا نظرنا إلى التحدي على أنه فرصة

"إن كل تحدٍ يصبح حقيقة نواجهها، لهو فرصة للتطور والتغيير".

يجب اغتنامها. فكل تحدٍ يصبح حقيقة نواجهها، هو فرصة للتطور والتغيير والتكيف، وإعادة تفعيل أساليبنا في الإدارة. فإذا أصبح توجهنا تجاه التحديات إيجابياً، فسيحد ذلك من نظرتنا إليه كشيء سلبي، وستزيد نظرتنا إليه كشيء إيجابي، تلك الإيجابيات التي تمنحنا الفرصة لإثبات أنفسنا، فلو لم نواجه بالتحديات فلن نتحسن أبداً.

لقد كنت ذات مرة مديراً في شركة تغيرت قيادتها. وقد أتى الرؤساء الجدد بمدرائهم الجدد، ومن ثم هبط ثلاثة منا لدرجة أقل. ولم يكن لدينا خيار آخر. وكنت في ذلك الوقت متبعا للقواعد، ولذا رأيت في هذا الهبوط فرصة كي أثبت للرؤساء أنني صالح بما فيه الكفاية لأكون أحد المدراء لديهم، وبعد ثلاثة أشهر كنت قد استعدت مكاني. أما الاثنان الآخران فقد رحل أحدهما، وظل الآخر على حاك. وكلاهما ظل يشكو ويصيح معتبراً أن التغيير كان إهانة وتحقيراً له. وقد كان كذلك في الغالب، لكنني لم أكن في حاجة لأن أشعر بالكآبة لسبب كهذا. فقد كنت محتاجاً للعودة -للترقي والتقدم.