كن سريع البديهة!
من أقيم أصولي في عالم الأعمال هي قدرتي على الشعور بالراحة والثقة الشديدين أمام الجمهور. ذلك أمر ضروري للوصول إلى النجاح، لأنه مهما كان مجال الأعمال الذي أنت فيه، فإن الجمهور موجود في كل مكان، من المسرح الرئيسي لمهرجان كان ليونز Cannes Lons أو مهرجان SXSW (أو المهرجان الموازي بالنسبة لمجال الصناعة الخاص بك) إلى
قاعة الاجتماعات حيث تقنع العملاء أو تجتمع مع فريقك.
لم يكن لدي أدنى فكرة عندما طورت هذه القدرة لأول مرة أنها ستكون مهمة يونا ما. ذلك يحدث طوال الوقت: المهارات الجديدة تبدو تافهة. في الحقيقة،
لا توجد مهارات تافهة.
أنا لم أعتزم أبداً أن أتعلم كيف أصبح متحدث أعمال جيدا. لقد تعلمت هذا الأمر دون قصد، بأن التحقت بمجموعة من صفوف فن الخطابة في المدرسة.
هناك اعتدت على الأداء والتفكير السريع. إنها أحد تلك الأشياء المخيفة في البداية (تشير استطلاعات الرأي إلى أن الخطابة العامة هي أكثر أنواع الرهاب شيوعاً) لكن ينتهي بها الحال بأن تكون ممتعة ومجزية بشكل استثنائي. (اختصار إضافي: أتقن أكثر شيء يخافه الناس).
من ضمن الفرص الأفضل للتدريب على الخطابة العامة التي اكتشفتها هي وجود خبرة في التمثيل أو الكوميديا الارتجالية، حتى وإذا كانت هذه الخبرة في صف دراسي بالكلية. بمرور الوقت، لاحظت أن تقريدا جميع متخصصي
المبيعات الرائعين الذين عينتهم قاموا بالقليل من الارتجال على الأقل في مرحلة ما. أصبح هذا الأمر من ضمن الأمور التي أبحث عنها الآن عندما أقوم بالتعيين. يبدو أنه يصنع كل الفرق.
عندما تضع شخصاً ما يمتلك مهارات ارتجالية في اجتماع للمبيعات، يمكنك أن ترى تلك المهارات وهي تظهر للعيان. إنهم أذكياء وساحرون وتفاعليون ومفعمون بالحيوية، ويأتون بالأفكار فورا ٠ إنه من الجنوني أن تشاهد بعض هؤلاء الأشخاص وهم يقومون بالترويج.
أعتقد جدياً أن التمثيل أو تقديم العروض يمنحك فهماً أفضل للطريقة التي يجب أن تتصرف بها في اللحظة الحاضرة وكيف تعبر عن نفسك في جميع أنواع المواقف، في العمل وخارجه. إنه يحول فعل الإقناع إلى فن، وفن  التواصل إلى رقص متواصل.
تتعلق كل أنواع الدراما في النهاية، سواء على خشبة المسرح أو في اجتماع عمل، بالتواصل؛ التواصل المتناغم للغاية لدرجة أنه يحرك الآخرين تجاه مفاهيمك ومعتقداتك. بمعنى آخر، التواصل أمر محوري في فن حث الناس على الاقتناع.
يبدأ الأداء سواء كان في قاعة الاجتماعات أو النادي الكوميدي بفهم جمهورك والتوغل في عقولهم للغاية لدرجة أن تشعر على نحو مثالي بأنك هم وأنهم أنت. بمجرد أن تستوعب طريقة تفكيرهم، الباقي سهل. للتعبير عن الأمر بأبسط ما يمكن: إنك تضع نفسك مكانهم.
بمجرد أن تشعر بأنك تعرف بالفعل من الذين تتحدث إليهم، عليك أن تنقل رسالتك للناس “أو تنقل الناس لرسالتك“ بأن تثير المشاعر والعواطف القوية،
مثل المفاجأة، والسعادة، والثقة، والأمل. يجب أن تعرف متى تتوقف، وإلى من يجب أن توجه نظرك (ومن يجب ألا توجه نظرك إليه) ، وما الكلمات التي يجب أن تؤكد عليها، وكيف تقوم بالتواصل البصري، وكيف تزيف التواصل
البصري، ومتى تلزم الصمت تماما.
أهم شيء، عليك أن تعرف كيف تثير المشاعر. المرحلة النهائية للتمثيل ليس أن تظهر للمشاهدين الشعور الذي تشعر به، بل أن تحثهم أن يشعروا به ببراعة.
هناك عدة طرق للقيام بهذا الأمر، بالتمثيل بتحفظ أو باستخدام لغة الجسد التي تثير المشاعر بشكل لا شعوري. هذا يدفع المشاهدين في الحقيقة إلى أن يملئوا الفراغات بآمالهم وأحلامهم.
هناك مبدأ أساسي للتمثيل وهو: دع المشاهدون يقومون بالتمثيل.
اصعد هناك، واكسب قلوبهم وعقولهم، ثم تراجع، واجعلهم يقومون بباقي العمل. عندما يخبرك شخص ما: منتجك جيد للغاية لدرجة أنه باع نفسه،
ابتسم فقط، واتفق معه، وانحن إجلالاً، وانزل من على خشبة المسرح. ثم عد وكرر الأمر مرة تلو الأخرى. يجب أن يستمر العرض، وعندما يحدث ذلك، ستشعر أن الدور صار حقيقيا للغاية لدرجة أنه لا يصبح تمثيلاً حتى.