اذا كان الصرع ناجماً عن تلف لحق بالمخ لأي سبب من الأسباب فإنه قد يكون مصحوبا بالتخلف العقلي نتيجة لنفس السبب، أما الصرع في حد ذاته فمن النادر أن يؤدي إلى التخلف العقلي بسبب التواتر المتزايد للنوبات العتيدة التي لا تستجيب للعلاج وما يترتب عليه من تلف متزايد بالمخ.
٠ معظم الأدوية المضادة للصرع تسبب بطء التفكير والرغبة في النعاس وقلة الانتباه، كما قد تؤدي الجرعات الكبيرة منها إلى الكآبة واضطرابات السلوك والهلاو البصرية والسمعية، ولكن حسن اختيار الدوام وضبط الجرة عند المستوى الأمثل يجعل تحاشي معظم الآثار الجانبية ممكناً.
* كثيرا ما يتعرض مريض الصرع لإصابات متكررة بالرأس نتيجة لارتطام رأسه بالأرض أو بجسم صلب أثناء النوبات، وقد يؤدي هذا إلى اضطرابات في السلوك والتفكير تتفاوت في درجة خطورتها من حالة لأخرى.
♦ نوبات التشنج العام قد يعقبها فترة من اختلاط الذهن والارتباك واضطراب السلوك، ولكنها لا تدوم طويلا، أما نوبات صرع الفص الصدغي مثل «الصرع النفسي الحركي» فتتميز بسلوك غريب قد يبلغ حد الهياج والعدوانية أحيان. ولا علاقة لهذا السلوك الشاذ بالجنون،وعادة يمكن السيطرة عليه بالعلاج المناسب.
* شخصية مريض الصرع تتميز بعدد من السمات الخاصة، وقد سبق أن أشرنا إلى ذلك في سؤال سابق.
هل هناك علاقة بين الصرع والجريمة؟
لا صحة لما يقال عن ارتفاع معدلات الجرائم التي يرتكبها مرضى الصرع عنها في سائر الناس، ولكن بعض المجرمين يدعون إصابتهم بالصرع ليفلتوا من العدالة باعتبار أن مريض الصرع قد يكون غير مسئول غن تصرفاته أثناء النوبة ولبعض الوقت عقب النوبات، ويجب أن نفرق بين العنف المقصود الذي يمارسه المجرمون وبين العنف العشوائي الذي لا يقصد من ورائه الأذى الذي قد يقدم عليه مريض الصرع في فترة اختلاط الذهن التي تعقب بعض النوبات أو أثناء نوبات الصرع النفسي الحركي، وشيوع ظاهرة العنف بين بعض الأطفال المصابين بالصرع يرجع عادة إلى أخطاء في أسلوب التربية وليس نتيجة للصرع ذاته. ولعل ارتفاع نسبة مرضى الصرع بين المسجونين يعكس تورط المصروعين في حوادث الشغب الصغيرة التي تنجم عن تعرضهم لضغوط اجتماعية قاسية في حياتهم اليومية وضيق صدرهم وغضبهم من ظلم المجتمع لهم، كما أن مرضى الصرع المصابين بالتخلف العقلي يسهل القبض عليهم وإيداعهم السجون مما يسهم في رفع نسبة المصروعين بين المساجين. ولا شك أن مجرد توافر القصد والتعمد في جريمة ما ينفي أية علاقة بينها وبين الصرع، فمن غير المعقول أن يقدم مريض الصرع على أرتكاب جريمة محكمة التخطيط والتدبير في ظل اضطراب الوعي أو اختلاط الذهن الذي يصاحب النوبات الصرعية أو يعقبها.