لا يوجد سيب طبي يمنع مريض الصرع ذكرا كان أم أنثى من الزواج والإنجاب، إلا إذا كأن الصرع مصحوباً بالتخلف العقلي. وينبغي تجتب الزواج بين شخصين مصابين بالصرع، وكذلك تجنب زواج الأقارب، لأن كليها يزيد من فرص تعرض الأبناء للإصابة بالصرع.
وقبل أن يقرر مريض الصرع إنجاب طفل عليه استشارة طبيبه في هذا الأمر ليناقش معه احتمالات إصابة الطفل بنفس المرض، وعليه قبل ذلك أن يكون مستعدا لتحمل المسئوليات المادية التي تطلبها الحياة الزوجية ورعاية الأطفال، ومن الحكمة تأجيل فكرة الزواج حتى يتيسر لمريض الصرع الحصول على دخل معقول يمكنه من تحمل مسئولية الأسرة ا لتي يعتزم تأليفها .
مأ علاقة الصرع بالنشاط الجنسي؟
قد يكون الصرع مصحوباً بضعف جنسي وبخاصة في المرضى المصابين بصرع الفص الصدغي، وقد يلعب القلق إزاء الاتصال الجنسي بالجنس الآخر دورا مهما في هذا الصدد، وأحيانا يشكو مريض الصرع من فقدان الرغبة الجنسية والعجز الجنسي بعد تعاطي الأدوية المضادة للصرع وبخاصة اللومينال والميسولين، ومن الصعب تحديد الدور الذي تلعبه الأدوية ودور .العوامل النفسية والاجتماعية في تلك الحالات. والاضطرابات الجنسية عامة أكثر شيوعا' في المصابين بصرع الفص الصدغي، وقد تظهر في هيئة فرط النشاط الجنسي أو نقصه أو برود جنسي أو عنانة (عجز جنسي) أو انحرافات جنسية.
ما أثر الصرع علي التعليم؟
معظم الأطفال المصابين بالصرع يمكنهم التعلم في نفس المدارس التي يلتحق بها أقرانهم غير المصابين بهذا المرض، كما يمكنهم المشاركة في كافة النشاطات الرياضية والاجتماعية فيما عدا تسلق الحبال.
ويوجد نسبة صغيرة من الأطفال المصابين بنوبات صرعية عنيدة لا تستجيب للمعالجة بمضادات الصرع، وهؤلاء يحتاجون لرعاية خاصة وينبغي الحاقهم بمدارس خاصة معدة لتعليم أمثالهم.
والأطفال المصابون بنوبات صرعية صغرى قد يتعرضون للعقاب المدرسي دون ذنب جنوه بسبب شرودهم وقلة انتباههم أثناء  النوبات الني تباغتهم خلال متابعة الدروس، وينبغي لفت نظر المدرسين إلى ضرورة إحالة مثل هؤلاء الأطفال إلى الطبيب لتشخيص علتهم و اقتراح العلاج اللازم لهم.
وأحياناً يكون الصرع مصحوباً بالتخلف العقلي، وفي هذه الحالة يلزم عرض الطفل المريض على أخصائي نفسي لقياس قدراته العقلية وتحديد معامل ذكائه واقتراح المدارس التي تناسب قدراته الفكرية. 
ومن الجدير بالذكر أن الجرعات الزائدة من الأدوية المضادة للصرع قد تسبب تبلد الذهن وتقلل الدافع للتعلم، وعلى ذلك فإن تحديد الجرعة بمعرفة طبيب متخصص أمر ضروري لا يقبل الجدل، لأنه يجنب المريض التورط في أخطاء قد تغير مسار حياته. فكثيرا ما يكون فشل مرضى الصرع في التعليم بسبب سوء استعمال ا لأدوية وليس بسبب قصورهم العقلي.
ما علاقة الصرع بالذاكرة؟
العلاقة بين الصرع والذاكرة علاقة معقدة ذات جوانب متعددة، فلا يكاد يفيق المريض من النوبة الصرعية حتى يفقد الذاكرة للأحداث التي وقعت خلال الدقائق أو الساعات التي تسبق النوبة بالإضافة إلى نسيان بعض الأحداث التي تقع خلال فترة اختلاط الذهن التي تعقب النوبة في معظم الأحيان. كما أن المرضى المصابين بصرع الفص الصدغي وبخاصة «الصرع النفسي الحركي» يفقدون الذاكرة أثناء النوبات، بحيث يمثل «النسيان» جزءا من النوبة ذاتها، فلا يذكرون شيئاً عن السلوك الشاذ الذي يسلكونه أو التصرفات الغريبة والنشاطات المعقدة التي يقومون بها خلال النوبة، ذلك لأن الفص الصدغي يلعب دورًا أساسياً في وظيفة الذاكرة، وبالتالي فإن أي خلل وظيفي يلحق به يفسد الذاكرة. كما أن العقاقير المضادة للصرع تؤدي إلى بطء التفكير والرغبة في النعاس وضعف الانتباه مما قد يسبب عدم التركيز والنسيان، فيزيد من ضعف الذاكرة لدى مرضى الصرع. كذلك فإن النوبات الصرعية العنيدة التي .
لا تستجيب للمعالجة بمضادات الصرع والتي تفشل مختلف وسائل العلاج في السيطرة عليها، تؤدي إلى تلف متكرر ومتزايد في خلايا المخ ينتهي بتدهور عقلي شديد مصحوب بضعف واضح في الذاكرة.
وأحياناً يرجع الصرع وضعف الذاكرة كلاهما إلى سبب مشترك يؤدي إلى الحالتين معا، وهذا شائع مع آفات الفص الصدغي للمخ التي تفسد الذاكرة عن طريق تدمير المراكز المعنية بالتذكر في هذا الجزء من المخ.
ومن ناحية أخرى فإن الأطفال المصابين «بنوبات صرعية صغري» لا يتذكرون التعليمات والتوجيهات التي توجه إليهم أثناء النوبات، ليس بسبب اضطراب الذاكرة ولكن لعدم وصول تلك الأوامر إلى حواسهم خلال فترة اضطراب الوعي التي تصاحب النوبات.
و( المعالجة بالتتشنيج الكهربائي» عن طريق إمرار تيار كهربي ضعيف لمدة ثانية واحدة أو جزء من الثانية خلال الفصين الجبهيين لإحداث تشنج عام يستمر بضع دقائق كثيرا ما تستخدم في علاج الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والفصام، ومن الشائع أن تؤدي إلى نسيان كافة الأحداث التي تقع خلال دقائق أو ساعات قبل الصدمة الكهربائية، ويعرف هذا «بنساوة السابق»، وهي نموذج لما يحدث عقب النوبات الصرعية من نسيان للأحداث السابقة على النوبة