لا تقف في وجه قطار مسرع

أنت تعلم أنه من الطبيعي أن تسمح لأطفالك بارتكاب الأخطاء، وهذا شيء جيد. أخبرني الآن كم من القرارات التالية ستسمح لهم بالإقدام عليها:

  •  ركوب دراجة نارية؟
  •  التهرب من المدرسة؟
  •  استخدام الكلمات النابية؟[1]
  •  تجربة تعاطي المخدرات؟
  •  التدخين؟
  •  دخول علاقة عاطفية قبل سن السادسة عشرة؟

إنه شيء صعب، والقائمة آخذة في السوء، أليس كذلك؟ هل من المفترض حقاً أن تسمح لهم بفعل كل هذه الأشياء؟ حسناً، لننظر للأمر بصورة مختلفة: كيف يمكنك أن تمنعهم منها؟ في أيامنا هذه تزداد المهمة سوية. يمكنك الصراخ فيهم، لكن هذا لن يضايقهم بنفس القدر الذي يضايقهم حين كانوا في الخامسة من عمرهم، كما أن أطفال هذه الأيام سوف يصيحون فيك بنفس القدر. يمكنك أن تحبس ولدك المراهق وتمنعه من الخروج من المنزل، لكن أي طفل مراهق طبيعي سوف يتسلق النافذة ويهرب، أو على الأقل يتظاهر بالطيبة حتى تسمح له بالخروج مجدداً، ثم بعدها يحرص على ألا تضبطه في المرة التالية. يمكنك منع المصروف عنه، لكنه كبر بما يكفي لكني يكسب المال في أيامنا هذه.

إنني أعرف شخصاً قام والده بحرمانه من الميراث (وكانت عائلته غنية بحق) لأنه قام بحلاقة شعر رأسه تماماً، لكن حتى هذا العقاب لم يشجعه على ترك شعره ينمو مجدداً. هذا هو شأن المراهقين. فإذا كان حرمان أحدهم من ثروة محترمة تقدر بالملايين لا يفلح، فلا شيء آخر سيفلح (ولقد توفى الوالد بالفعل قبل أن يهدأ بصورة كافية لكي يعيد ابنه إلى وصيته، وتم حرمان الابن من الميراث بالفعل).

هكذا يتضح لك أنه لا خيار أمامك، فسوف يتصرف ابنك المراهق مثل كافة المراهقين مهما فعلت. يمكنك أن تقبل هذا أو تحاربه، لكن إذا اخترت الحل الأخير فسوف يتخذ قرارات أنت لا تريده أن يتخذها بحق.

سوف يتصرف ابنك المراهق مثل كافة المراهقين مهما فعلت !

وبالطبع يتبقى لديك خيار آخر متاح: أن تثق به؛ فالمراهقون يتعرضون جميعاً لأشياء لا يرغب آباؤهم في أن يفعلوها: الجنس، المخدرات، الاستغلال لكن إذا وثقت بطفلك وبأنه قادر على اتخاذ قرارات مسئولة بنفسه. فعلى الأغلب أن هذا سوف سيؤتى ثماره، وإذا لم يؤت ثماره معك، فاعلم أنه لن تفلح أي طريقة أخرى-ثق في كلامي هذا.

هوامش:

[1]  وصفت أمي نظاماً عظيماً لهذا الأمر؛ فحينما كنا في الرابعة عشرة من عمرنا كان مسموحاً لنا باستخدام الكلمات النابية إلى حد معتدل. وحين صرنا في السادسة حرة كان من حقنا التفوه بالكلمات النابية السيئة. وحين كنا في الثامنة حرة كان من حقنا التفوه بالكلمات الأسوأ. كأن التحكم في هذا صعباً في ظل وجود سته أطفال، لكنها تمكنت من هذا.