لو أمكنك الذهاب إلى عملك كل صباح حاملاً نزعة إيجابية فستصبح ذلك الشخص الذي لا تمثل له الضغوط أو المشاكل أو المتاعب إلا كما تمثل قطرات الماء على ظهر بطة. إنك هكذا تكتسب سمعة الرجل المتزن، السلس، المسترخي، الواثق، والناضج تماماً. وكل هذا بفضل تردد مقاطع من ألبوم "مون ريفر" أثناء سعيك إلى مكتبك ولتكن مبتهجاً طوال الوقت.

حتى حين تمطر السماء في ظهيرة يوم شتوي مظلم كئيب، وحين يتراجع مستوى العمل، وتتراجع معدلات الفائدة، ويصبح الرئيس في حالة مزاجية سيئة، ويخفض الجميع رءوسهم، يظل لديك أنت سبب لتبتسم. صحيح أنه يوم سيئ، لكنه سوف يمر وستعود الشمس للإشراق ثانية، ومهما كان الموقف فإن الأمور ستتحسن بعد ذلك.

والاحتفاظ بالشعور المبتهج الإيجابي يتطلب مهارة وقدرة على الخداع. في الوقت ذاته، ففي بداية الأمر ليس عليك أن تصدق هذا الشعور. قم به فقط. ادع شعورك به. وبعد فترة قصيرة لن يكون ادعاء، فسترى أنك مبتهج بشكل حقيقي. أرأيت أنها خدعة. فأنت تخدع نفسك. حتى تضغط على هرمونات السعادة لديك، فتشعرك الهرمونات بالتحسن الحقيقي، وبمجرد شعورك بالتحسن سوف تبتسم أكثر مما سيزيد من إنتاج تلك الهرمونات، ولا يتطلب هذا الأمر سوى الأيام الأولى من ادعاء الشعور بالانشراح، وبعد ذلك ستبدأ الحلقة في الدوران، وهذا سيشعرك بالراحة طوال الوقت.

وحين يعرفك الناس بهذ٠ الصفة من الانشراح والإيجابية، سوف يتعلقون بك أكثر ويرغبون في صحبتك. فليس هناك أكثر جاذبية من الإنسان المنشرح المبتهج.

أحضر معك بعض الزهور وزين بها مكتبك، صفِّر. ابتسم. اضحك. لا تفصح أبداً عن أنك مستاء من الداخل. والأمر يسير للغاية فحين يسأل سائل: " كيف حالك؟ فبدلاً من أن تجيب بـ " أوه، حسناً، أظن أنني بخير، لا أستطيع الشكوى، لا يمكنني التذمر، إنك تدري بما يجري، إنني أصارع الحياة "، أجب بعبارة: " أنا بخير في الحقيقة، وتسير أموري على ما يرام ".

وحين يجلب لك أحدهم عملأ إضافياً لتقوم بأدائه -عملاً لا يمكنك الهروب منه لأنه جزء من مهامك، في الوقت الذي تنفست الصعداء فيه لانتهائك تواً من مهام هذا اليوم، يمكنك أن تقول حينها: " لا مزيد من ذلك العمل المهلك، ألا يرى الجميع أنني منشغل تماماً؟ إن هذا كثير بحق "، فلو أن الأمر لا مفر منه وستقوم بذلك العمل على أية حال، فهذا التذمر لا جدوى منه، وربما يكون عليك القول: " حسناً، ضعه هناك وسأعمل على الانتهاء منه حالاً وشكراً لك ". لماذا نوبخ الشخص الذي أرسل إلينا بهذا العمل الإضافي. إنني على يقين من أنه لم يطلب منك هذا العمل خصيصاً ليضايقك به. وما المشكلة في أن يكون لديك يوم مثقل، كن منشرحاً بالعمل وتعامل معه، فكل ثانية تقضيها في العويل واللعن منقوصة من عمرك، وكل ثانية تقضيها منشرحاً وإيجابياً فهي مضافة إلى عمرك، والخيار لك.