السعادة الشخصية

بطريقة ما يقيس أكثرنا النجاح بدرجة السعادة التي يمنحها لهم. على سبيل المثال، إذا أردت أن تتعلم السباحة، فإن قدرتك على السباحة ببراعة تمنحك السعادة، وربما تكون قد حلمت بمضاعفة السرور الناجم عن إجازتك بالركض على رمال الشاطئ البيضاء والسباحة في المياه الصافية لأحد الخلجان المهجورة. وعندما يحين ذلك اليوم وتستطيع بالفعل تحقيق حلم حياتك هذا، ستشعر بلا ريب بالسعادة.

إن الشعور بالسعادة سريع الزوال، وهذه حقيقة فسرعان ما نعتاد الجديد في حياتنا، في غضون بضعة شهور، ونتعامل بها تعاملنا مع المسلمات والبديهيات. ولنأخذ مثالنا في تعلم السباحة، فبمجرد أن تقضي إجازتين وتعود روتين الذهاب لحمام السباحة مرة أسبوعياً، فإن ما بدأ بوصفه حلما تحول إلى مهمة روتينية.

إن كل خطوة صغيرة تخطوها باتجاه حلمك ستجعلك سعيداً، ولكن لا تنتظر أن تدوم سعادتك إلى الأبد. ولهذا فإن إجراء الكثير من التغييرات الصغيرة بدلاً من قليل من التغييرات الضخمة والهائلة يمكنه أن يجلب السرور والبهجة بمزيد من السهولة والبساطة في الأداء.

إن العمل على شعورك بالسعادة وسيلة رائعة لتهيئة المسرح للنجاح، وإذا كان مزاجك طيباً، فإن القيام بتلك التغيرات الصغيرة والجوهرية أيضاً سيبدو أمراً ممكناً. وإن كنت تعساً ومتجهماً، فإن مهمة تحفيز نفسك ستكون أشد صعوبة. وإليك عشر طرق لمساعدتك على تحقيق السعادة.

عشرة أشياء تسعد الجميع:

  1. استيقظ منتعشاً ـ من المفارقة أنك لكي تحظى بالسعادة عندما تنهض من نومك، عليك أن تحرص على قضاء وقت كافٍ في الفراش ـ احرص على الحصول على قسط كاف من النوم.
  2. اكتشف الحب ـ قليلون فقط هم من سوف يستمتعون بالعيش لسنوات وحدهم تماماً على جزيرة معزولة، والحقيقة أن أكثرنا سوف ينشغلون بالهرب من تلك الجزيرة. إن وجود شخص يحبك يمكنه أن يضاعف من سعادتك.
  3. احرص على لياقتك ـ يكون جسم الإنسان، وخاصة عقله، في أفضل كفاءة له عندما يكون المرء متمتعاً بلياقة بدنية. إنك لست مضطراً للالتحاق بصالة ألعاب مع ذلك، كل ما عليك هو أن تبقى نشطاً وتتدرب بدنياً على أي رياضة تروق لك أكثر من غيرها.
  4. امتلك أهدافاً ـ إن مجرد تحديد بسيط للأهداف والمقاصد سوف يتيح لك التركيز على تحقيقها. امتلك الكثير من الأهداف الصغيرة واحتفل بتحقيق كل هدف منها.
  5. ابن عشك ـ أرأيت كيف تبني الطيور أعشاشها؟ إنه المكان الذي تشعر فيه الطيور بالأمان والدفء والحماية. إن ملجأك هذا قد يكون هو منزلك أو غرفة نومك أو حتى الحمام ـ لیکن لديك مكان تشحن فيه قواك من جديد.
  6. اضبط إيقاعك ـ أحياناً يكون من السهولة بمكان أن تلتزم بعدد هائل من المهام، وسرعان ما تجد نفسك تحاول الموازنة بينها جميعاً، مثل المهرج الذي يتلاعب بعدد من الكرات في الهواء. إنني هنا لا أدافع عن الكسل، لكنك بحاجة لأن تتجنب الانهيار تحت عدد غير محدود من المهام.
  7. خطط لإسعاد نفسك ـ إن لم يكن هناك أحد ما يدللك ويدعوك إلى طعام أو نزهة، فعليك أن تتعلم كيف تدلل نفسك، ولتكن كل وليمة أو دعوة بمثابة مكافأة على إنجاز محدد حققته. إن تلك المكافآت الصغيرة والكبيرة لها أهمية مساوية، لذا فلتبدأ اليوم!
  8. قدم الهدايا ـ إن إدخال السعادة على قلوب الآخرين هو إحدى أفضل الوسائل لأن تكون أنت نفسك سعيداً. كن صديقاً سخاً، وسوف تعوضك الحياة بقدر عالٍ من الأرباح.
  9. كن متسامحاً ـ سيحاول الآخرون دائماً نقل توترهم إليك. وإذا لم تكن تحبهم حباً جماً، فقدم تعاطفك ببساطة، ولكن حاول جاهداً ألا تنتقل إليك عدوى أحزانهم مواجعهم.
  10. العب ـ إننا ننسى أن نلعب عندما نتوقف عن أن نكون أطفالاً. العب، وخاصة مع شريك حياتك؛ فسوف يجعلك اللعب تضحك وتنسى كل همومك.

إن السعادة والنجاح أمران مختلفان، ولكنك تسعى للنجاح حتى تكون سعيداً. لقد عرفك هذا الفصل على النجاح واقترح عليك كيف يمكنك أن تعرفه وتحدده بنفسك وما يعنيه بالنسبة لك، كما بين لك أن العوامل التي أثرت على حياتك حتى الوقت الراهن ـ كل ذلك يمهد السياق أمام تشميتك الذاتية. سيكون من الخير أن تضع بعض الأولويات الواقعية وأن تعمل على تحديد الوقت المناسب لتنفيذ خططك.