لا تطلب - أعلن!
من ضمن حيل الجيداي العقلية الرائعة في عالم الأعمال -وفي أي موقف تقريباً- أن تخبر الناس أنك ستقوم بأمر ما قبل القيام به. لا تطلب إذنهم، أخبرهم فقط. ثم قم بالأمر.
إذا قمت بهذا الأمر بالشكل الصحيح، فإن لهذا الأمر طريقة غريبة تجعلك تبدو مهتما وواثقاً وموثوقاً به أيضا في الوقت نفسه.
إن عملية الإعلان عن أمر ما بثقة في حد ذاتها تضفي عليها إلى حد ما الشرعية والصلاحية. يفترض الناس فقط عادة دائما أنه بما أنك فكرت في الأمر ملياً، فإنه على الأرجح فكرة رائعة، أو يصبحون على الأقل مقدرين لنيتك. إنه أمر غريب! اختصار أستخدمه طوال الوقت.
إنه فعال بشكل أكبر بكثير عما إذا كنت ستقوم فقط بشيء ما دون الإعلان عنه أولاً. المفاجآت هي ما يغضب الناس. يعتقدون أنك لا تهتم برأيهم، وعلى حد علمهم، فإنه شيء اختلقته، دون تفكير. تعلمت هذا الأمر من خلال اجتماعات مجلس الإدارة في كييب، حيث أتعامل مع بعض من أذكى الأشخاص في عالم الأعمال. هؤلاء الأشخاص يكرهون
المفاجآت. لم لا يتعين عليهم ذلك؟ لا أحد يحب أن يجبر على تقبل أمر ما دون أن تكون لديه الفرصة ليفكر به. لذلك أحاول التحدث إلى كل شخص منهم قبل الاجتماع على الهاتف أو أثناء شرب القهوة، وتصفح جدول الأعمال، وبالتالي عندما تحين ساعة العمل، لا يفاجأ أحد منهم.
أقوم بهذا الأمر بشكل تبجيلي لأن هؤلاء الأشخاص يستحقون الاحترام، لكن لاحظ أنني لا أسعى للحصول على موافقتهم. إذا كانت لديهم مساهمات جيدة، فإنني أستمع إليهم. لكنني لا أطلب الإذن، أنا أخبرهم فقط.
كنتيجة لذلك، فإن اجتماع أعضاء مجلس الإدارة يكون حرفياً عبارة عن تكرار لما قلته بالفعل لكل شخص على حدة، ولا توجد مشكلة في هذا الأمر.
يشعر كل شخص بأنه مطلع على الأمور، ويسير الاجتماع على نحو سلس. الناس يمتلكون أفكارا وأنا أضعها في حسباني، لكن لا توجد أي دراما أبداً،
لأن الجميع يعرفون ما سيحدث.
القاعدة الذهبية لاجتماعات أعضاء مجلس إدارة كييب هي: لا مفاجآت. نقلت هذا الاختصار إلى اجتماعاتي مع فريقي. يحصلون جميعهم على جدول الأعمال قبل الاجتماع، لذلك يشعرون جميعا بالارتياح تجاهه، ويشعرون أنه يوجد لدينا خطة جيدة. وإذا كان شخص ما لديه أفكار لجعل الخطة أفضل حتى، فهذا رائع!
جرب الأمر. ليس عليك أن تكون رئيس مجلس الإدارة لتستخدم هذا الاختصار. يمكنك أن تستخدمه مع زملائك، ومع عملائك، وحتى في حياتك اليومية. في المرة القادمة التي تكون فيها في ستاربكس وتشعر أن الطابور طال دهراً، تقدم فقط للأمام وقل: معذرة، سآخذ شيئا من هنا فقط وسأتنحى جانبا؛ وقم بهذا. ماذا بوسعهم أن يفعلوا؟ سينادون على مراقب القاعة؟ يكون الناس متفاهمين إذا أعطيتهم سببا لأن يكونوا كذلك.
أو عندما تكون متزاحماً عند سلم الطائرة وتحتاج إلى إجراء مكالمة هاتفية تشتت الآخرين، قل لشخص ما بصوت عال بما فيه الكفاية لكي يسمع الآخرون: عذرا، علي أن أجري اتصالاً لمدة ثانية. فإن فظاظتك البسيطة تصبح أدباً، ولا ينظر إليك أحد ما شزرا.
عندما أقوم بإلقاء الخطب، يقول لي منسق الفعاليات عادة شيئا من قبيل: لا  تصعد هناك وتروج لشركتك. وأقول دائما: حسنا، أخطط للتحدث قليلاً عن شركتي وعما أفعله، حيث إن هذا سبب وجودي هنا، ثم سأتحدث عن أمور أخرى". إنهم يعرفون أنه فات الأوان على تغيير خطابي. فاتتهم الفرصة. لذلك ألقي الخطاب الذي جئت به، متيقنا أنني أبليت بلاء حسناً، والمنسق سعيد؛
أكثر سعادة بكثير عما إذا لم أكن قد حذرته بأنني سأذكر شركتي. عندما تخبر الناس بما ستفعله قبل أن تفعله، فإنهم لن يتفاجئوا عندما تفعله.
ولا أحد يحب المفاجآت. وستحصل على نتيجة أفضل كل مرة.