لن تحصل أبدا على أفضل ما يمكن للفرد تقديمه، مالم تستميل قلبه مع عقله. قد تسال لماذا ؟ ذلك لأن العقل لا يسمع أبدا، حتى يستمع القلب .

فأنت يمكنك أن تعطي شخصا ما جميع أنواع الأسباب المنطقية التي وراء ضرورة قيامه بعمل ما بطريقة معينة ، يمكنك هنا أن تخاطب عقله فقط . يجب عليك التغلغل إلى دوافعه الوجدانية حتى تحصل على مشاركته واندماجه بالفعل ، وكلما زادت الدوافع التي يمكنك مخاطبتها كانت فرص النجاح أعظم .

كيف تخاطب وتستميل مشاعر شخص ما؟ هذا أمر سهل جدا، وهو أن تقوم بتوضيح الفوائد التي سيجنيها عند نجاحه في الوصول إلى الهدف ، فلقد ثبت وأنه عندما يريد الفرد أن يحقق النجاح فيما يقوم به بالفعل، فإنه يمكنه تحقيق أداء متميز فيما فشل فيه من قبل .

فعلى سبيل المثال يمكن لطالب حاصل على تقدير ضعيف جدا أو فشل في اجتياز الامتحان تحقيق النجاح، عندما يتم حثه ودفعه بشكل مناسب، وعندما يكون له هدف و غرض محدد في تفكيره ، كذلك فإنه يمكن لموظف ساخط كثير الاختلاف في الرأي أن يصبح أكثر الموظفين الذين تعتمد عليهم عندما تستميله بصدق ، ولكن سيحدث هذا فقط عندما تستميل قلبه وعقله في ذات الوقت، وذلك لأن العقل لا يسمع أبدا إلا عندما يستمع القلب .

إذا أردت من الشخص أن يعطيك أقصى ما عنده من مجهود، فعليك أن تعطيه هدفا محددة لان يعمل من أجله، واجعل تحقيق الهدف أمرا ممكنة له. وخصص له جائزة قيمة عند تحقيقه هذا الهدف .

وفيما يلى ثلاثة أساليب يمكنك استخدامها للقيام بهذا :

  1.  جدد له هدفا خاصا يسعى لتحقيقه . وستندهش كيف يمكن لهدف محدد واضح تغيير اتجاه الشخص من العموميات المبهمة إلى النقاط المحددة ذات المعنى الجلي .

فربما يكون هدف الشخص تحقيق المزيد من المال في الوظيفة فوضح له ما الذي يجب عمله للوصول إلى هذا الهدف . وربما يكون شخص آخر مهتما بالحصول على وظيفة جديدة ومختلفة ، فأخبره بما يجب عليه تعلمه وأن يكون قادرة عليه قبل أن يكون من الممكن وضعه في الاعتبار لهذه الوظيفة .

فإذا ساعدت شخصا ما على تأسيس أهدافه، ثم أعطيته كل ما بإمكانك من مساعدة لتحقيق أهدافه ، فإنك لن تكون مضطرا لأن تدفعه دفعا حتى يبذل أفضل ما لديه من أجلك ، فهو سيصبح مصدر الحركة الذاتية لنفسه .

  1.  حدد له هدفا يمكنه الوصول إليه ، لا تحدد لشخص ما هدفا يكون من الصعب عليه جدا تحقيقه أو يكون بعيدا جدا عنه، فعلى سبيل المثال خذ طالبا يبدأ دراسته في كدح طويل وبطيء ليصبح طبيبا ، فهذا الطالب سيضطر لان يحدد لنفسه بعض الأهداف الوسطية، حتى يستطيع تدريب نفسه من أجل الوصول للهدف الأكبر ، وإلا لن يستطيع الوصول إلى هدفه، ففي البداية سيحتاج لأن يجعل هدفه الحصول على شهادة الثانوية ثم منها إلى مدرسة الطب ، وبعد ذلك عمله كطبيب مقيم حديث التخرج، وفي النهاية ممارسته الخاصة كطبيب أو جراح، وإذا أراد أن يتخصص بعد ذلك ، فإن ذلك سيحتاج المزيد من التعليم لتحقيق هذا الهدف .

وبغض النظر عن هدف الشخص فإن تقسيمه على مراحل سيزيد من إمكانية تحقيقه ، فعلى سبيل المثال أرادت ابنتي أن تكون قادرة على الكتابة على الحاسب الآلي بدون أخطاء بسرعة 75 كلمة في الدقيقة .

فقلت لها : حددي لنفسك يا تريسا أن تقومي بكتابة 50 كلمة أولا ، ثم 55 ثم 60 وهكذا، وإذا لم تفعلی فإنك ستصبحين محبطة بشدة وستتركين الأمر برمته قبل أن تصلى لهدفك النهائى.

  1.  اجعل الجائزة محفزة وقيمة . لن يستطيع الشخص الوصول للهدف النهائي، ما لم تكن الجائزة محفزة ، فتحقيق الهدف يجب أن يعطي الفرد جائزة تشبع واحدة أو أكثر من احتياجاته ورغباته الأساسية . فعلى سبيل المثال يمكنك قول : (إذا أديت ياسو عملا أفضل، فسوف أكافئك عليه).

ولكن هذه العبارة في حد ذاتها ليست كافية لأن تجعل سو تقوم بأفضل ما عندها ، فهي لا تستطيع تصور المكافأة بوضوح ، فيجب أن تكون قادرة على تصور کیف سيمكنها الحصول على فوائد ملموسة معينة من هذه الجائزة التي وعدت بها ، فهي تحتاج لأن تعرف إذا كانت الجائزة التي ستحصل عليها تستحق كل العناء الذي ستبذله أم لا.

وبهذا ، فإن إخبارها بما ستستفيد به يرجع إليك ، فمثلا ، ستكسب المزيد من المال أو ستصل إلى المزيد من الأهمية أو الاحترام والنفوذ والمنزلة الرفيعة أو سيحترمها زملاؤها أكثر من ذي قبل ، وبهذه الطريقة فإنك تجعل مكافأتها محفزة وقيمة ، وبهذا فإنها ستفعل أفضل ما عندها للوصول إلى الهدف الذي حددته لها .