بالنسبة للكثيرين، فإن فكرة إزالة القمح من نظامهم الغذائي، علي الأقل من الناحية النفسية، تكون مؤلمة بقدر إجراء عملية حشو للضرس دون تخدير. وبالنسبة إلي البعض يمكن أن تكون لهذه العملية في الواقع آثار جانبية غير مريحة وتكون أقرب إلي آثار الانسحاب من إدمان التدخين أو الكحول. ولكن لا بد من هذا الإجراء للسماح للمريض بالتعافي.

يتناول هذا الكتاب افتراض أن المشكلات الصحية التي يعانيها الأمريكيون، بدءاً من الإرهاق والتهاب المفاصل وضيق المعدة والأمعاء وحتي السمنة، تحدث بسبب الفطيرة أو الكعكة التي تبدو بريئة جداً، بينما تتناولها مع قهوتك كل صباح.

الأخبار الطيبة: هناك علاج لهذا المرض المسمى بكرش القمح – أو إذا كنت تفضل تسميته بمخ من الكعك أو أمعاء من الخبز أو وجه من البسكويت.

بيت القصيد: إن التخلص من هذا الطعام ، والذي اعتُبر جزءاً مهماً من الثقافة الإنسانية لمدة أطول بكثير من تلك التي قضاها " لاري كينج" مقدما للبرامج، سوف يجعلك أكثر إشراقا، وذكاءً، وسرعة ، وسعادة. إن إنقاص الوزن، علي وجه الخصوص، يمكن أن يسير بوتيرة لم تكن تظنها ممكنة. ويمكنك اختيار فقدان الدهون الأكثر وضوحا، ومقاومة للأنسولين، وتسبباً في مرض السكري، وفي إحراجك : وهي دهون البطن. إنها عملية يكاد يتم إنجازها دون جوع أو حرمان، بالإضافة إلي احتوائها علي العديد من المنافع الصحية. إذن لماذا نمتنع عن تناول القمح دوناً عن السكر، علي سبيل المثال، أو جميع الحبوب عموما؟ سيوضح الفصل التالي لما يتميز القمح بين سائر الحبوب الحديثة بقدرته علي التحول بسرعة إلي سكر في الدم، وبالإضافة إلي ذلك فإنه يحمل بنية وراثية ليست مفهومة أو كافية بصورة تامة، وخواص إدمانية تجعلنا في الواقع نزيد من التهامنا إياه أكثر وأكثر؛ كما أنه يرتبط بعشرات من الأمراض المدمرة بالإضافة إلي الأمراض المرتبطة بزيادة الوزن؛ كما أنه تسلل تقريبا إلي جميع وجباتنا. بالطبع، فإن الحد من السكر المكرر يعتبر فكرة جيدة، حيث إنه يحمل قيمة غذائية قليلة أو منعدمة، كما أنه يؤثر كذلك علي نسبة السكر في الدم بطريقة سلبية. ولكن أفضل حل ممكن بالنسبة إليك، هو التخلص من القمح؛ حيث إنها الخطوة الأسهل والأكثر فاعلية التي يمكنك اتخاذها لحماية صحتك وتقليص محيط خصرك.