إن أفضل طريقة لتحقيق سلطة مطلقة في التعامل مع الآخرين تكون بتلبية احتياجاتهم ورغباتهم والقيام بها بطريقة أفضل من أي شخص آخر . ومما لا شك فيه أنه ليس هناك طريقة أفضل من تلك لحث الناس على القيام بما تريده منهم ، والمشكلة الوحيدة أنه أثناء انشغالك في حملتك لكسب سلطة مطلقة في التعامل مع الآخرين ، فإنك تغفل أولئك الذين يحاولون أيضا تحقيق السلطة عليهم خلال قيامهم بذلك ، فإنهم سوف يعملون على التغلب عليك ؛ لذلك فأنت في حاجة إلى تدعيم دفاعك ومنع الغير من التغلب عليك.

وأكثر من يستحقون اهتمامك هم الذين يحاولون الحصول على ما يريدون من شخص ما دون تلبية احتياجات هذا الشخص ، وهم بذلك لا يمنحون شيئا مقابل ما يحصلون عليه ، وحيث إنهم لا يملكون سلطة ذاتية حقيقية ، فهم يحاولون الحصول على ما يريدون باستغلال مواقع الأخرين ، فهم بمعنى أخر طفيليون يحاولون الحصول على كل شيء بلا مقابل .

إنني واثق في أنك قد التقيت - يوما ما - بأشخاص من هذا النوع ، فلعلك تناولت الغداء مع أحدهم وتعرضت للحرج بشدة من تعمده الظهود كشخص مهم ومن استمراره في طلب النادل ليشبع رغبته في حب الظهور، وهناك لاعب الجولف الذي يعامل الغلام - الذي يساعده في حمل المضرب والبحث عن الكرة - أو الساقي في النادي بالطريقة نفسها ، وهناك من يتظاهر بأنه صديق المدير أو بأنه يتمتع بعلاقة جيدة معه ، وبالتالي فسيعمل الجميع على التودد إليه .

وبالطبع ، فدائما ما يتعامل الناس مع هذا النوع بحذر شديد ، فمن يدري ، فلعله بالفعل على صلة جيدة بالمدير أو لعله صديق للرئيس ، وهكذا دائما سنجد ذلك الشخص الذي يستغل اسم شركته ويتعامل وكأنه يمسك بما السلطة في يده ويحرص على أن يبدو دائمأ كرئيس لتلك الشركة لا مجرد موظف بها .

إذا أتحت لهؤلاء الناس أدني فرصة ممكنة ، فستجد نفسك فجأة قد أصبحت خادمهم الخاص أو غلام الجولف التابع لهم ، وحيث إنهم يفتقرون إلى السلطة الحقيقية لتدعيم أنفسهم ، فسيمكنهم استخدام أية وسيلة لحماية منصبهم ، ويمكن أن يتعرض الكثير من الناس للضرر في صراعهم للحفاظ على سلطتهم المستعارة لذلك فنحن ، في هذا الفصل ، نريد توضيح كيفية تدعيم أساليبك الدفاعية ، مما لا يسمح لهم بانتهاز الفرص وفرض سلطتهم عليك .