إذا كان بمقدورك الحفاظ على هدوئك فذلك سيغير الكثير. حسناً كيف للمحيطين بك أن يعرفوا أنك تحافظ على هدوئك؟ الأمر سهل، إنه الابتسام، فلتبتسم أياً كأن الوضع. ابتسم حين تحيي زملاءك، ابتسم حين تصافح الناس، ابتسم حين يكون الوضع صعباً، ابتسم حين يكون الوضع مزريا، ابتسم أيا كان الوضع.

والآن أي نوع من الابتسامة ستبدى؟ إنها الابتسامة الودودة، النابعة من القلب، التي تظهر في عينيك، ابتسامة يبدو فيها الإخلاص والصراحة والأمانة والانفتاح والسعادة. وأسهل طريق لاحتواء ذلك في ابتسامتك هو أن تؤمن بذلك كله. فلا يمكن أن يكون ذلك ادعاءً وإلا فهم مغزاه سريعاً. فلابد أن تكون الابتسامة حقيقية حتى تبدو كذلك. يجب أن تشعر بالسعادة، فإذا لم تكن تستمتع بذلك، فعليك أن تتوقف عن الادعاء بابتسامة مصطنعة.

وسنفترض الآن أن ابتسامتك من النوع الصادق الودود حقأ. وحينذاك يكون من المشروع أن تطور نفسك من خلال هذه الابتسامة، وأن تجعلها أفضل من ذي قبل على أن تظل صادقة في المقام الأول.

إذا نظرت في المرآة وابتسمت فستبدو ابتسامتك قبيحة. إن انعكاس صورتك في المرآة لن يبين شكل الابتسامة الحقيقي؛ لأنها تظهر انعكاسك من الأمام فقط. وحتى الصور الفوتوغرافية لا تصلح أيضأ فهي ثنائية الأبعاد وتخفى الكثير حين تنظر إليها. أنت في حاجة إلى رؤية ابتسامتك من كل الزوايا، أي بشكل ثلاثي الأبعاد والطريق الوحيد لذلك هو أفلام الفيديو.

إذا كنت تشعر بالحرج لتطلب صديقاً أو زميلاً أن يقوم بتصويرك، يمكنك أن تحسن من ابتسامتك، ثم بعد ذلك يمكنك أن تعيد تصوير نفسك لترى مدى تقدمك. لكن من ذلك لا ترتكب الخطأ الذي وقعت فيه، فحين كنت مديراً مالياً طُلبَ منى أن أحل محل أحد مدراء أسواقنا في ظهيرة أحد الأيام. وقد كان المتجر خاليأ، فاستمتعت بهذه الظهيرة وأنا أمشي في الأنحاء أتدرب على مشيتي وابتسامتي ومظهري العام خلال كاميرا الدائرة التلفزيونية المغلقة الخاصة بالمتجر. وقد عدت إلى المكتب لأرى نتائج تغيري البسيط لشكل ابتسامتي التي لم أكن راضياً عنها تعام الرضا، لقد كان أمر التصوير هذا ممتعاً حقاً. وبعد عدة أسابيع دعيت إلى عرض خاص لكل العاملين. وكنت قد نسيت أن أمحو تلك الأفلام وقد وجدها مدير المحل -أكرمه الله -وقد عرض الفيلم المسجل لفريق العمل فظللت منكمشاً في مكاني وأصدقائي يعلقون على مظهري حين بدوت سيئا أو مضحكا أو ظريفا، وقد كان ذلك موقفا محرجا بالنسبة لي.

حين تطور من ابتسامتك احرص على ألا تضحك من أطراف فمك. وأن تظهر أسنانك لكن ليست كلها، وأن تبدو سعيداً وصادقاً وداوم على التدرب حتى تتقن تلك الابتسامة.