كما رأيت في الأمثلة التي استخدمتها بالفعل، تتركز خبرتي في مجال الأعمال والصناعة، ولكن أريد أن أعطيك أسلوية أخر، يمكنك استخدامه للحصول على جيش من الاتباع المخلصين، بغض النظر عما تقوم به كعمل، فببساطة هذا الأسلوب عالي الفعالية هو : تأسيس فكرة تمس شعورهم تجعل الأفراد يحتشدون ويتجمعون حولها.

فمن أفضل الطرق للحصول على الإخلاص وحث الأفراد على التعاون والعمل كفريق إعطاؤهم هدفا يسعون لتحقيقه أو سببا يجعلهم يحاربون من أجله ، فسيتحد الأفراد بتلاحم شدید وراءك إذا كان بإمكانك تأسيس تلك الفكرة التي تمس شعورهم، وسأعطيك أمثلة لبعض الأسباب شديدة الصعوبة الحشد الأفراد لها.

لم أعرف قط حربا شعبية ، ولكن إذا كانت هناك حرب كذلك فإن الحرب العالمية الثانية كانت أقرب الحروب لذلك . لماذا ؟ لأن الشعب الأمريكي قد أعطى تلك الفكرة التي جعلته يحتشد ليدعم ما يؤمن به ، وليس من قبل قواده ولكن من قبل أعدائه .

حتى يوم 6 ديسمبر 1941 ، لم يكن الشعب الأمريكي ملتزما بأي شيء تجاه الحرب في أوروبا وآسيا ، فاهتمامه بأي منهما كان ضعيفا جدا ، فلم يكن لديه أي مصلحة في التدخل في الشؤون الخارجية هذه ، ولكن عندما هاجم اليابانيون ميناء بيرل هاربر في 7 ديسمبر 1941 ، تغيرت اتجاهات الشعب بشكل مفاجئ ، ولم تعد الولايات المتحدة متفرجا ليس له أي مصلحة فيما يحدث.

ويعد انتهاء الحرب قال القائد الأعلى الياباني : إن الهجوم على بيرل هاربر كان أكبر أخطائهم . إن انتصارنا في بيرل هاربر كان في الواقع هزيمتنا الأولى ، وذلك لأنها أيقظت عملاقا نائما.

وقال أدميرال ياباني عالي المستوى : على الرغم من أنها كانت مناورة ناجحة جدا من الناحية العسكرية، وذلك لأن هجوما قد أصاب أسطول الولايات المتحدة القوى في المحيط الهادی بالشلل ، فإنها كانت أول خطأ في سلسلة من الأخطاء في عدم تقديرنا لإرادة الشعب الأمريكي في أن يحارب.

فبيرل هاربر كانت في الحدث الذي مس الأمريكيين، وجعلهم يحتشدون للدعم والمساندة في الحرب العالمية الثانية ، ولقد كان هذا الهجوم هو بداية نهاية إمبراطورية اليابان .

وخلال الحرب تم تكوين الفرقة العسكرية اليابانية الأمريكية 442 nd

والتي أصبحت معروفة باسم وحدة التوجه إلى بروك ، ولقد أعطاها الرجال في 442 nd أنفسهم بالكامل . فإحدى كتائبها سميت باسم كتيبة القلب القرمزي وذلك بسبب الأعداد الكبيرة من القتلى في هذه الكتيبة ، وهذه الوحدة كانت من أكثر الوحدات التي قلدت الأوسمة في الحرب العالمية الثانية .

وكما ترى فإن هؤلاء الرجال كان لديهم ما يجعلهم يحتشدون ويبذلون أقصى جهودهم من أجله، وذلك لأنه كان لديهم سبب يحاربون من أجله ، فلقد كان واجبا عليهم أن يثبتوا لأمريكا جميعها أنهم لم يكونوا يابانيين ولكنهم مواطنون أمريكيون مخلصون ولدوا في الولايات المتحدة من أبوين يابانيين. وبالطبع استطاعوا ذلك.

في الثلاثينات قامت حركة صغيرة نسبية ( والتي أصبح أعضاؤها أكثر من 200 ألف عضو في أواخر السبعينات ) بتأسيس هدف حاشد لأعضائها يمس شعورهم وإحساسهم، وذلك ببناء مبنى كبير للمقر الرئيسي في اندبندنس بولاية میسوری ، وسمي المبني باسم قاعة الاستماع الكبرى - الأوديتوريوم ، وهو يتسع الآلاف من الأفراد وتم بناؤه بشكل أساسي من تبرعات الأعضاء الصغيرة خلال أسوأ كساد شهدته الولايات المتحدة .

وبعد اكتمال المبنى ، بدأت تلك الحركة طريقها للركود ، فاليوم ، لم تحتفظ حتى بزيادتها الطبيعية ، لماذا ؟ لأنه عندما تم الانتهاء من المبنى ، انطبق نفس الشيء على الأفراد ، فهم لم يعد لديهم هدف ملموس يمكنهم تحقيقه ، وفشلت قيادة الحركة في إدراك أن الأفراد كانوا يحتاجون هدفا أخر يمكن لأعضائها الالتفاف حوله ودعمه لتحقيقه .

وهذا المثال الأخير يوضح لك أنه عندما يتم تحقيق الهدف الذي أسسته للفكرة الأولى الحاشدة للأفراد، فإنه يجب عليك تأسيس فكرة أخرى ترتبط بشعورهم أيضا مباشرة ، ويجب أيضا أن يكون الهدف ملموسة كما كان مبنی قاعة الاستماع الكبرى الأوديتوريوم.

فمن المستحيل على الفرد العادي تصور الأهداف غير الملموسة، وذلك لانها مبهمة ومجردة ، فهي لا تلهم الشخص ولا تدفعه للعمل ، فإذا تجاهلت أيا من هاتين النقطتين الأساسيتين ، فإنك ستفشل فيما تريده .

ومن الواضح أن قيادة الحركة التي تحدثت عنها لتوى قد أدركت في النهاية أنها تحتاج لتأسيس فكرة حاشدة جديدة وملموسة لأعضائها ، ففي أواخر الثمانينات بدؤوا في تأسيس مبنی يسمی (تیمبل) ، وهو مكرس لسلام العالم ، ومرة أخرى أسهم أعضاء الحركة بإخلاص بأموالهم في هذا المشروع الجديد والمكلف .

ولا أقول هنا إنه من السهل تأسيس فكرة حاشدة تمس الشعور، حتى يمكنك الحصول على جيش من الاتباع المخلصين ، فالأمر ليس كذلك، ولكن إذا كرست قدرتك على التخيل والمبادرة والإبداع للوصول لذلك ، فإن النتائج التي ستصل إليها تستحق الجهد الذي ستبذله .