استفز الناس
لقد كانت لدي دائما القدرة على معرفة ما يزعج الناس، وفي الكثير من الأحيان أسير قدماً وأقوم بما يزعجهم. لماذا؟ ليس لأكون شخصاً فظاً، لكن لأنه في الكثير من الأحيان يكون استفزاز الناس هو أفضل طريقة لتوضيح فكرتك.
هذا لا يعني بالطبع أنه يجب أن تقول كلاما مهيناً أو غبياً، مثل أن تهين عرق شخص ما أو جنسه، لكن إذا اختلفت مع شخص ما بانفعال، فإنه من الأفضل أن تتكلم بصراحة وليكن ما يكون.
بعض الصدمة يساعد كثيرا في أن تعرف الناس بموقفك وأنك تهتم، وإذا قمت بذلك بطيبة قلب فإن هذا يبني الاحترام حولك. أنت الشخص الذي يقول أموراً لن يقولها الآخرون- هذا الأمر من الممكن أن يجعلك محبوبا حتى- كان الممثلون الكوميديون يعرفون هذا الأمر دائما.
يكون الاختصار أكثر تأثيراً حتى عندما تضيف معلومة تكشف عما تخطط له.أعني بهذا أن تعلن بشكل ما أنك سوف تستفز شخصاً عند قولك شيء مثل:
"لا أقصد التقليل من شأنك، لكن ..." أو "قد لا ترغب في سماع ذلك، لكن... ،ثم تفوه بالتعليق المدهش. ماذا في وسعهم أن يفعلوا؟ إذا غضبوا، فسيكونون هم الحمقى، لأنك حذرتهم- وإذا كانوا حمقى‘ فإنك على الأرجح لن ترغب في العمل معهم على أية حال، لذلك فربما من الأفضل أن تقول ما يخطر ببالك.
كل ما عليك أن تفعله هو أن توضح أنك متحمس بشأن ما تفكر به، وأنك تقوله لأنك تعتقد أنه شيء يجب أن يسمعه شخص ما. عندما يرى الناس كم أنا مهتم بجعل الإعلانات اختياراً وليس اجتياحاً، يمكنني أن أفلت من جميع أنواع الملاحظات الناقدة. يتذكر الناس في الأغلب أنني صادق في منحهم شيئا قيما، ويسامحونني لقولي كل هذه الأشياء التي لم يكونوا سيتغاضون عنها إذا كنت مجرد شخص يحمل ضغينة.
يمتد نفس الشيء للعلامات التجارية. أبل، على سبيل المثال، معروف أنها علامة تجارية حماسية وموثوقة، لذلك عندما تتسبب في استفزاز الناس بارتكاب خطأ ما، فإنهم يعذرونها. على الجانب الآخر، إذا كانت شركة ما يتمالنظر إليها على أنها مهتمة فقط بالحصول على أموالك، ارتكبت خطأ ما، فإنه يتم انتقادها بقسوة؛ لأنه لا يوجد ارتباط عاطفي بها.
قد تتذكر كيف ارتكبت أبل خطاً فادحاً في الهوائي الخاص بهاتف آي فون 4 الخاص بها، منذ بضعة أعوام ماضية وأطلقت موجة جزرية عالمية من الشكاوى. مما زاد الأمور سوءا، أنهم لم يعترفوا بالخلل لبضعة أسابيع، وجاءت بعد مجموعة من المشكلات الأخرى مع نظام التشغيل الجديد أي أو إس.
بالنسبة لبعض العلامات التجارية، هذا الأمر كان سيكون بمثابة حكم بالإعدام، لكن ليس بالنسبة لأبل. كان الناس وكأنهم يقولون: لا داعي للقلق، لا بأس، نحن نعلم أنكم ستصلحون الأوضاع.
لماذا كان العامة متسامحين للغاية؟ يرجع هذا الأمر جزئياً إلى أن الجميع ما زالوا واقعين في هوى إرث ستيف جوبز، الذي كان أقل شخص دبلوماسية في العالم (في الحقيقة، قد يكون هومن اخترع الاختصار 5 عن استفزاز الناس) لكنه كان شخصاً لم يتهم قط بعدم الاهتمام. يعرف الناس أنه كان يهتم للغاية بمنتجاته، وفي عالم التجارة اللاشخصي والمراوغ، كان هذا بالضبط ما اقتضاه الأمر لكي يبني الولاء للعلامة التجارية، ويصنع في المقابل أكثر الفرص الذهبية: الفرصة الثانية. عندما تحصل على فرصة ثانية 
بعد أخطائك الفادحة، يمكنك دائما تقريبا العثور على الحل. كل هذا جزء من الاختصار المتعلق بربط عملك بمفهوم عظيم سيخدم الخير الأعظم؛ وهو الأمر الذي يفعله إيلون ماسك.
يبدأ كل شيء بحب فكرتك والعمل الذي تبنيه من هذه الفكرة، والحصول على الفكرة في المقام الأول لأنك تحب الناس وتريد أن تجعل مالك يقوم بشيء يفيدهم. على الجانب الآخر، إذا كنت تسعى فقط للسلطة أو الطمع أو لتدعم ذاتك المتزعزعة وتعتقد أنه يمكنك أن تفلت من أخطائك الجسيمة بأن تقول سريتا إنه خطئي ، فحظا سعيدا. لذلك قبل أن تطلب من شخص ما فرصة ثانية، تأكد من أنك تستحقها. غير أنك إذا وضعت نفسك في وضع تستحق فيه الصفح، ستندهش من السهولة التي يمكنك أن تفلت بها من عواقب إدلائك برأيك بصراحة أو التعبير عن رأي غير شائع؛ حتى إذا كان هذا يعني استفزاز الناس.