السير وراء كل شخص ناجح

كل منا يريد أن يجعل أحلامه واقعاً ملموساً، وأن يجرب الإثارة في معرفته بالنظرية بقدرته على تغيير الأوضاع بما يخدمه شخصياً هو والآخرون. ولكننا أحياناً، تبدو آمالنا هي مخاوفنا .

وللأسف فنحن معتادون على أن تقودنا الحياة، وليس لدينا أي نية لتشكيل المستقبل بالطريقة التي تودها وبالطريقة التي ينبغي أن يكون عليها، وأهم من ذلك، فإننا ننسب إخفاقاتنا للآخرين مع أن إخفاق كل شخص، حقيقة راجع إلى يديه هو شخصياً وذلك كنتيجة لعدم قدرته على التعامل بنجاح مع الآخرين.

وتثبت أبحاث ودراساتي هذه النقطة. فكم من طبيب ومحامٍ ومدير يتمتع بنجاح عريض جداً وليس ضرورة أن يكون هو الأكفأ والأذكى والأكثر مهارة في عمله وتخصصه. وكم من بائع ناجح في الوقت الذي نجدهم فيه ليسوا هم الأذكى ولا يعرضون ما يغري الزبائن. وكذلك الأزواج الذين يعيشون في سعادة غامرة، ليس بالضرورة أن يكونوا الأجمل أو الأغنى. وبالتالي، فإن الأمر كله راجع إلى القدرة على النجاح في التعامل مع الآخرين.

كما توضح أبحاثي كذلك أن المظهر الجيد والثروة والمهارات الفنية تلعب دوراً ضئيلاً في تحقيق النسبة العامة والغالية من النجاح بين الأفراد. فالأمر مرهون أساساً بالقدرة على التعامل مع الآخرين. وإن لم تكن تحصل على ما تبغيه من الآخرين فإن السبب في ذلك – وهو ما سأختصره عليك بدلاً من الدخول في مناقشات قد تمتد لآلاف الساعات - راجع ببساطة إلى أنك لا تتعايش مع الآخرين بنجاح.

لاحظ أنني ركزت في الفقرة السابقة على كلمة بنجاح؛ لأنك قد تتعايش معهم بالتأكيد ولكن، هل نتعايش معهم بنجاح؟

  • فالضعفاء «يتعايشون» مع الآخرين من حولهم بتفادي سهامهم.
  • والمستضعفون المستكينون «يتعايشون» بأن يسمحوا للآخرين من حولهم أن يدوسوا عليهم.
  • والديكتاتور «يتعايش مع من حوله بأن يدوس على الجميع.

هذه الطرق من «التعايش» وغيرها قد تبدو طبيعية، ولكن أياً كانت الطريقة وأياً كانت طبيعتها، فهي في النهاية مجرد قناع. قناع يخفي عدم مقدرة أساسية على التعامل مع الآخرين بطريقة بناءة يخرج منها الجميع غانماً.

والنقطة التي أريد الإشارة إليها هي أن تبحث عن القدرة الشخصية الحقيقية سواء على المستوى الأسري أو الوظيفي أو المجتمعي، سوف تجد بالتأكيد من الرجال والنساء الذين يملكون براعة التعامل مع الناس بطرق مفيدة وممتعة بما يحقق الرضا النفسي لكل الأفراد المعنيين.