كعب أخيل للمهني المحفز الطموح  
من المستحيل أن يرتكب دون تومسون أي خطأ عندما انضم إلى شركة استشارية عالية النفوذ بعد حصوله مباشرة على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية عليا أظهر سريعاً الصفات التي قد تتيح له أن يصبح شريكاً في وقت غير مسبوق لكونه جذاباً وذكياً ويمتلك فطنة في إدارة الأعمال لم يكن جيداً مع العملاء فحسب لكنه كان ماهراً في العمل أيضاً وكان بارعاً بشكل خاص في مساعدة شركات العملاء على إعادة صياغة استراتيجياتها في غضون سبع سنوات كان قد اكتسب سمعة جذبت مؤسسات إلى الشركة ينشدون خبرة دون أبلى دون بلاءً حسناً لاثني عشر عاماً ثم اصطدم بحائط .
لم يكن الأمر أنه أصبح فجأة أقل جاذبية أو مهارة عما كان عليه دوماً لم يكف عن إنجاز العمل بامتياز لكن بدأت تظهر علامات تصعب ملاحظتها على أنه لم يعد أكثر نجم ساطع في السماء تم تجاوزه عند اختيار أعضاء بعض اللجان التي كانت مسئولة عن تشكيل مستقبل الشركة وعندما كانت الشركة تبدأ في استمالة عميل محتمل كبير لم يكن دون مشمولاً في العملية لم يدعوه الشركاء الأساسيون للغداء في منتدياتهم بقدر ما كانوا يفعلون في السابق .
بدا هذا جلياً عندما أتيح منصب لإدارة مجموعة كبرى على نحو تقليدي كان هذا المنصب وسيلة للوصول لمرتبة الشريك الأساسي بالرغم من أن دون ضغط من أجل هذه الوظيفة إلا أن سمير نالها الذي كان يصغر "دون" رتبة بعامين وقد كان في الشركة لثمانية أعوام فقط كان دون يراقب هذا المنصب ويحاول الحصول عليه لكن ضاع بسرعة شديدة كلما فكر في الأمر ألقي المزيد من اللوم على سمير وعلى رؤسائه أيضاً الذين كانوا قد أعطوه إشارات منذ بضع سنوات بأنه سيحصل على الترقية في مرحلة مبكرة كان قد سمع مرات عديدة أنه كان مناسباً تماماً للوظيفة لعلهم كانوا يخبرونه بما كانوا يظنون أنه يريد سماعه .
مد دون يده إلى الدرج الأسفل من مكتب عمله حيثما كان يحتفظ بسيرته الذاتية ما يبحث عنه، كانت تلك الخاصة بسمير استطاع الحصول عليها عندما نما إلى عمله أنه هو وسمير كانا معاً مرشحين للمنصب درس سجل عمل سمير وقارنه بسجله محاولاً أن يتبين لماذا اعتبر سمير مؤهلاً أكثر منه أثناء قيامه بذلك أدرك كيف قد يبدو لمراقب خارجي شخصاً تنافسياً بشكل مستميت للغاية لدرجة أنه قد اختلس بالفعل سيرة زميله الذاتية وكشخص كان شديد الغضب والاستياء حتي إنه استمر في التحديق في سيرة سمير الذاتية وكأنها قد تحمل الإجابة عن سبب تعطل مسيرته المهنية .
كان دون في حالة غضب عارمة عندما عاد إلى المنزل تلك الليلة أقسم لزوجته أنه يفضل الاستقالة بدلاً من أن يعرض نفسه للمزيد من الإذلال قال لها "إنهم ببساطة لا يقدرونني حق قدري كنت أستحق تلك الوظيفة فقد عانيت بما يكفي"
في اليوم التالي واجه دون رئيسه بخصوص الموقف لم يرد رئيس دون التعامل مع غضبه لكنه لم يرد أيضاً أن يخسره لذا أحضر مدرباً خارجياً ليعمل معه وافق دون على مضض على التحدث مع المدرب لكنه كان لايزال مجروحاً ومستاءً وبدأ يدرس خيارات وظيفية أخرى رغم ذلك كان المدرب جيداً وتحدث مع عدد من زملاء دون قبل لقائهما الأول اكتشف أن دون رفض عدداً من الفرص التي عرضتها عليه الشركة في مناسبتين رفض حضور برنامج تدريبي لتطوير القيادة العالمية كانت الشركة تنجز قدراً متزايداً من العمل على مستوى دولي وأرادت زيادة خبرتها العالمية قاوم دون أيضاً العمل مع العدد المتزايد لعملاء الشركة الذين يستخدمون التكنولوجيا المتقدمة بزعم أنه لم يكن متوافقاً مع فتيان سيليكون فالي هؤلاء مقترحاً أنه من المفترض أن يتولى أعضاء أصغر سناً وبارعون أكثر في التكنولوجيا في الشركة هذه المهام أخيراً لم يظهر دون الكثير من الاهتمام في تطوير موظفيه على الرغم من تشديد الشركة  على تنمية الموهبة الداخلية نادراً ما قضي دون الوقت في تعليم موظفيه وتسهيل وعيهم الذاتي بنقاط قوتهم ونقاط ضعفهم كان يتوقع منهم أن يتعلموا هذه الأشياء بأنفسهم .
عندما تحدث المدرب مع دون عن هذه المشكلات كان دون في موقف دفاعي في البداية برر عدم استعداده لتولي هذه المسئوليات مصراً على أنه يجب أن يفعل ما يؤديه على أتم وجه ولا يبدد مال الشركة في نواح خارجة عن خبرته .
استغرق الأمر وقتاً طويلاً والكثير من العمل مع المدرب حتى أدرك أخيراً ماذا كانت المشكلة الحقيقية : لم يكن دون يريد فعل أي شيء قد يجعله يبدو بمظهر سيىء كما قال لقد كنت طالباً يحصل على درجة ممتاز باستمرار طوال حياتي دائماً ما كنت أسير على الدرب السريع في هذه الشركة وكان عملي ممتازاً دائماً كنت أخشى من أبدو أحمق أمام هؤلاء العملاء من سيليكون فالي إن جربت شيئاً جديداً وكنت متوتراً بشأن إجراء تلك المحادثات الواضحة والصريحة مع موظفي لم أكن قط جيداً في الأمور التي تتسم بالتعبير الواضح عن المشاعر.
 باختصار كان دون مهنياً بحاجة شديدة إلى تحقيق إنجازات وكان أيضاً بحاجة شديدة لحماية نفسه أراد الالتزام بنقاط قوته وألا يكشف نقاط ضعفه أبداً نتيجة لذلك بنى حائط مسيرة مهنية خاصاً به وبالتالي اصطدم به بقوة كما يحدث كثيراً مع من يسيرون على الدرب السريع .
هل أنت مثل دون شخص بحاجة شديدة إلى تحقيق إنجازات واكتشفت أنك في وضع مشابه ؟ وإذا لم تكن تعاني من هذا المصير بعد هل تراه أمراً محتملاً في المستقبل ؟
دعني أؤكد لك أنك إن كنت مثل دون فهذا الوضع ليس مدمراً لمسيرتك المهنية وما هو أفضل مهما كنت محفزاً تستطيع تجنب المصائد التي يصنعها دافعك وتحقيق الرضا عن مسيرتك المهنية رغم ذلك لكي تتجنب هذه المصائد وتحقق هذا النجاح عليك أن تدرك أمرين مهمين :
إلى أي مدي يمكن لشخصيتك التي بحاجة شديدة إلى تحقيق إنجازات أن تتسبب في عرقلتك لمسيرتك المهنية دون حتى أن تدرك ذلك . 
ما مدى وجود عملية ديناميكية يمكنها مساعدتك على فهم لماذا تعرقل نفسك وكيف يمكنك التغلب على ذلك لتجد ما تبحث عنه من إنجاز ورضا .
الفصل مقسم إلى جزأين متوافقين مع هذين الأمرين فلنبدأ بتقديم الصفاء الإحدى عشرة لأنواع الأشخاص الذين بحاجة شديدة إلى تحقيق إنجازات لكي ترى إن كانت أي منها (أو جميعها)يتوافق معك .