يوجد نوعان رئيسيان من الصرع، أحدهما يعرف «بالصرع العام الأولى أو الخفي المنشأ أو مجهول السبب» ويظهر علي المريض في شكل نوبات كبرى أو صغرى، أما النوع الآخر فيعرف «بالصرع الجزئي أو البؤري» ويظهر على المريض في شكل نوبات بؤرية محدودة، ولو أن الشحنة الكهربية قد تنتشر من البؤرة الأصلية إلى جذع الدماغ الذي ينشرها بدوره إلى المخ كله فيصاب المريض بنوبات تعرف «بالصرع العام الثانوي». ما أهم خصائص النوبات الصرعية الكبرى التشنج العام؟
تتكون النوبة الصرعية الكبرى من طورين أساسيين هما «الطور التوتري» و«الطور الرمعى أو الارتجاجي العضلي» وخلال الطور التوتري تتقلص سائر عضلات الجسم، ويطلق المريض صرخة مدوية عند بدء النوية نتيجة للانقباض العنيف لعضلات التنفس، وقد يؤدي تقلص عضلات الفك إلى عض اللسان أو الخد، كما يزرق وجه المريض نتيجة لنقص الأكسجين في الدم بسبب تقلص عضلات التنفس، ويتجمع الزبد في هيئة رغاوي حول فم المريض وقد يكون مختلطا بالدم أحياناً نتيجة لقضم الخد أو اللسان، وقد يؤدي تقلص عضلات البطن والمثانة إلى التبول أو التبرز غير الإرادي في بعض الحالات، وتتسع حدقتا العينين ويتفصد المريض غرقاً.
ويستمر هذا الطور دقيقة أو دقيقتين ثم يتحول إلى الطور الارتجاجي العضلي الذي يتميز بنفضات منتظمة في عضلات الأطراف والجذع تتوقف تدريجياً خلال بضع دقائق، تاركة المريض فاقد الوعي يتنفس في شخير، ثم ما يلبث أن يزول الزراق الذي يكسو وجهه ويستعيد وعيه تدريجياً٠ ولكنه قد يبقى مختلط الذهن لبضع ساعات، وقد يشكو من صداع شديد يلازمه بقية اليوم، كما قد يغط في نوم عميق لبضع ساعات يستيقظ بعدها شاكياً من ألم في عضلاته من فرط تقلصها وإرهاقها أثنا  النوبة.

ما أهم خصائص النوبات الصرعية الصغرى أو
نوبات الغياب الصرعي؟

تشيع في الأطفال ومن النادر أن تصيب الصبية والبالغين، وتتميز بكونها وجيزة للغاية بحيث لا تتجاوز النوبة بضع ثوان، وهي تأخذ الطفل على حين غرة فيتوقف عن الأكل والكلام والحركة. ويحدق في القضاء شاحب الوجه، وقد ترمش جفون عينيه أو تسقط رأسه للأمام ولكنه لا يفقد توازنه ولا يسقط علي الأرض، وتنتهي النوبة فجأة ويعود الطفل إلي مواصلة ما كان يفعله قبل حدوثها وكأن شيئا لم يكن، حتى أن المحيطين به قد لا يلاحظون النوبة، وتد يصاب الطفل بعشرات النوبات الصغرى كل يوم، وكثيرا ما تعترية نفضات بالعضلات عند الاستيقاظ من النوم أشبه ما تكون بالتشنج الذي ينجم عن الصدمات الكهربائية، ومن الجدير بالذكر أن نسبة عالية من الأطفال الذين تشير تقاريرهم المدرسية إلى كثرة الذهول والشرود وقلة الانتباه وضعف التركيز مصابون بهذا النوع من النوبات الصرعية الصغرى وينبغي عرضهم علي طبيب الأعصاب لتقرير ما يلزم بشأنهم من فحوص واستقصاءات وعلاج.
ما أهم خصائص النوبات الصرعية الجزئية أو البؤرية؟
يعرف هذا النوع أحيانا «بالصرع المكتسب» لكونه ينشأ عن وجود آفة بؤرية بالمخ، وكثيرا ما يسبق النوبات البؤرية أعراض منذرة تنبه المريض إلى قدوم النوبة وتتيح له اتخاذ الاحتياطات التي تحميه من أن يؤذي نفسه
أثناءها. وتعتمد المظاهر الإكلينيكية لهذا النوع من النوبات علي موضع البؤرة المسببة لها داخل المخ، وأهم نماذجها ما يلي:
١-النوبات الجاكسونية البركية : منسوبة إلى طبيب الأعصاب الإنجليزي «جون هو غلنجس جاكسون(1835_1911) وتشير إلى وجود بؤرة صرعية بالقشرة الحركية بالفص الجبهي للمخ، وتتميز بنفضات متكررة عتد زاوية الفم تنتشر إلى العضلات المحيطة بالعين، فعضلات اليد والساعد والذراع، فعضلات الفخذ والساق والقدم علي الجانب العكسي للبؤرة المخية، كما قد تبدأ النوبات في الإبهام أو السبابة أو إبهام القدم وتنتشر الى نفس الجهة من الجسم.
٢- النويات الجاكسونية الحسية: تشير إلى وجود بؤرة صرعية بالقشرة الحسية بالفص الجداري للمخ، وتتميز بحدوث نوبات من اضطراب الحس في صورة  وخز أو نخز دبابيس أو إبر بالوجه والذراع والساق على الجانب العكسي من الجسم.
3_ صرع الفص الصدغي: قد يأخذ شكل نوبات من «الهلاوس الشميية» يشم خلالها المريض رائحة غريبة كريهة تشبه رائحة الزيت المحروق أو رائحة بيت الأسود في حديقة الحيوان، أو (هلاوس ذوقية» فيتذوق المريض طعماً مقززا من حين لآخر؛ او (اهلاوس بصرية» في هيئة أشخاص أو أشباح مرعبة ومفزعة؛ أو قد «يشعر بالألفة» تجاه أحداث تقع أمامه أو تجاه أشخاص يراهم للمرة الأولى في حياته؛ أو يشعر بالغربة)) تجاه ا لأشخاص والأشياء المألوفة وكأنه لم يرها من قبل؛ وقد يصاب المريض بنوبات تعرف «بالصرع النفسي الحركي» تتميز بسلوك تلقائي مركب كارتداء الملابس وخلعها بشكل متكرر والنقر علي المنضدة بالأصابع أو تحريك الشفتين واللسان في حركة تشبه اللعق أو الرضاعة أو المضغ أو البلع، وقد يستيقظ المريض من نومه ويتجول في أرجاء البيت أو ينطلق إلى الشارع دون وعي، ولا يذكر
شيئاً عن ذلك كله عقب النوبة؛ وقد ينتاب المريض شعور بالخوف يدفعه إلى إطلاق ساقية للريح فيما يعرف بصرع الجري»؛ وقد يصاب المريض بشعور بعدم الارتياح في بطنه وصدره كآن فراشة ترفرف داخل معدته ثم تصعد إلى صدره ورأسه، وقد يصاحب هذا الإحساس تقلصات في المعدة والأمعاء وتعرف هذه الحالة بالصرع البطني)، كما قد يشعر المريض بالدوار»، ويعتريه نسيان لكافة التصرفات التي قد يقدم عليها أثناء النوبات. أنواع نادرة من  النوبات الصرعية:
١- نوبات السقوط اللاحركي:
تصيب الأطفال فتطرحهم أرضاً علي حين غرة دون مقدمات، بحيث يحتاجون لخوذة واقية تحمي روسهم من التهشم.
٢- نوبات الارتجاج العضلي: عبارة عن نوبات متكررة من النفضات العضلية تشبه تلك التي قد تصاحب الغياب الصرعي في الأطفال.
٣- نويات توترية:
عبارة عن نوبات من توتر عضلات الأطراف الأربعة دون التحول إلى الطور الارتجاجي العضلي-
4_ نوبات التحية او تشنج التحية او التشنجات
الطفولية: تصيب الأطفال وتتميز بحدوث حركات مفاجئة تستمر لفترات وجيزة يبدو الطفل خلالها وكأنه ينحني تحية واحتراما. حيث يحني رأسه وجذعه وأطرافه في حركة سريعة خاطفة تشد انتباه المحيطين به وتثير دهشتهم.
ه - الصرع المستحضر اوالمنعكس: يحدث استجابة لمنبه معين كالصوت أوالضوء  وما شابههما من المؤثرات، وأشهر أمثلته ما يلي:
* النوبات السمعية: مثل« ا لصرع الموسيقي المنشأ» الذي يحدث لدى سماع موسيقى صاخبة.
*النوبات الضوئية: تنجم عن تعرض العينين لضوء*
مبهر أو متقطع، وأشهر أمثلته «صرع التليفزيون».
* صرع القراط: تثار النوبات بالقراءة نتيجة للتركيز في الحروف والكلمات وإمعان البصر في السطور المتتابعة، وهو نموذج أخر للصرع الضوئي المنشأ.