ذات مرة قال أوليفر ويندل هولمز ، أشهر من عرفته البلاد من قضاة المحكمة العليا: (إن أكثر الطرق فاعلية للتقارب مع الآخرين والارتباط بهم في صداقات أن تستمع إليهم بتفهم وتعاطف) ، وقد أردف هذا القاضي قائلا : (إن هناك القليل من الناس يمارسون السحر الأبيض، ، المتمثل في ممارسة مهارات الاستماع الجيد).

وأنا أعرف أنني قد تناولت قبل ذلك في فصل آخر مهارة الاستماع الصامت وأرى أن هذه المهارة مطلوبة أيضا إذا كنت تريد أن تتحكم في عواطف الأخرين وتطفىء غضبهم في الحال.

والاستماع إلى الآخرين من الممكن أن يزيد من أموالك وأصدقائك كما يحقق لك ما تريد من إنجازات وسعادة .

وكما ترى فإن واحدة من قصوی درجات المدح التي يمكن أن تقدمها لشخص أخر هي أن تستمع له ؛ فمن خلال الإنصات التام للآخرين تبعث برسالة لهم مفادها (أنتم جديرون حقا بالاستماع إليكم، كما أنك بهذا تزيد من تقدير الشخص لذاته وخاصة الشخص الذي شعر بأن لديه شيئا مهما يريد أن يقوله) .

ومن ناحية أخرى فإن من أكثر الأشياء التي تسيء إلى شعور الشخص بأهميته وذاتيته أن تتركه دون أن تستمع لما يريد أن يقوله ، ولذلك عليك أن تتذكر دائما أن الناس يحبون من يولي اهتماما بهم ويستمع لما يقولونه .

هل سمعت من قبل زوجة تقول عن زوجها : (إنه لا يسمع أبدا لما أقوله ومن الممكن أن أخبره أن غسالة الأطباق قد أصابها العطب وأن غسالة الملابس قد تعطلت، وأن مجفف الملابس لا يعمل، ومع كل هذا فكل ما يقوله هو "هل الأمر كذلك؟" ثم يستمر في قراءة الجرائد المسائية) ، وربما لا تكون قد سمعت بمثل هذا من قبل، ولكنني سمعت به مثلي مثل الكثيرين غيري من مستشاري الزواج .

هل سمعت من قبل موظفا بقول , إنني أحاول أن أحب مدیری، ولكنه لا يستمع إلى أبدا ، فإذا ذهبت إليه بمشكلة أريد نصيحته فما يكون منه إلا أن يقاطعني ويربت بيده على كتفي محاولا أن يتخلص مني، حتى قبل أن يعرف ما الذي أتحدث عنه ، وربما لم تسمع بهذا من قبل ولكن من خلال عملي كمستشار أعمال سمعت بهذا مرارا وتكرارا مئات ومئات المرات.

الآن ، ماذا عن أبنائك ؟ وبالرغم من أنني لا أعرفهم بشكل شخصي، فإنني أستطيع أن أقول كثيرا مما يقولونه عنك الآن ، إن أبي وأمي لا يفهم انني على الإطلاق فكم أحاول أن أخبرهما برأيي في الأشياء وأطلعهما على مشاكلی، ولكنهما لا يستمعان إلى لانهما مشغولان للغاية كما أعتقد ، بل إنهما يعاملانني معاملة الرضيع ويریان مشاكلي على أنها مشاكل غير مهمة، وإن لم يفعلا هذا فإنهما سرعان بإخباري بما ينبغي أن أشعر به ، ولكنهما لا يعرفان أبدأ شعوري وأنی لهما بهذا ؟ فهما لا يستمعان إلى أبدا ، وكثيرا ما نسمع هذه القصة في محاكم الأحداث يومي.

فإذا كنت تريد حقا أن تتحكم في مشاعر الآخرين من خلال سلطتك المطلقة عليهم، فعليك أن تستمع للناس لتعرف ما يریدون، بحيث يمكنك مساعدتهم للحصول عليه ، فإذا فعلت هذا فستجني فائدة عظيمة.