قال تعالى:  )يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلاً ( الحج 5/ 22.

قال الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره «جامع البيان في تفسير القرآن»: فأما المخلقة مما كان خلقاً سوياً وأما غير مخلقة فما دفعته الأرحام من النطفة وألقته قبل أن يكون خلقاً، وقال: «إذا وقعت النطفة في الرحم بعث الله ملكة فقال يا رب مخلقة أم غير مخلقة؟ فإن قال غير مخلقة مجتها الأرحام دماً».

(أخرجه ابن أبي حاتم وذكره ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم وابن القيم في طريق الهجرتين).

وقالr : «إذا مكنت النطفة من رحم المرأة أربعين ليلة جاءها الملك فاختلجها ثم عرج بها إلى الرحمن عز وجل فيقول: أخلق يا أحسن الخالقين فيقضي الله فيها ما يشاء من أمره ثم تدفع الى الملك فيقول: أسقط أم تمام؟ فيبّين له.

(أخرجه اللالكائي عن ابن عمر وذكره ابن حجر العسقلاني في فتح الباري وابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم).

تعريف الإجهاض في الطب:

يعرف الإجهاض في الطب بأنه خروج محتويات الحمل قبل عشرين أسبوعاً.. ويعتبر نزول محتويات الرحم في الفترة ما بين ۲۰ الی ۳۸ أسبوعاً.. ولادة قبل الحمل ([1]). وقد اعتبرت المحكمة العليا في الولايات المتحدة أن الجنين يكون قابلاً للحياة المستقلة في فترة الحمل الثالثة (الأخيرة) والتي تبدأ من الأسبوع الثالث والعشرين (2) وقد كان الإجهاض سابقاً يعرف بأنه خروج محتويات الرحم قبل مرور ۲۸ أسبوعاً والتي تحسب من آخر حيضة حاضتها المرأة (وهذا يختلف من لحظة تلقيح البويضة بالحيوان المنوي وتكون البويضة الملقحة أو النطفة الأمشاج، وتكون المدة أقل بأسبوعين من حساب آخر حيضة حاضتها المرأة).

وقد كان الأطباء الى عهد قريب يعتبرون أن الولد ([2]) إذا خرج قبل ۲۸ أسبوعاً فإنه يعتبر غير قابل للحياة.. ولكن بعد تقدم الوسائل الطبية الحديثة أصبح من الممكن أن يعيش الولد قبل هذه الفترة. وقد عاش كثير من المولودين لستة أشهر (٢٤ أسبوعاً) (2).. وقد جعلت المراجع الطبية الحديثة أقل مدة يمكن أن يعيش فيها المولود عشرين أسبوعاً فما فوق ويكون فيها وزن المولود خمسمائة جرام فما فوقها (3).

وأما الفقهاء فيعتبرون نزول الحمل بعد ستة أشهر ولادة. وهم قد سبقوا الأطباء بذلك بأكثر من أربعة عشر قرناً. وقد كان أول من استنبط هذا الحكم هو الإمام علي كرم الله وجهه، عندما همّ عثمان رضي الله عنه أن يحد امرأة بتهمة الزنا لأنها أنجبت بعد زواجها بستة أشهر فقط. فقال الإمام علي أن ذلك ممكن والدليل عليه من كتاب الله قال تعالى: ) وحمله وفصاله ثلاثون شهراً (  وقال في موضع آخر: )  والوالدات يرضعن أولادهن حولين کاملین لمن أراد أن يتم الرضاعة ( . وقال تعالى: )وفصاله في عامين(. فتبين من ذلك أن أقل الحمل ستة أشهر. (وقد ذكر

ابن قدامة في المغني ۷ / ٤٧٧ أن هذه الواقعة حدثت في خلافة عمر رضي الله عنه.. وذكر غيره أنها حدثت في خلافة عثمان رضي الله عنه)

(1) Merk Manual 13th Edition 1977 P 949

(2) Ralph Benson: Handbook of abst.and Gync 6 Edition, 1977, P 42

  1. لفظه الولد يطلق على الذكر والأنثى.
  2. نشرت جريدة البلاد ولادة طفل في مستشفى جده للولادة عمره ستة أشهر ووزنه ستمائة جرام وعاش الطفل وذلك في٢٤/١/٩٩ (٢٤/١٢/١٩٧٨)
  3. Merk Manual, 13th Edition P 949.