هل تتخطى شركتك أية قوانين؟ هل تتخطى أنت القوانين؟ هل تعرف القوانين الخاصة بعملك؟

لقد كنت أعمل في مؤسسة كانت فوق مستوى الشبهات -في البداية -وكانوا يتباهون فيها بأنهم هم الذين يضعون المعايير. وبعد سنوات قليلة تغير اتجاه الشركة فجأة، وازدوجت فيها المعايير، وقد كان ذلك أمراً شاذاً ولم أستطع تفسير حدوثه، فأعضاء مجلس الإدارة لم يتغيروا، وظروف العمل لا تتطلب تغييراً كهذا — فلم تكن الشركة تقاتل من أجل البقاء مثلا. لكن مع ذلك فإن القوانين اخترقت بشكل مفاجئ -ووجدت نفسي فجأة أعمل لدى شركة مخادعة وفاسدة، فما العمل؟ لقد أغمضت عيني عما يحدث لفترة، لكن في النهاية طلب مني المشاركة في خرق القوانين. وفي هذه اللحظة قررت المغادرة والمحافظة على شرفي وسمعتي. وذهبت للعمل في الشركة المنافسة لشركتنا، وقد طلب مني ذات مرة التحدث عن شركتي الأولى وما يحدث فيها، لكنني لم أفصح بشيء يمكن رؤسائى الجدد من التفوه بكلمة عن شركتي الأولى، ولا أدري لم كان امتناعي، لكن يبدو أنه كان من الأمانة السكوت على ما كنت أعارضه. وقد كنت سعيداً بالتحدث عن طريقتهم في إدارة الأعمال. قبل أن تتورط الشركة طبعاً في هذه الدائرة من المخالفات القانونية.

وبعد سنوات وجدت نفى أعمل لدى شركة قد بيعت لشركتي القديمة الفاسدة. وكأنت أعمالهم قد اكتشفت وعوقبوا ونظفوا أد هم. فهل رغبت في العمل لديهم؟ كلا. لكنني كنت في مقابلة هع أحد مدرئها الكبار، حيث قال لي إنه كان سعيدا لوجودي في مجلس الإدارة -لأنني من وجهة نظره أستطيع الصمت على الأقل. لكن عودتي كانت من المحال، فرحلت.

إذن ما مدى نزاهة عملك؟ شركتك؟ إن عليك أن تكون على دراية بما قد يطلب منك فعله وما هو الشرعي في ذلك وما هو ليس بشرعي. إن في بعض الأعمال كما ضخماً من القوانين الصغيرة والتافهة التي قد تتجاوزها دون حتى أن تدري. لكن من الضروري إدراكها. فكونك واحدا من أصحاب القواعد يعنى أن تكون داعيا للطهارة، وليس طاهرا وحسب، بل يعنى أن تكون فوق مستوى الشبهات، وألا تسمح لنفسك طلقاً أن تكون كبش فداع. ولو رأيت أنهم يبحثون عن ضحية فتأكد من أنك لن تكون تلك الضحية ٠ كن متأكدا أنك في هذا الجانب الواضح دائماً، وأنك لن تحيد عنه.

وإذا اخترت اختراق القانون فهذا شأنك، أما الأسوأ فهو أن ينتهي أمرك إلى السجن لأنك لم تكن تعرف شيئاً. فالأفضل أن تكون متهما؛ ذكيا من أن تكون أحمق فعبارة: لم أكن أدرى لم تكن دفاعا جيدا في يوم من الأيام.