الأدوية والإكتئاب

نساء كثيرات لا يدركن أن الإكتئاب يمكن أن يحدث بسبب تناول أدوية معينة       أو علاج معين.

بعض الأدوية التي تستخدم في علاج التهاب المفاصل وأمراض القلب وضغط الدم المرتفع والسرطان يمكن أن تتسبب في الإكتئاب، ولكن تأثير هذه الأدوية      لا يبدو دوماً واضحاً جلياً. فإذا كنت تتناولين دواء وشعرت بالإكتئاب فتحدثي إلى طبيبك عما إذا كان الدواء يفجر أحزانك.

العلماء يقولون إن بعض الأمراض نفسها تأتي بالإكتئاب ويشمل ذلك مرض باركينسون والسكتة المخية وبعض الاضطرابات الهرمونية مثل مرض الغدة الدرقية.

هل أنت في خطر؟

طبيبك قد لا يخبرك بهذا، ولكن هناك بعض النساء اللاتي قد يتطور أمرهن إلى الإكتئاب أكثر من الأخريات.

معرفتك لما تواجهينه قد يساعدك على إدراك المشكلة إذا حدثت أو حينما تحدث.

أولاً : وقبل كل شيء، إذا كانت قد مرت بك نوبة اكتئاب فأنتِ معرضة بنسبة 50% لنوبة أخرى، أحيانا تحدث لدرجة تصل إلى أربع أو خمس نوبات خلال حياتك.

ثانياً: إذا كان الإكتئاب كما يبدو يستشري في عائلتك فأنتِ لديك قابلية أكبر، حيث ظهر أنه وراثي في حالات كثيرة. فبينما لا يبدو أن هناك واحدة فقط يسمي (جين الإكتئاب) فإنه بالتحديد هناك ما يمكن أن يكون ميلاً وراثياً للإكتئاب.           في عام ۱۹۹۲ وفي دراسة بين التوائم المتطابقة من الإناث (اللاتي يحملن نفس الصفات الوراثية) وجدت الأبحاث أنه إذا كانت واحدة من التوائم لديها إكتئاب خطير، فإن الأخرى معرضة بنسبة 66 ٪ أو أكبر لإحتمال الشكوى من نفس المشكلة أكثر من الأطفال غير التوائم . ولكن بين القوائم المختلفة (اللاتي يحملن صفات وراثية تختلف بعض الشيء عن بعض) فإن واحدة منهما تحمل نسبة 27% فقط من القابلية الأعلى لمشاركة أختها في الاكتئاب.

وبالطبع فإن فرصتك في وراثة الإكتئاب تختلف بناء على نوع الأقارب الذين تأثروا:

* الأقارب الحميمون لأشخاص مرضی بالإكتئاب عرضة بنسبة 10% بالمائة للإصابة باكتئاب خطير.

* الإناث القريبات جداً في العائلة إلى سيدة مريضة بالإكتئاب عرضة بنسبة واحد من أربعة للإصابة باكتئاب خطير، وبنسبة 90% لفرصة الإصابة بإكتئاب طفيف.

* إذا كانت توأمكِ المماثلة لك تماماً مكتئبة فأنت معرضة بنسبة 17% لإحتمال أكثر للإصابة بالإكتئاب.

العلاج بالتشاور: ماذا يقول الخبراء

إن إكتشاف أنكِ مصابة بالإكتئاب هو نصف المعركة والنصف الآخر هو الحصول على علاج فعال. الأخبار الجيدة هي، إذا كنت مكتئبة فإن العلاج بالتشاور أو التحاور الكلامي يساعدك على تحسين حالتك المزاجية الشخصية ويعلمك كيف تتعاملين مع الإنفعالات العصبية .

في الحقيقة أن الدراسات قد أظهرت أن العلاج بالتشاور (أو العلاج بالتحدث) يفيد بالضبط كما يفيد تناول الأدوية (مضادات الإكتئاب).

ومع ذلك، إذا كنتِ ترغبين في الشفاء من الإكتئاب بأسرع ما يمكن وبطريقة مؤكدة، فإن الدراسات الحديثة قد أوضحت أن أحسن الطرق هو مزج العلاج بالتشاور مع مضادات الإكتئاب كنوع من العلاج الذي يصيب الهدف من مرة واحدة.

الأدوية تساعد على إعادة الكيميائيات في مخك إلى طبيعتها العادية ، والعلاج بالتشاور يساعدك على إخراج الأشياء التي قد تكون متصلة بشعورك الحزين.

الدراسات قد بينت أنه يمكن أن تؤثري على مستويات الكيميائيات في مخك عن طريق الحديث عن مشاكلك كما أنها تقلل الإنفعالات وهذا قد يكون أحد أسباب نجاح العلاج بالحديث والكلام.

والعلاج بالتشاور يكون مفيداًً أيضاًً لأن بقاءك مكتئبة لفترة   طويلة يمكن أن يؤثر حقيقة على الطريقة التي تتعلمين بها التعامل والتأقلم مع الحياة. والعلاج بالتشاور يعلم النساء كيف تبدو المشاعر الطبيعية.

توفير الوقت

إن العلاجات قصيرة (لمدة 12إلى 20 أسبوعاً)قد ثبتت فائدتها في علاج الإكتئاب فطريقة منها تساعد المرضي علي التعرف علي أنماط التفكير السلبي التي أدت إلي الإكتئاب وتغييرها, وطريقة أخري تركز علي تحسين علاقات المريض بالناس وهكذا.

 

 

 

اختيار المعالج

اختيار من يعالجك شيء شخصي جداً. فالمتخصص الذي يتعامل جيداً مع سيدة قد لا يستطيع أن يكون اختياراً جيداً لأخرى.

وهناك طرق عديدة للعرض على معالج مؤهل كالمعالج النفسي المرخص له،          أو أخصائي الأمراض العصبية والنفسية أو أخصائي  الخدمة الإجتماعية وأنواع أخرى من المحاورين بالكلام ويشمل ذلك الآتي:

*تكلمي إلى أقاربك وأصدقائك المقربين ليرشحوا لك أحداً، خاصة إذا كانت لديهم خبرة مع العلاج النفسي .

*اسألي طبيبك المختص بالرعاية الأساسية (أو أي مهني صحي آخر) ليعرضك على الأخصائيين. أخبري الطبيب عما تريدينه من الأخصائي حتى يعرضك على الأخصائي المناسب.

* الجئي إلى رجال الدين.

* ابحثي في دليل التليفونات عن أرقام وعناوين إتحاد الصحة العقلية في منطقتك أو الأخصائيين الذين يمكن عرض حالتكِ عليهم.

 

 

المتخصصون في العلاج: أبطال أم مطببون؟

 المتخصصون في العلاج العقلي والنفسي متمرسون على التعامل مع الناس،      ولكن ذلك لا يجعل من المعالج لك بالكلام صانع معجزات.                                         هو أو هي مجرد بشر، بقوته وضعفه العاديين. ولذلك إذا كنت فعلاً ترغبين في التحسن فلا تحاولي إستخدام الحيل أو تحاولي خداع المعالج لك. كوني أمينة ومباشرة ومتفتحة بقدر الإمكان.

ومن ناحية أخرى، يجب عليك أن تفهمي حقوقك بالنسبة لوضعك في العلاج.

ولديك الحق فيما يلي:

* أن تفهمي مدى إستيعاب المعالج وتخصصاته.

* أن تسألي عن خلفيات المعالج ومواقفه وكل قيمة يتميز بها وتفيد علاجك.

* أن تفهمي مدى السرية في علاجك، ومع أي شخص آخر (وتحت أية ظروف) يمكن أن يتحدث المعالج عن حالتك.

* أن يكون لديك فكرة تامة عما يكتب عنك ويسجل لك على شرائط وعن الذي قد يطلع عليها.

* أن تعرفي فترة علاجك بالتقريب.

* أن تناقشي معه أهداف العلاج.

* أن تكوني على معرفة تامة بالتشخيص.

* أن تكوني على معرفة تامة بوسائل العلاج.

* أن ترفضي أي علاج أو تدخل.

* أن تطلبي من المعالج تقييم مدى تقدم العلاج .

*أن تتحدثي وتستشيري أي معالج نفسي آخر عن علاجك.

*أن تطلعي على ملفاتك وأوراقك العلاجية.

* أن تطلبي من المعالج أن يرسل تقريراً عن حالتك إلى من تشائين.

* أن ترفضي التصريح لمعالجكِ بإستخدام موضوع حالتك وعلاجك في أي نشرة أو حديث.

* أن ترفضي الإجابة على أي سؤال.

* أن تنهي العلاج وتوقفيه في أي وقت.

التحليل النفسي أو العلاج بالتحدث

 مختلف المعالجين لديهم أفكار مختلفة عن كيفية التعامل مع الإكتئاب على أساس تصورهم الشخصي ويتوقف على المعالج الطريقة التي ستعالجين بها سواءً بالتحليل النفسي أو المناقشات أو تحليل وتفسير الأحلام أو نشاطات إدراك الجسم.

 بعض المعالجين قد يرغبون في حضور أحد أفراد العائلة في جلسات العلاج، وآخرون يطلبون منك الإشتراك في حلقات العلاج الجماعي.

مدى معرفة وإطلاع المعالج سوف تؤثر أيضاًً في طريقة علاج إكتئابك وأسبابه. بعضهم يركز على الأسباب الكيميائية الحيوية للإكتئاب.                               وغيرهم يرغب في الإستفسار عن طفولتكِ ووضعكِ وغيرهم يرغب في الإستفسار عن طفولتكِ ووضعكِ الحالي.                                                             كثيرون من المعالجين يستعيرون أساليب مختلفة من العلاج.

توفير الوقت

 تأكدي أن تسالي طبيبك المعالج أن يشرح لك تصوره الشخصي، فإذا لم تكوني مستريحة لما يقول فاستشيري معالجاً آخر.

 

وهذه المدارس مختلفة التفكير تشمل:

* السلوكية : (نسبة إلى التصرفات والسلوك)؛ فيعطيك بعض المهام التي عليك أن تنجزيها فيما بين جلسات الحديث، دون إضاعة كثير من الوقت في مناقشتك عن المرحلة المبكرة من حياتك. ويمكن أن يطلب منك محاولة الاسترخاء                أو تأدية تدريبات على صنع الإرادة أو تعديل السلوك.

* الإنسانية: أن يسألك سؤالاً مهماً وهو: من أنت كشخص؟ أو يمكن أن يطلب منك التفكير بطرق مختلفة فيما يتعلق بسلوكك.

*التحليل النفسي: يسألك عن باكورة حياتك وعن كيفية حلك لبعض المشاكل الهامة في تلك المرحلة والتي تعتقدين أنها كانت ذات أهمية كبيرة ثم يسألك عما تشعرين به الآن نحوها. وقد يطلب منك اتباع أسلوب تداعي الأفكار الحرة وتفسير الأحلام. وقد يستمر العلاج لعدة سنوات.

قد يستمر العلاج مع أكثر من واحد ومن مكان إلى مكان ومن جلسة واحدة إلى جلستين (علاج قصير المدى) أو يمتد لعدد من السنين (التحليل النفسي).               في هذه الأيام يتجه العلاج إلى تقصير المدة.                                                                 ومن اللطيف أن تسألي معالجكِ عما يتوقعه من طول الفترة التي ستحتاجين خلالها إلى العناية بك. وإذا لم تتقبلي أن تقضي سنوات الخمس المقبلة في العلاج، فعليك أن تبحثي عن معالج آخر.

دفع نفقات العلاج

 من مشاكل علاج الصحة العقلية ليست فقط التكاليف المرتفعة للعلاج نفسه، ولكن الأعباء التي تتكبدها شركات التأمين الصحي في دفع مستحقات العلاج الإستشاري.                                                                                                                 وبالرغم من حقيقة أن الاكتئاب يصيب النساء أكثر من الرجال بكثير، فإن هيئات ومؤسسات الرعاية الصحية القومية الموجهة لم تضع كتيبة أو تقرير يشرح ويرشد إلى مسألة إختلاف الجنس (ذكر وأنثی) لعلاج هذه المشكلة.

لا تتوقفي عن البحث عن مساعدة لحالتك بحجة إرتفاع تكاليف العلاج. وإعلمي أن الإكتئاب غالباً ما يستجيب للعلاج خلال أسابيع وليست شهوراً  ولا أعواماً من بداية المعالجة والتداوي.

تتفاوت تكاليف وشرائح العلاج وتتوقف على نوع كفاءة المعالج.  المعالجون الخاصون قد يتقاضون 50 دولاراً في الساعة أو  أكثر وعيادات الصحة العقلية تتقاضى أقل من ذلك. مراكز  جمعيات الصحة النفسية تتقاضى أجر العلاج على حسب قدرة المريض على الدفع.

هل يساعدك معالجك فعلاًً على الشفاء؟

بعض النساء يشعرن أنهن ينفقن وقتاً طويلاً في العلاج بلا فائدة  ترجي .                   أي إنسان يرى أنه ينفق وقته في العلاج بدون فائدة، الممارسون ,عليه التوجه لإستشارة متخصص آخر ليساعده على تقييم وضع الحالة. ويجب أن تشعري بالحرية التامة في مكاشفة طبيبكِ المعالج بهذا الأمر وتذكري أنك لست وحدك         في هذا الموقف. وإليك ما يمكن أن تفعليه:

1- ناقشي الموقف مع طبيبكِ المعالج شارحاً له أسباب عدم إرتياحك؟

2- إذا لم تقتنعي توجهي للحصول على رأي آخر متخصص آخر.

3- إذا كنت تعالجين في إحدى العيادات أو أحد مراكز  الصحة العقلية فاطلبي مقابلة رئيس المركز أو المشرف العام.

4- يمكنك الشكوى إلى المحامي العام.

5-توقفي عن العلاج أو تحولي لأي متخصص آخر.

توفير النقود

تتفاوت التكاليف علي أساس الموقع ونوع التدريب الذي حصل عليه الشخص. وبعض المعالجين وكثير من عيادات العلاج العقلي لديهم أنظمة متدرجة في تكاليف العلاج علي أساس دخل المريض . وتتقاضي العيادات أتعاباً أقل مما يتقاضاه الممارسون الخاصون,كما أن الأخصائيين الإجتماعيين الحاصلين علي الماجستير يتقاضون أقل من الأخصائيون  النفسيين الحاصلين علي درجة الدكتوراة في الفلسفة , وأولئك بدورهم يتقاضون أقل من نظرائهم  الحاصلين علي درجة الدكتوراة التخصصية في الطب .

 

 

المعالجون يستخدمون بالتحديد أساليب مختلفة أثناء العلاج. فإذا لم ترتاحي لنوع أو طريقة علاج ما وأحسست أنه غير مؤثر فعليكِ الإعراب عن ذلك وعن شعورك. ويمكنك أيضاً سؤال معالج آخر عما إذا كانت هذه الطريقة في العلاج معقولة أو الإتصال بلجنة القيم وقواعد المهنة في إتحاد المهن الطبية (مثل إتحاد المحللين النفسانيين أو إتحاد الأطباء النفسانيين الأمريكي).

إذا تخيلت أنك غير قادرة على عمل ذلك أو أن معالج ستتغير نفسيته ومعاملته لك إذا ماصارحته بما تفكرين فيه فضعي في إعتباركِ فكرة التوقف عن التعامل مع هذا الشخص. وإذا كنتِ تشعرين بعدم الحرية في التعبير عن شكواكِ فأنتِ بحاجة إلى البحث عن الإستشارة عند شخص آخر.

احترس

أنتِ أيضاً لكِ الحق في سؤال معالجكِ عن آرائه في التمييز الجنسي وآثاره.

واذا لم يقابل سؤالكِ بالإحترام فقد يكون ذلك أول دليل على أن هذا المعالج غير مناسب لك.