تذكر تاريخ العائلة الرائع:

بينما تواصل وضع خطة حياتك، قد تضع تاريخ العائلة الذي سوف تراه الأجيال التالية كمصدر إلهام لها.

وبالقدر نفسه قد تجد أنت التشجيع من المنجزات السالفة لعائلتك، مهما كانت تلك المنجزات متواضعة وبسيطة، أو أكثر ضخامة وروعة، عند مقارنتها بمنجزاتك أنت.

هناك عائلات قليلة للغاية تمكنت من القراءة فبل مائتي عام، وقبل ذلك كانت التقاليد والتاريخ والثقافة يتم انتقالها وتوارثها شفاهة؛ فلم تكن الحكايات تحكي إلا لغرض تعليم الأجيال الجديدة وإرشادها، ومن أجل السير على نهج تجربة هؤلاء الذين رحلوا من قبلهم.

وقد يساعدك استكشافك لتاريخ عائلتك على فهم نقطة البداية لوضع خطة حياتك - فعلى سبيل المثال: كل ما كان يعتز به والداك من أقوال وميول وتقاليد قد توارثاها عن آبائهما وأجدادهما، وهكذا.

وقد تكتشف أيضاً أن لك أسلافاً مثيرين للاهتمام بشكل خاص، مما يمكنه أن يشكل لك مرجعية ثمينة من أجل رسم خطة حياتك. قد يعني هذا أشخاصاً أنجزوا أموراً عظيمة، أو ساءت سمعتهم لأسباب أخرى، وقد يكون من المفيد أن تنظر للوراء حينما كنت أنت نفسك مجرد فكرة يجري التخطيط لها في خطة حياة أسلافك.

الوالدان والشيخوخة

تماماً كما كنت أنت معتمداً اعتماداً كليا على والديك ذات يوم، فهكذا يكونان هما بينما يتقدمان في السن؛ إذ يزداد اعتمادهما عليك تزايداً كبيراً – وقد يمثل ذلك مصدر سعادة لك أو عبئاً هائلاً عليك. وإليك بعض الوسائل لمساعدتهما، دون أن تتخلى عن خططك الخاصة.

۱۰ نصائح لتساعد بها والديك مع تقدمهما في العمر

  1. ضع نفسك مكانهما - إن تدهور الحالة البدنية مع التقدم في العمر - والذي نأمل جميعاً أن يكون تدريجياً - يمكن له يكون أمراً محبطاً للغاية. تخيل ما الذي ستشعر به عندما يحدث هذا الك؛ فمن شأن هذا أن يساعدك على فهم طبيعة مشاعرهما.
  2. شجعهما على التكيف وتجربة الجديد - غالباً ما يركز كبار السن على ما لم يعد بوسعهم القيام به. لذلك، اجعلهما يجربا أشياء جديدة تعرف أنها في استطاعتهما.
  3. اتفقا على القواعد المبدئية - إن لم تكن تريد منهما أن يتصلا بك كل مساء للثرثرة قليلاً على الهاتف، فاقترح عليهما وقتاً محدداً لهذا - وبالتدريج سوف تتكيفون عليه.
  4. اقبل هداياهما - أحيانا يبدو كبار السن مصرين كل الإصرار على منح الهدايا والأشياء الخاصة بهم. اقبل هداياهم، ولكن كن مستعداً لأن تعيدها لهم مرة أخرى فيما بعد إذا احتاجوا إليها.
  5. أبقهما في حالة حركة - حتى ولو كانت مفاصلهما تطقطق ولم يعد بمقدورهما الهرولة، فمن المهم أن تحرص على أن ينتقلا بمفردهما من هنا إلى هناك؛ مما يعزز استقلاليتهما.
  6. لا تقبل الرشاوى منهما - قد تروق لك فكرة أن يشتري لك أبواك منزلاً كبيراً بحيث تعيشون جميعاً تحت سقف واحد؛ لكن بعد انقضاء عشرين عاماً تحت السقف نفسه قد لا يصير الأمر على القدر نفسه من المتعة والبهجة. احذر من تلك الرشاوى!
  7. تجاهل الابتزاز العاطفي - إنه لأمر شاق. فليس لمجرد أنهما اعتنيا بك وأنت رضيع أن تعطيهما كل وقتك وجهدك حين يبلغان من الكبر عتياً. ساعدهما بكل ما أوتيت من قدرة وإمكانيات، ولكن لا تجعل عنايتك بهما تغير مجرى حياتك بالكلية، إلا إذا كانا في حاجة ماسة إلى هذا ولا بديل أمامك سواه؛ فإذا كان الأمر كذلك فسيكون لعبك لهذا الدور عندئذ أهم بنود خطة حياتك.
  8. ها نحن نعيد ونزيد - الشيخوخة هي الوقت الذي نحكي فيه للآخرين طرائفنا وقصصنا المفضلة مراراً وتكراراً. لذا، فأنت بحاجة لأن تكون صبوراً، وأن تدعهما يحكيان لك الحكايات نفسها المرة تلو الأخرى.
  9. ساعدهما على تقبل الواقع - سيزداد إحساس والديك بقرب أجلهما مع تقدمهما في السن بشكل غير مسبوق. وتعد فكرة الموت من الأمور المخيفة؛ لذا ساعدهما على تقبل الواقع باعتباره جزءاً من الحياة.
  10. تحمل متاعبهما - تذكر أن العقل يبدأ في الاضمحلال والتلاشي في مرحلة الشيخوخة، وقد لا يدرك والداك إلى أي مدى صارت مطالبهما كثيرة وأصبح إرضاؤهما صعب المنال.

قرّب والديك من أحفادهما:

إذا كنت تحظى بنعمة الأبناء إلى جانب وجود والديك، فإن لأبنائك أجداداً إذن، وبقدر ما يبدو هذا واضحا كل الوضوح، فإننا كثيراً ما نسعى للحفاظ على مسافة صحية للفصل ما بين والدينا وحياتنا، ونغفل المنافع الهائلة المتمثلة في تشجيع والدينا على لعب دورهما كجد وجدة بفعالية.  

إن تقاسم تنشئة أبنائك مع والديك يمكنه أن يثرى حياة كل من الأجيال الثلاثة، كما أنه يتيح لك بعض الوقت لتسعي وراء طموحاتك الحياتية. ولا بأس بالمرة في أن تطلب من والديك أن يتعهدا أطفالك بالرعاية في الأيام التي تود فيها أن تقوم بشيء لنفسك ولمصالحك الخاصة.