كيف ينتقل المال من حسابك المصرفي إلى حساب شخص خر؟

عندما كان الناس يوقعون الشيكات في انكلترا في العام 1762، كانت البنوك تستخدم السُعاة للتنقل بين المصارف المتعددة بهدف جميع الأموال. ومن أجل تسريع الأمور، فقد طورت المصارف فكرة دور المناقصة، وهي مؤسسات موجودة في محيط المصارف، وتتولى تبادل الشيكات وتسكير الحسابات.

هذا وقد نظم وودرو ويلسون هذه العملية على صعيد وطني في الولايات المتحدة، عندما وقع على قانون للاحتياط الفيدرالي في العام 1913، وهو يوفر ميكانيكية عملية المقاصصة.

وعلى هذا الأساس، فإن مصرف الاحتياط الفدرالي يعمل على تسوية الحسابات المصرفية وقبض الأموال المترتبة في كل منطقة من مناطق الولايات المتحدة ـ واليوم هناك اثني عشر مصرفة من هذا النوع في المدن الأميركية الكبرى (إضافة إلى 26 فرعاً).

وتحتفظ البنوك عموماً بإيداعات لدي أحد المصارف الفيدرالية القريبة منها والتي تتولى عمليات تسوية الحسابات مما يزيادة رصيد الدائن أو بإنقاصه. ويتوجب على المصارف الفيدرالية تسوية الحسابات بين بعضها البعض على صعيد يومي من طريق حساب تسوية مناطقي واشنطن.

ولنفترض مثلاً أن شخصاً ما رغب في إرسال حوالة مصرفية إلى قريب له في كاليفورنيا. وهنا تجدر الملاحظة أن العملية ليست بالسهولة والمباشرة التي تبدو فيها. إذ يتوجب على هذا القريب التوجه إلى أحد المصارف المحلية في بركلي حيث يودع الحوالة.

وما أن يتسلمها المصرف حتی يرسلها إلى المصرف الفيدرالي في سان فرانسيسكو، الذي يبعث بها إلى مصرف شيكاغو الاتحادي، حيث يقطن المرسل للحوالة. ويتولى هذا المصرفية تحويل الشيك إلى الصرف المحلي الذي يتعامل معه الشخص المرسل للحوالة، بغرض حسم المبلغ من حسابه مع الافتراض طبعاً أن الرصيد موجود أصلا. وعندما تتم هذه العملية يطلب المصرف المحلي من مصرف شيكاغو الفيدرالي سحب المبلغ من حساب لديه.

بعد ذلك يتوجب على مصرف شيكاغو الفيدرالي تسديد المبلغ لصرف سان فرانسيسكو الفيدرالي عن طريق حساسية التسوية المناطقي في واشنطن. وأخيراً يسند مصرف سان فرانسيسكو الفيدرالي المبلغ لحساب مصرف باركلي، الذي يدفعه بدوره القريب المتلقي للمال.

وتقول الأرقام إنه في سنة 1979 وحدها وقع الأميركيون حوالي 34.14 مليون شیك. ويزداد هذا الرقم سنوياً بنسبة 7%. وقد تمت تسوية ما يقارب الخمسة عشر مليوناً من هذه الشيكات عن طريق المصارف الفيدرالية، فيما سويت البقية ـ وبالأخص تلك التي تتعلق بالعمليات الضخمة بين البنوك عن طريق المراسلة بين البنوك، أو عن طريق دور المقاصصة، وغيرها.

وتعتمد المصارف الفيدرالية على تقنية حاسبات أي. بي. أم، (IBM) من طراز 3890، والتي تتولى توزيع الشيكات على المصارف الفردية المناسبة، أو مجموعة المصارف الفردية المناسبة، أو مجموعة المصارف، بمعدل 100 ألف شيك بالدقيقة، إضافة إلى اكتشاف المزور منها، والمؤرخ أو المجير خطأ، أو تلك التي لا رصيد لها. وفي العام 1979 كان هناك أكثر من اربعة آلاف موظف متفرغ لدى المصارف الفيدرالية، مهمتهم تسوية الحسابات بين المصارف الوطنية.