وصفات عملية للتخلص من العادات السيئة

إذا نظرت للخيارات المطروحة أمامك في أي موقف فستكون النتيجة حدوث أمرين أن تبدأ في التخلص من العادات السيئة كما أن تتحكم بشكل كبير وبأسلوب تلقائي في مصير حياتك.

  • 1. ابدأ في الاختيار

الاختيار هو عدو العادة

تقول زينا يارنيت المدرسة في سجن بشمال توكسون جو العمل مشحون بالتوتر. فليس بمقدورك أن تبدو للآخرين على نفس النمط. ولذلك عليك أن تظل دائماً متجدداً، دعنا نقول مثلاً إن أحد المساجين قد أجابني بشكل وقح ودون أي مبرر منا سأحاول أن أجد ثلاث طرق سريعة ومختلفة للرد على هذا فيمكن أن أقول إنني مستاءة من هذا السلوك المشوب بعدم الاحترام وهذا واقع. أو قد أقول إنني كنت أتسال ما الذي فعلته لأنال هذا؟

أو قد أقول ربما أنني لم أتوقع انضباطاً تاماً، ولكن ماذا لو تعاملنا بقدر لا بأس به من الكياسة. والنقطة الأساسية هنا أنني لا ينبغي أن أجيب بنفس الطريقة في كل مرة أواجه فيها هذه المشكلة التي تظهر مراراً وتكراراً في السجن. أما إذا تصرفت على نفط واحد وبطريقة محفوظة، فسوف يتصرف المساجين نفس التصرف مراراً وتكراراً حتى لا يصبح بمقدوري أن أفعل هذا مرة أخرى.

ولذلك ففي كل موقف أحاول أن أختار أسلوباً معياً يدع الفرصة للشخص أن يفرغ شيئاً من غضبه دون أن يمس كرامة أحد.

وفي السجن أو في قصر أو في أي مقابلة تتضمن بشراً هناك دائماً أكثر من طريقة للتفكير والتكلم والتصرف. وليس هناك واحدة من هذه الطرق ليس فيها عيب. وبعبارة أخرى فلن يكون بمقدور واحدة منها أن تعطيك كل ما تريد. إلا أن هناك طريقة دون الأخرى ستعطيك المزيد مما تريد. ودورك هنا بالطبع هو أن تجد وتختار الطريقة التي تتفق مع اهتماماتك.

  • 2. قم بإجراء اختبارات دائمة من خلال طرح سؤال "وماذا أيضاً؟"

إذا كنت تواجه صعوبة في الاختيار من البدائل المتاحة أمامك في أي موقف في المنزل أو العمل أو مع المجتمع - فإليك طريقة بسيطة وفعالة لمعالجة هذه المشكلة:

قبل أن تعمل انطلاقاً من العادة التي ألقتها اسأل نفسك «وماذا يمكنني أن أفعله أو أقوله أو أفكر فيه غير ذلك بحيث يمنحني المزيد مما أريده من هذا الموقف».

يقول کیندرا جنيسين مدير السجلات الطبية بأحد مراكز علاج السرطان بهو ستون أتتني إحدى الموظفات لتشكو من سوء المعاملة التي تلقاها في العمل. وقالت لي إن رئيسها كان له علاقة عاطفية مع موظفة أخرى ومع هذه الإساءة الواضحة لاستخدام السلطة انتابتني للوهلة الأولى رغبة بنقل هذا المدير أو فصله في الحال - ولم يكن لدي مبررات لأي من القرارين. ولكن هذه الخطوات كانت بالتأكيد ستضر سمعة المؤسسة وتكون وصمة في تاريخ الشركة في التعامل مع المشاكل.

ولذلك سألت نفسي وماذا يمكنني فعله غير ذلك لكي تسير الأمور على ما برام واخترت ألا أفعل أي شيء من هذا ولكني اخترت أن أتحدث مع هذا المدير لأعرف الحقيقة ولأعلمه بأنني اعتبرت الأمر خطيراً وفكرت في إحالته إلى الإدارة العليا أو لشؤون الأفراد أو أخذ قرار فوري.

وبالفعل قررت أن أتحدث معه ووجدت أنه كان بالفعل له علاقة مع واحدة ولكنها كانت من خارج المركز الطبي. وبهذا لمن يكن الشكوى أي داع وفي المرة القادمة عندما تجد أنه من الصعب أن تقاوم رغبتك الملحة في التصرف بناء على ما اعتدت فاسأل نفسك سؤالاً واحداً سيضمن لك قوه تمكنك من كسر عادة العجز وعدم الحيلة «هذا السؤال هو» ما الذي يمكنني فعله أو قوله أو التفكير فيه غير ذلك؟ وبمجرد أن تصل إلى بعض الاختبارات فكل ما عليك هو أن تحدد أي هذه الاختيارات سيقربك أكثر من غيره إلى ما تريد.

  • 3.إذا أردت أن تغير النتيجة فعليك أن تغير السبب

العادات تعكس الحالات العقلية

يقول أحد الأساتذة الجامعيين المتفرغين والذي يدعى دونلاد إم فريتاج والذي يعيش بالقرب من ماديسون ويسكونسون. إن أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الكثير منا يشعر بالخجل أو الجبن أو الضعف هو أن هذه التصرفات غالباً ما تكون عادات ذهنية. فغالباً ما تجد لدى شخص صورة خاطئة عن قدراته كما لا يمكنه أن يحقق ما يتوقعه من نفسه وهذا يجعلهم يشعرون بالفشل وعدم الحيلة. إلا أن هذا لا يقلل من عزيمتهم على معرفة ما يعتقدون أنهم يفتقدونه.

وفي الحقيقة فكلما افتقدوا شيئاً ما جدوا في البحث عنه وهكذا يستمرون في البحث عن شيء ما كان ولن يكون. وهذا الأسلوب من البحث والفشل ثم البحث والفشل هو في حد ذاته عادة وهي عادة العجز أو عدم الحيلة.

لماذا يكرر أي شخص بشكل دائم عاده الفشل والعجز؟

يقول أحد خبراء السلوك النمطي المعروفين ويدعى جولزبارون ليس هناك من يفعل هذا عن قصد فيمكن مثلاً أن تجد زوجة تمكث مع زوجها الذي يسيء إليها نفسياً. إذن لماذا لا تتركه؟

الإجابة هي أنها تأمل أن يأتي وقت يفهم فيه الطرف الآخر أنها لا تستحق أن تعامل مثل هذه المعاملة المهينة، وبالطبع فإن هذا لا يحدث أبداً لأنها دون أن تشعر تكرر نفس النمط الذي يشجع على معاملتها هذه المعاملة السيئة.

وهكذا فإن الأمر لا يزيد إلا سوءاً فملخص هذا الموقف هو أن المدخلات تساوي المخرجات. فإذا استمررت في فعل نفس الشيء وبنفس الطريقة فلا تتوقع إلا نفس النتائج. والطريق الوحيد لتغيير المخرجات هو تغيير المدخلات. فإذا لم تعتد الصراخ فاصرخ الآن والعكس بالعكس. وإذا كانت عادتك هي التعود على روح الجماعة مع الآخرين فابعد قدراً بسيطاً عنهم.

وإذا كنت تتعرض لإساءة في المطبخ عند غسل الأطباق بعد العشاء فاترك الأطباق حتى قبل النوم مباشرة. والخلاصة أن تفعل شيئاً مختلفاً لتكبر هذه الدوائر المغلقة من السبب والنتيجة.

لا شك أن ما يطرحه بارون أمر عظيم الأهمية وجدير بالعناية فهو يرى أن تغيير السلوك النمطي يتطلب منا أن نعرف أن النتائج لن تتغير حتى تتغير المدخلات.