لماذا قد يتسبب دافعك في تعطيلك
أخبرني مارك رئيس تنفيذي شهير عن المرة التي زار فيها أخاه في مركز علاج إدمان الأدوية كانت هذه المرة الثالثة التي قد حاول فيها أخو مارك وهو طيب ناجح للغاية التخلص من إدمانه على الأدوية الموصوفة طبياً قال مارك إنه سيظل دائماً يذكر تجربة مواجهة أخيه له أثناء جلسة جماعية عائلية أثناء جلوسهم في دائرة قال له أخوه "مارك لا يوجد الكثير من الاختلاف بيننا حقاً كلانا مدمن لكن من نوع مختلف دمر إدماني أسرتي الأولى ومسيرتي المهنية ولازلت أحاول إنقاذها بعد ثلاثين عاماً من المعاناة. وإدمانك على تحقيق الإنجازات والنجاح قد جعلك مشهوراً. لكن عليك أن تدرك ببساطة أن ما بيننا هو أدنى درجات الاختلاف".
عند التدريس لمختلف المجموعات من التنفيذيين أروي قصة مارك وأخيه تستجيب كل مجموعة بطريقة مشابهه . يشعرون بمشاركة وجدانية مع هذين الرجلين الناجحين مهنياً ويرون أنهم يعيشون بشكل كبير على حافة احتياجهم الشره للاستمرار في تحقيق الإنجازات بأي ثمن يدركون أنهم غالباً ما يجلبون لأنفسهم المصاعب بسبب حاجتهم لشطب علامات تحقيق الإنجازات من قوائمهم الأنشطة والمهام والمشاريع ويدركون أيضاً أن قوائمهم للأشياء التي يجب القيام بها تزداد طولاً أكثر وأكثر كلما أنجزوا المزيد  قالت طبيبة تولت منصبها حديثاً تدعي سارة كانت بصدد بدء مزاولة عملها : كان على أن أدرك في وقت أقرب أنني كلما شطبت إنجازات وأنشطة من أعلى الصفحة فإنني كنت أضيف المزيد من الأمور في الأسفل ما يقلقني هو ما إن كان هذا سيصبح نمط حياتي أم لا إذا استمررت في فعل هذا فكل ما سأحققه في نهاية حياتي هو التعب أخذني بول أستاذ صديق ذات مرة إلى مكتبة وأشار إلى كومة من المفكرات التي تراكمت خلال مسيرته المهنية البالغة ثلاثين عاماً كان قد احتفظ بجميع قوائم المهام المطلوب أداؤها وكانت كل قائمة ممتلئة بعناصر تم شطبها إشارة إلى أنها أنجزت قال بول ربما يجب في جنازتي أن يتم رص هذه المفكرات بجانب نعشي كطريقة لإظهار ما كانت حياتي كلها تدور حوله .
إن هذه الحاجة لتحقيق الإنجازات هي إحدى الحاجات النفسية الاجتماعية الرئيسية التي ظل علماء النفس يدرسونها لسنوات تختلف تلك الحاجات أو الدوافع الاجتماعية كثيراً عن الحاجات الفسيولوجية يمكن إشباعها مؤقتاً عن طريق تدخلات واضحة وبسيطة إذا كنا ظمآنين يمكننا شرب الماء وتشبع الحاجة للوقت الراهن يظل الشيء نفسه صحيحاً بالنسبة للنوم وتناول الطعام والجماع وهلم جراً رغم ذلك يصف واضع نظريات على النفس ديفيد ماكليلاند حاجاتنا النفسية الاجتماعية بأنها تعطي الأثر المعاكس تماماً بعبارة أخرى بينما نجتهد في تلبية حاجاتنا لتحقيق إنجازات تزداد الحاجة أكثر وأكثر في الحقيقة تصبح غير قابلة للإشباع بحيث كلما أنجزنا أكثر رغبنا في إنجاز المزيد كما أنها تصعب فعل أي شيء آخر سوي التفكير في العمل أو القيام به .
يعيش بعض المهنين بالافتراض الخاطئ بأنهم فور أن يدركوا قدراً محدداً من المكانة أو الأمان المادي أو المناصب أو المنازل سوف يرضيهم أن يهدئوا من سرعة الدوافع لتحقيق الإنجازات إلا أن الأبحاث تظهر خلاف ذلك هذه الحاجة لتحقيق الإنجازات سوف تدوم للأبد أخبرني أحد عملائي سام أنه كان لديه هدف لتحقيق صافي قيمه معينة (رقم كبير للغاية) قبل بلوغ سن الستين رغم ذلك حالما حققه في عمر السابعة والخمسين أعاد ضبط رقمه لرقم أعلى وظل مدفوعاً نحو الرقم المعدل روت كافيتا وينتوورث محللة بارزة في وول ستريت تجربة مشابهة عندما بنت منزلها الثاني في مدينة منتجعية فور أن اكتمل أصابها الضيق من منزلها الأقدم الذي تعيش فيه طوال الوقت وبدأت تجدد كل جزء فيه آخر مرة تحدثنا كانت تفكر في شراء منزل جديد لكي يكون لديها منزلان على حد سواء في مدينة مينائية ذات جو دافئ ومدينة مينائية ذات جو بارد .
أنا لا أكتب هذا لأهينك كما تدرك بلا شك أنا نفسي مهني محفز وإنما لكي أذكر حقيقة أغفلها أشخاص كثيرون أعرفهم بحاجة شديدة إلى تحقيق إنجازات في الحقيقة الجانب الإيجابي لنوع الشخصية هذا يجعل نجاحك ممكناً إن لم تكن لديك رغبة شرهة لتحقيق إنجازات ولم تكن مركزاً بشدة على أداء المهام ما كنت قد أديت بنفس الجودة التي أديت بها لكن الطموح قد يكون مضللاً وعندما تكون مهووساً بإتمام المهام بطريقة فعالة والحفاظ على مكانتك بداخل المؤسسة قد تفوتك بعض الجوانب المهمة التي تحدد من تكون وقد يحول ذلك بينك وبين تحقيق النجاح الذي تسعي إليه .
بناءً عليه فلنستعرض إحدى عشرة صفة شائعة بين المهنيين المحفزين التي تسبب لهم مشاكل في أغلب الأحيان فيما يتعلق بالنجاح والرضا على المستوى المهني :
التحفز لإتمام المهمة 
الفشل في تمييز الفرق بين ما هو "عاجل" ما هو "مهم " فقط
مواجهة صعوبة مع التفويض 
المعاناة مع الانتقال من منصب إنتاجي إلى منصب إشرافي
الهوس بإنجاز العمل بأي ثمن 
تجنب المحادثات الصعبة 
اشتهاء التقييم 
التأرجح بين حالة مزاجية شديدة وأخرى 
المقارنة 
القيام بالمخاطرة الآمنة فقط 
الشعور بالذنب