ما أهم عوامل الخطر التي تزيد من معدل تكرار النوبات لدى من تعرضوا لنوبة صرعية واحدة؟

- أثبتت دراسات المتابعة آن خطر تكرار النوبات الصرعية بعد التعرض للنوبة الأولى لدى المرضى الذين لا يعانون من أفة بالجهاز العصبي المركزي يصل إلى  10% في العام ا لأول عقب ا لنوبة الأولى، ٢٤/ في العام الثاني، ٢٩/في العام الخامس.
- عند وجود تاريخ عائلي لإصابة أحد الأخوة أو الأخوات بالصرع يرتفع خطر تكرار النوبات إلى ٢٩/ في العام الأول، ويبلغ ٤٦/ في العام الخامس، ومن ناحية أخرى فإن وجود تاريخ عائلي لإصابة أحد الوالدين أو أحد أقارب الدرجة الأولى بالصرع لم يصاحبه ارتفاع خطر تكرار النوبات عن معدله لدى من تعرضوا لنوبة صرعية مجهولة السبب .
- عندما يكشف تخطيط كهرباء الدماغ عن وجود تغيرات صرعية أكيدة لدى مريض تعرض لنوبة واحدة فإن خطر تكرار النوبات لديه يصل إلى ١٥/ في العام الأولي، ويبلغ58% في العام الخامس مقارنة بخطر لا يتجاوز ٩% في العام الأول، ٢٦% في العام الخامس لدى المرضى ذوي تخطيطات كهرباء الدماغ الطبيعية أو التي أظهرت تغيرات غير نوعية.
- عند وجود تاريخ مرضي لتعرض المريض لنوبة تشنج في إطار مرض حاد أو تعرضه لنوبة تشنج حمى في الطفولة، فإن خطر تكرار النوبات لدى أولئك المرضى بعد تعرضهم للنوبة الأولى يصل إلى 10%في العام الأول، ٣٩% في العام الخامس.
- لم يلاحظ أي ارتباط بين العمر والجنس ونوع النوبة وظهور تغيرات غير مؤكدة للصرع في تخطيط كهربا ۴ الدماغ ووجود علامات مرضية عند فحص الجهاز العصبي، وبين ارتفاع خطر تكرار النوبة مقارنة بالمرضى الآخرين المصابين بصرع مجهول السبب.
- المرضى الذين لديهم تاريخ مرضي لإصابة الرأس أو التعرض لسكتة مخية أو عدوى الجهاز العصبي المركزي أو اعتلال دماغي منذ الولادة مصحوب بتخلف عقلي أو شلل مخي، يبلغ خطر تعرضهم لتوبة ثانية نحو ٢٦% بعد عام من النوبة الأولى، نحو ٤١% بعد عامين، ذحو٤٨% بعد خمسة أعوام. وترتفع هذه المعدلات إلى نحو ٤١% في العام الأول٧5% بعد خمس سنوات لدى أولئك الذين يعتريهم شلل وقتي بأحد جانبي الجسم بعد التعرض للنوبة الصرعية. والذين تعرضوا لتوبة صرعية حادة أثناء المرض الحاد الذي اعتراهم يبلغ معدل خطر تعرضهم لنوبة ثانية خلال العام الأول نحو ٦٠% ، بينما يصل هذا الخطر إلى نحو ٨٠% بعد خمسة أعوام، أما الذين تعرضوا «لحالة صرع مستمر» أو لنوبات عديدة في البداية فإن النوبات تعاود ٣٧% منهم خلال عام، 56% خلال ثلاثة أعوام.
هل نبدأ المعالجة الدوائية بمضادات الصرع في الحالات التي لا تعاني من عوامل الخطر التي تزيد من معدل تكرار النوبات؟
هذا الأمر يتعين مناقشته مع المريض وأهله أخذا في الاعتبار الفوائد التي تعود على المريض من المعالجة  الدوائية والأخطار التي قد يتعرض لها من جراء احتمال تكرار النوبات أو بسبب العلاج ذاته. ومن الجدير بالذكر أن تأثير تعرض المريض لنوبة ثانية يتوقف على أسلوب حياته، فعلى سبيل المثال، قد يتعين بدء المعالجة بمضادات الصرع بالنسبة للمرضى الذين يقودون السيارات أو المركبات ولا يمكنهم التوقف عن القيادة، وكذلك بالنسبة للمرضى المعرضين لخطر الإصابة أو فقدان الثقة بأنفسهم إذا عاودتهم نوبة صرعية ثانية.
ومن المعروف أن خطر التعرض لنوبة ثانية بعد النوبة الصرعية الأولى يبلغ أقصاه خلال العامين الأول والثاني من النوبة الأولى، وبالتالي فإنه يمكن وقف الأدوية المضاذة للصرع بعد انقضاء هذه الفترة التي يشتد خلالها الخطر. ولعل ما يبرر المعالجة الدوائية للصرع هو افتراض إمكانية منع التعرض لنوبات متكررة بإعطاء دواء كاف، شريطة انتظام المريض في تعاطي الدواه، ووصف الدواء المناسب لنوع النوبات. ومع ذلك فإن الدراسات المحدودة التي أجريت في هذا الصدد تشير إلى أن المعالجة الدوائية المناسبة لم تمنع تكرار النوبات كلية لدى كافة المرضى الذين تعرضوا لنوبة صرعية واحدة قبل بدء العلاج, لكنها نجحت في منع خطر تكرار النوبات لدى نصف المرضى تقريباً. وعلى ذلك فإن قرار بدء المعالجة مرتبط بعوامل اجتماعية ونفسية، وينبغي أن يناقش في هذا الإطار, ومعظم المرضى لا يمنعون عن القيادة اذا تعرضوا لنوبة صرعية واحدة، بينما يختلف القرار اذا تعرضوا لأكثر من نوبة، حيث يتعين أن يمتنعوا عن القيادة حتى تتم السيطرة على النوبات لفترة كافية كما سيرد تفصيله في سؤال لاحق. وبصفة هامة فإن معظم أطباء الأعصاب يوصون ببدء المعالجة بمضادات الصرع بعد النوبة الأولى ولمدة عامين لمنع خطر التعرض لنوبات تالية خلال تلك الفترة التي يشتد فيها هذا الخطر ويبلغ أقصاه.