ابذل أقصى جهدك؛ لكن
عندما يستحق الأمر فقط
أول شيء قلته لنفسي قبل أن أبدأ كييب كان: لا أريد أن يكون لدي أي شعور بالندم أبداً . لهذا أبذل أقصى جهدي في كل الأمور المهمة التي أقوم بها. لا يمكنني بالطبع أن أتحكم في نتائج كل شيء، لذلك تفشل بعض الأمور بالتأكيد. لكن لا بأس! في الحقيقة، إذا لم يصبك الفشل أحياناً، فإنك لا تطمح عاليا بما يكفي.
عندما أفشل بعد أن أكون قد بذلت كل ما في وسعي، فإن هذا لا يبدو وكأنه فشل على الإطلاق. إنه يبدو تعليماً. يأتي الندم فقط عندما لا تبذل قصاري جهدك للوصول لهدفك. هذا هو الوقت الذي تسمع فيه الصوت الغاضب
الصغير وهو يقول: ما الخطأ الذي حدث؟ .
إليك الخطأ الذي حدث: أنت.
 
إنك لن تحصل أيضا على فرصة ثانية على الأرجح، لأنك إذا لم تكن قد قمت بمهمتك خير قيام، فإن أيا كان من منحك الفرصة لكي تقوم بها لن يسمح لك على الأرجح بأن تقوم بها مرة أخرى- أو أن تقوم بأي شيء آخر له.
كما قلت. المشروعات يصيبها الفشل، لكن الأشخاص لا يفشلون. لكي أكون أكثر دقة، الأشخاص الناجحون لا يفشلون، حتى عندما لا تنجح مشروعاتهم.
هذا يستدعي سؤالاً: كيف يعيش شخص ما نمط حياة يبذل فيه أقصى جهده 24 ساعة سبعة أيام في الأسبوع؟
إنك لا تفعل ذلك. إذا حاولت أن تنطلق بأقصى طاقتك في الحياة 24 ساعة 7 أيام في الأسبوع مثل الجرذان في فترة إثارتها، فإنك ستحترق تلقائيا للغاية لدرجة أنهم سيحتاجون إلى سجلات الأسنان ليتعرفوا عليك.
عرفت بعد بعض الاحتراقات التلقائية القليلة الأولى أنه لا يمكنني أن أكون هذا الرجل الأحمق النشط طوال الوقت، بينما يستوقفني كل من حولي ويقولون: براين، كيف يمكنك أن تكون نشئا للغاية هكذا؟ . تعلمت  (بالتجربة) أنه لا يمكنني أن أصير هكذا. إنه أمر لا يمكن أن يستمر.
لا يوجد سوبر مان. ولا حتى سوبر مان نفسه، لأنه كلارك كينت نصف الوقت. فكر في الأمر. إذا كان سوبر مان نفسه لا يستطيع أن يعمل بأقصى كفاءته طوال الوقت، فلا يمكننا نحن البشر العاديين أن نقوم بذلك بالطبع.
على الرغم من ذلك، فإن الأشخاص الذين يعملون في الشركات المغامرة يريدون من رؤسائهم أن يكونوا رجالاً خارقين، أن يكونوا نشطين طوال الوقت. يعتقدون أن هذا يشعل ثقة الجميع. هذه طبيعة البشر. بالطبع لكي
تكون قائداً رائعا عليك أن تقف وتبدع في قاعة الاستماع، أو في قاعة الاجتماعات، أو مكتبك الخاص مع فريقك. عليك أن تقدم أداء رائعا، وليس عرضاً فقط، لأن هناك فارقا كبيرا بين الأداء والعرض. الأداء هو عندما تقدم أفضل ما عندك بالكامل، والعرض هو عندما تتظاهر أنك تقوم بذلك.

أنت تحتاج، كما قلت في موضع آخر، أن تسعى عمداً! إلى التميز في اللحظات المهمة بالفعل.
لكن بعد حفلتك -وبعد الاحتفال الذي يلي الحفلة، ثم بعد الاحتفال الذي يليه، حيثما تحدث الأحداث الكبيرة- عليك أن تسعى إلى اللحظات التي تكون فيها  متراخيا بالكامل. بليداً. متكاسلاً. الشخص الذي يضغط على زر الغفوة - بضع مرات، حتى- عندما يرن المنبه.
الرقم القياسي الذي حققته حتى الآن في أطول فترة من السلوك المتكاسل الناجح هو 30 ساعة متواصلة من النوم. كان هذا بعد رحلة جيئة وذهابا بين الولايات المتحدة وآسيا حيث تنقلت بين القارتين بسرعة للغاية لدرجة أنني ابتدعت منطقتي الزمنية الخاصة: توقيت براين النهاري.
لكن انهارت تلك المنطقة عندما توقفت عن التنقل في النهاية. حمدا لله. هذه طريقة الحياة في أن تقول لي برفق: أعزيزي براين، تريث، أو سأعطيك ما يسمى بتجربة الموت الوشيك. أوقف نشاطك إذا كنت تريد أن تعود إليه
مرة أخرى قط ٠
بالتالي قمت بذلك واكتشفت لدهشتي أنه بعد هذه الدقائق الأولى القليلة من النوم، أنني بدأت حقا أستمتع بالأمر للغاية.
المقصد هو أنه من الضروري أن تبذل كل طاقتك عندما يستحق الأمر، لكنه من الضروري أيضا للغاية أن تعرف حدودك. وتحترمها . تحمل مسئولية أفعالك. ضع النقود في عداد وقوف السيارات. أو قم بأي فكرة شائعة يتطلبها الأمر لتبقيك مستعداً كي تبدع عندما يحين الوقت المناسب. ثم اذهب للنوم لإعادة شحن طاقتك لتكون مستعداً كي تبدع مرة أخرى عندما تظهر الفرصة المناسبة.
لا يغرك المثل الذي يقول: مت صغيرا واترك جثة جميلة .
واجعله: مت كبيرا واترك جثة جميلة لأن الحقيقة أنه لا يمكن لأي شخص، ولا سوبر مان نفسه أن يبذل أقصى جهده طوال الوقت. أليس من الأفضل أن توفر طاقتك لتلك الأوقات التي تستحق بالفعل؟