لو أنك في أحد الاجتماعات وبدأت الأمور في التصاعد والخلاف. ولم يستطع رئيس المجلس أن يتحكم في الأمر بشكل جيد وبدأ "ستيف"، و "ريتشل" يختلفان بشكل عنيف، فماذا ستفعل؟ إن عليك أن تبدأ في طرح تساؤلات، فإن من السهل تهدئة المواقف الحساسة عبر طرح الأسئلة على طرفي الصراع حتى تساعد على تهدئة الموقف وتدفعهما إلى التحدث في التفاصيل، ليس عليك هنا أن تفض العراك بينهما فليست تلك وظيفتك. لكن يمكنك أن تكون وسيطاً وتتصرف بطريقة دبلوماسية ويلاحظك زملاؤك ويحترمونك من أجل هذا.

التفت إذن ل "ستيف" واسأله: "ستيف لماذا أنت في كامل الاقتناع بأن قسمك سيجد أن هذه الفواتير غير عملية؟ وإذا شرعت "ريتشل " في التحدث بهجوم فتوجه لها بالقول: "اهدئي قليلاً يا ريتشل، فأنا أود الاستماع لما يقوله ستيف "، وهكذا تكون قد أعلنت أنك لست في جانب واحد، وإنما تحاول حل الخلاف، وبعد استماعك ل " ستيف" التفت ل "ريتشل" وقل: "أنت مقتنعة أن "ستيف" على خطأ، فما السبب؟".

 بهذا تكون قد أديت دور الرئيس بكل فاعلية، وأصبحت المسئول، وأرسيت الهدوء. وفي هذا الفعل دبلوماسية وذكاء في الوقت ذاته.

 إن طرح الأسئلة ينزع فتيل الأزمات المرشحة للانفجار. فأنت تتوجه لأحد المتنازعين وتسأله سؤالاً بسيطاً. ولا تنزلق في أسئلتك لمحتوى نفسي، كأن تسأل: " لماذا تشعر بهذا؟”، أو" هل يمكن أن تشاركنا في غضبك؟ " لكن ركز في أسئلتك على أمور تستدعى الشرح والتفسير وسيدفعهم هذا لقطع التواصل بينهم وبين مخالفيهم للتفكير في الرد على أسئلتك. ومن ثم تخِف حرارة الخلاف وتصبح أنت في موقع الوسيط الدبلوماسي.

وتجنب القيام بهذا الدور حين يبدو أطراف الصراع كما لو أن الدم قد سحب من وجوههم -فالوجه الأبيض الخالي من الدماء يعني أن صاحبه قد يبطش بأحدهم — أما الوجه الأحمر فلا يعني أكثر من الغضب والحدة.

وتجنب فعل ذلك أيضاً حين ترى أن الرئيس يتعامل مع الموقف بشكل فعال، وبالتأكيد لا يكون الأمر كذلك لو ابتدأ العراك بالفعل. لكن ربما كان يقوم ببعض الجهد في فض الخلاف وتدخلك سوف يثير سخطه.

وتجنب القيام بهذا الدور ثانية إذا كنت طرفاً في الجدال بأي شكل شخصي.

إن طرح الأسئلة عادة ما يدفع الناس للتحول من موضوع الجدل الرئيسي إلى التحدث في التفاصيل، ولتتوقع أنهم سيكونون في حالة من الغضب وعلى غير القدر الكافي من الأدب وهم يحاولون مجرد الرد على سؤالك.