إن كونك أحد الملتزمين بهذه القواعد يعني أنك تسعى للكمال، وأنك تضع معايير خاصة بك غاية في الرفعة، ولا يملك الآخرون تلك المعايير -ولا يبلغون نجاحك لهذا السبب -لكنهم قد يجرونك إلى التنازل في مستوى معاييرك أو إقحامك في أعمالهم المخادعة. فماذا تفعل؟ ومرة أخرى عليك أن تسعد لأن لديك أساساً غير قابل للتغيير وهو ألا تتستر على أحد تحت أي ظرف.

وهذا مسلك بسيط لا ينبغي عليك التفكير فيه. فليس أمامك خيارات أو قرارات غير ذلك، فأنت تعلم تمامأ أين تقف ويعلم زملاؤك أيضاً أين موقعك. اجعل رئيسك على ثقة من أنك لن تتستر على أحد. وحينئذٍ تصبح بعيداً عن الشبهات، وموضع الثقة والاعتماد، وبعيداً عن مواضع الخزي واللوم.

وذا قررت أن تخادع لصالح الآخرين وتتستر على أعمالهم فهذا يعقد حياتك بالقدر الذي لا تستحق فيه أن تستمر. فمثلاً، هل تغطي أو تتستر على زملائك المقربين فقط أم كل من يطلب التغطية؟ هل تتستر عليهم فى أمور صغيرة أم أنك تغطى الكبائر كذلك؟ هل تتستر على مواقف الاحتيال والغش؟ أو تتجاهل القانون؟ وماذا تقول أو تفعل حين ينكشف غطاؤك؟ وكيف تشرح ذلك لأسرتك حين يتم فصلك.

كيف تتعامل مع الأمر حين يطلب منك التستر على أحد رفاقك المقربين الذي قد يكون صديقاً؟ يمكنك أن تكون حازماً وترفض -ولست مضطراً لتفسير رفضك، أو بإمكانك أن تلطف من حدة رفضك بالقول: " من فضلك لا تطلب مني ذلك، فلن أقبل إن عرضت ذلك "، وبذلك توجد طريقة لعدم إحراجهم.

وبمجرد أن تفعل ذلك سوف تستطيع تأسيس سمعتك كشخص يتنزه عن التستر على أي شيء. وأصعب ما يواجهك هو الابتزاز العاطفي الذي يصاحب طلباً من بعضهم بالتغطية، لكن الحقيقة هي أن ذلك أمر يسهل تجاهله لأنهم لو فكروا في استخدامك في شيء كهذا أو نظروا لك هذه النظرة الدونية بلا ضير في أن يذهبوا جميعاً إلى الجحيم. فقد أعدوا عدتهم اعتماداً على هذا الظن فيك.

 

 ولو واصلوا ضغطهم، متبعين في ذلك آلية الإلحاح فداوم على القول: " لا أستطيع ذلك، لا تطلب ذلك مني من فضلك. وسوف ينفضون عنك. وتذكر دائماً أن الصديق الحقيقي لا يسألك أبداً أن تتستر على شيء.