الأسباب النفسية والجسدية لتأخر الدورة الشهرية وعدم انتظامها

تحدث الدورة الشهرية كل ۲۸ يوماً تقريباً (كل شهر قمری)، ولكن حدها الطبيعي من ۲۳ إلى 35 يوماً، ويتم الحساب من أول يوم نزول الطمث إلى أول يوم نزول الطمث التالي. هذا يعني أنه من الممكن أن يختلف ميعاد الدورة دون سبب وراء ذلك طالما كان الميعاد خلال الحدود الطبيعية له. كذلك، عادة ما تكون الدورة غير منتظمة في العام أو العامين الأولين الابتداء حدوثها، ثم تنتظم بعد ذلك. لكنه في بعض الأحيان، قد تتأخر الدورة عن معدلها الطبيعي، مما يشعر المرأة بالقلق والخوف خاصة إذا كان تأخرها لفترة طويلة مثل شهر أو شهرين.

وإليك أهم الأسباب التي تؤخر الحيض وأسباب انقطاعه:

  • أسباب نفسية تتسبب في عدم انتظام الدورة الشهرية:

تؤثر الحالة النفسية تأثيراً كبيراً على الدورة الشهرية، وتعتبر الاضطرابات النفسية من أهم أسباب غياب الدورة خاصة بين الفتيات. فنجد أن القلق والتوتر النفسي قد يؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية لمدة طويلة قد تصل لشهور. وأحياناً يكون تغيير مكان السكن وعدم الاستقرار وما يصحبه من متاعب نفسية هو السبب في غياب الدورة، كما يلاحظ بين فتيات الجامعة المغتربات ولدي الممرضات . وهناك حالة نفسية شهيرة بين الأطباء يطلق عليها انعدام الشهية العصبي (Anorexia nervosa) توضح تماماً مدى تأثير الحالة النفسية على الدورة الشهرية، فتعاني الفتاة المريضة من قلق شديد وفقدان كبير في الوزن إلى جانب انقطاع الحيض لفترة طويلة.

وفي بعض الأحيان يكون للحالة النفسية تأثير عكسی؛ فقد يؤدي الحزن الشديد إلى حدوث نزيف لفترات طويلة، ولا يمكن علاج مثل هذا النزيف علاجاً حاسماً إلا بتفهم السبب الحقيقي لحدوثه مثل رفض الأبوين تزويج الفتاة لمن تحب ...

في مثل هذه الحالات قد يزيد الأمر سوءا بسبب انزعاج الفتاة وتوترها لانقطاع الحيض. لذلك يجب تفهم الموقف جيداً، وعلى الفتاة أن تحاول علاج مشاكلها النفسية، وإذا لم تجد سبباً نفسياً قوياً وراء غياب الحيض، فمن المحتمل إذن وجود سبب عضوي لذلك.

  • الضعف العام واضطرابات الدورة الشهرية:

سواء كان هذا الضعف هو ضعف عادی ناتج من سوء التغذية أو ضعف لسبب مرضي.

وفي كلتا الحالتين يجب الاهتمام بالتغذية الجيدة وتناول مجموعة فيتامينات ومعادن خاصة الحديد لعلاج أنيميا نقص الحديد، والتي تنتشر بين النساء عامة، مع الاستعانة بفاتحات الشهية في حالة الشكوى من فقدان الشهية، إلى جانب علاج المرض المسبب للضعف .. في الحالة الثانية.

من فاتحات الشهية يمكنك استعمال موسيجور Mosegor أو فيتافون Vitaphos.

الجرعة: ملعقة كبيرة قبل الأكل بنصف ساعة، ويوجد أقراص من النوع الأول تستعمل بنفس الجرعة. ومن الحديد يمكنك استعمال سلو - في Slow- Fe

الجرعة: قرص بعد الإفطار وقرص بعد العشاء.

  • الأمراض المزمنة المتسببة في اضطرابات الدورة الشهرية:

مثل الدرن الرئوي ومرض السكر.

  • أسباب تتعلق بالهورمونات:

وهي وجود نقص في هورمونات المبيض (الأستروجين والبروجستيرون) سواء السبب في المبيض نفسه أو لنقص في إفراز هورمونات الغدد الأخرى كالغدة النخامية والغدة الدرقية، والذي يؤثر بدوره على إفراز هورمونات المبيض.

والعلاج هنا يكون بإعطاء الأستروجين والبروجستيرون بالتبادل أو بإعطاء هورمونات الغدد الأخرى، وأحياناً يتم عن طريق تناول أدوية محدثة للتبويض.

  • أسباب طبيعية لتأخر الدورة الشهرية:
  • قبلو البلوغ.
  • أثناء الحمل.
  • عند بلوغ سن اليأس.
  • أثناء الرضاعة: حيث ينقطع الحيض في حوالي 60٪ من المرضعات بينما يكون طبيعية تماما أو خفيفا عن المعتاد في باقي السيدات
  • انسداد غشاء البكارة :

في نسبة قليلة من الفتيات يظهر عيب خلقي بغشاء البكارة أدى إلى عدم تكوين ثقب ليمر خلاله دم الحيض كما هو طبیعی.

وفي هذه الحالة لا يأتي الحيض نهائيا بعد بلوغ الفتاة، وتشكو من مغص الدورة الشهرية وأعراضها، لكن دون نزول دم الحيض. ومع الوقت، يبدأ ظهور ورم بأسفل البطن نتيجة تجمع الدم المختزن.

وعلاج هذه الحالة سهل، عن طريق عمل فتحة صغيرة بالغشاء التصريف الدم المختزن والسماح لنزول دم الحيض بعد ذلك.

التغلب على المتاعب التي تسبق نزول الحيض

تشكو بعض الفتيات والسيدات في الأيام القليلة قبل نزول دم الحيض من الصداع وعصبية شديدة وألم بالثديين. ومما يفسر ذلك أن هورمون الأستروجين يحتجز كمية زائدة من الماء والملح في الجسم. ولعلك لاحظت قلة خروج البول في هذه الفترة.

وللتغلب على هذه المتاعب، يجب منع أو إقلال ملح الطعام خلال الأسبوع السابق لنزول الطمث. ويمكن، بعد استشارة الطبيب، تناول دواء مدر للبول والملح خلال هذا الأسبوع، أو استعمال أدوية أخرى ينصح بها الطبيب.

ويلاحظ أن هذه المتاعب تزول فور نزول الطمث نتيجة انخفاض مستوى الأستروجين في الدم، مما يترتب عليه تخلص الجسم من الماء والملح الزائد عن حاجته. وتلاحظ كثير من النساء زيادة كمية البول في اليوم السابق وأثناء الحيض.