محتويات

فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز):

التغذية الصحية قد تطيل العمر

كانت إحدى أخصائيات التغذية التي تقيم في مدينة شيكاغو تحاول تحديد موعد بالهاتف مع شخص في حاجة إلى خبرتها قالت له: حسنا يوم الأربعاء سأكون في شيكاغو، والخميس في تشارلوت، أما الجمعة فأعتقد أني سأكون في منطقتك، والاثنين سوف أكون في إنديانا بوليس....

إنها د. کاد فیلدر - جاردنر المرأة التي يرغب كل من أصيب بفيروس نقص المناعة البشرية HIV في مقابلتها إنها تعمل مدير خدمات کاتنج إيدج الاستشارية ومقرنا شیکاغو وهي مجموعة من أخصائي التغذية الذين يستعينون بخبرتهم في إنشاء برامج غذائية لعلاج HIV ومتابعة تلك البرامج المخصصة للمستشفيات والصناعات والأفراد في جميع أنحاء البلاد، وهي التي تسعي جاهدة لخلق فارق في حياة أولئك الذين أصيبوا بعدوي فيروس HIV وهو الفيروس الذي يدمر جهاز المناعة ويسبب مرض الإيدز.

وفیلدز - جاردنر متوقدة النشاط ويتحدث الأطباء عنها بكل احترام، وأولئك الذين تظهر نتيجة تحليل HIV يتحدثون عنها بكل تبجيل ويمكنها أن تقرا تقارير المعمل بنفس الطريقة التي يقرأ بها سمسار بورصة وول ستريت أسهم داو جونز ليعرف اتجاهاتها، وتملك من المعلومات ما يجعلها تساعد الناس على النجاة من ذلك المرض المهلك.

وتبين الدراسات أن أغلبية أولئك الذين تظهر نتائج الاختبار HIV إيجابية عليهم، غالبا ما يعانون من نقص كبير في عدد وفير من الفيتامينات والمعادن في مراحل المرض المختلفة، غير أن التحديد الدقيق لما يعنيه هذا وكيفية إصلاحه حول فيلدز -جاردنز وزملائها في وحدة رعاية مرضى HIV إلى ما هو أشبه بالفتيشن الطبيين، تقول د. فليدر - جاردنر الغالبية العظمى منا في وحدة رعاية مرضي.(HIV) لا تجد وقتا للجلوس على المقاعد ).

فعلى سبيل المثال، توصلت دراسة أجريت بجامعة ميامي على۱۱۲ رجلا وجد أنهم إيجابيو الفيروس HIV أن ۹۷٪ منهم كانوا يعانون من نقص في عنصر غذائي واحد على الأقل، في حين كان ۳۶٪ منهم يعانون من نقص في أكثر من عنصر وكان ۳۰٪ منهم يعانون من نقص في فيتامين ب6، و ۳۰% آخرون من نقص بالزنك و ۲۰٪ من نقص بفيتامين ه و 16% من نقص فيتامين أو ۱۱٪ من نقص فيتامين ب ۱۲.

ولم يعان أي من هؤلاء الرجال من أية أعراض للنقص الغذائي، الإعياء أو فقدان الذاكرة، على سبيل المثال، والغالبية العظمي منهم كانوا يتناولون غذاء متوازنا وفر لهم جميع المقادير الغذائية الموصي بها، كثير منهم أيضا كان يتناول مكملات غذائية غير أنه عندما قام الباحثون بقياس نسبة فيتامين ب ۱۲ على سبيل المثال، لم يتمتع من بين هؤلاء الرجال بالمستويات المثالية من فيتامين ب ۱۲ سوي أولئك الذين تناولوا جرعة بلغت ۲۰ ضعف المقدار الغذائي الموصي به.

جسد لا يمكنه المقاومة

لماذا يعاني جسد تغذى غذاء سليمًا من نقص فيما يقرب من ستة عناصر غذائية؟

التغذية عند مرضى الإيدز أمر معقد ففي بعض الحالات قد أتلف الفيروس بشكل غير مباشر جدار الأمعاء، وهو ما قد يجعل من الصعب على الجسم امتصاص العناصر الغذائية، ويعلم الأطباء أن الميكروبات الانتهازية مثل الفيروسات والبكتريا المعوية القادمة من أطعمة غير مطهوة جيدا، شائعة لدى حامل فيروس HIV وقد تؤثر أيضا علي قدرة الجسم علي امتصاص العناصر الغذائية كذلك فان الإسهال الناجم عن تناول عقاقير دوائية، وسوء الامتصاص وكذلك التغيرات الأيضية الناجمة عن مرض آخر بالكبد أو البنكرياس، (وهي أمراض كثيرا ما نراها لدى حاملي الفيروس HIV جميعها تسهم أيضا في خفض مستويات العناصر الغذائية بالدم، وما يزيد الموقف تعقيدا أن الجسم على ما يبدو يزيد من معدل الاستفادة من العناصر الغذائية، بل قد يستفيد منها في الواقع بطريقة مختلفة.

جميع هذه العوامل تعمل على تفاقم حالة سوء التغذية إلى ثلاث نتائج رئيسية تؤثر على حاملي الفيروس ، فسوء التغذية يسهم في فقدان الوزن الذي كثيرا ما يؤدي إلى حالة النحافة المرضية وفيها يفقد الإنسان أكثر من ٪۱۰ من إجمالي وزن جسده، وغالبا ما يكون الفقد في العضلات الخالية من الشحوم، وقد تنقص من فعالية العقاقير المقصود منها إطالة العمر، أو قد تزيد من سمية عقاقير أخرى كما أن سوء التغذية قد يدمر خلايا جهاز المناعة التي تعرضت بالفعل للدمار وأي عدوي ميکروبية انتهازية أخري هي مكلفة بمكافحة فيروس والسرطانات التي كثرا ما تحاول کسب موطئ قدم اثناء غزو فيروس HIV للجسم.

تقول فیلدز - جارنز -: أي نوع من سوء التغذية يمكنه أن يسهم في تقام الخلل الوظيفي المناعي:

نقص فيامين ب6 على سبيل المثال قد يقلل من عدد الخلايا القاتلة الطبيعية المتوفرة بجهاز المناعة والتي تهاجم الفيروسات الغازية، وهو يقلل بشكل وهي خط الدفاع الأول لجهاز المناعة مباشرة من عدد الخلايا، إنه منذ أول هجوم للفيروس على خلايا المناعة ضد فيروس في عينة الدم كوسيلة لتبع مدى يستطيع الأطباء حساب عدد الخلايا.

قوة الجهاز المناعي للشخص في مقاومة غزو الفيروس. درس البيتا كاروتين على الرغم من أن سوء التغذية أمر شائع لدى حاملي فيروس HIV إلا أن هناك بون شاسع بين أرزاء الأطباء يتعلق بسبب حدوثه وحول ما ينبغي القيام به حياله.

 تقول فیلدز - جاردنر: برغم أنه قد يبدو بديهيا أن أي نقص ينبغي علاجه فإننا لا نعلم ما إذا كان هناك هدف من وراء هذا النقص، ولهذا فإنه ينبغي علينا أن نمضي في العلاج بحذر، وعلينا أن نلعب دور المفتش السري، ونستعمل أسلوب التجربة والخطأ، ثم نراقب النتائج عن كثب بتحاليل الدم المناسبة وغيرها من الاختبارات المعملية.

لقد كشفت الدراسات التي أجريت بجامعة أوريجون للعلوم الصحية، ببوتلاند، على سبيل المثال إن مستويات مركبات الكاروتينويدات، وهي اللوتين والألفا كاروتين والبيتا كريبتوزانثين والبيتا كاروتين الأكثر شهرة منه تقل في بداية العدوي بفيروس HIV وأنه كلما تقدم سير المرض زاد مقدار انخفاض مستويات تلك العناصر الغذائية.

ولما كان من المعروف عن الكاروتينويدات أنها ترفع من مستويات المواد الكيماوية التي قد تفيد في مقاومة الآثار المدمرة لفيروس HIV فإن المنطق يفرض بالتالي عليك أن تقوم بكل ما في استطاعتك أن تقوم به من أجل الارتقاء بمستويات هذه المواد الكيماوية إلى أعلى قدر ممكن، ولو أدى الأمر إلى تناول مكملات البيتا كاروتين، غير أن الأمر قد لا يكون كذلك فالباحثون في أوريجون قاموا بذلك تحديدا واكتشفوا أنه قد تكون هناك مجموعة واحدة من حاملي فيروس HIV يفيدها البيتا كاروتين ومجموعة فرعية يضرها بالفعل البيتا كاروتين والمشكلة أنه ما من أحد يستطيع أن يقول من ينتمي إلى أي من المجموعتين.

فأجساد أولئك الذين أصيبوا بمرض معين لا تستعمل العناصر الغذائية بنفس الطريقة التي تستعمل بها أجساد الأصحاء من الناس، حسبما تفسر الأمر فیلدز - جاردنر.

فالأصحاء مثلا، يتحول لون بشرتهم إلى اللون البرتقالي إذا تناولوا من البيتا كاروتين أكثر مما تستهلكه أجسادهم، وعلى حد قول د. فیلدز - جاردنر - لقد جاءتنا تقارير لحالات أناس بدت عليهم علامات التسمم، والتي من بينها ارتفاع مستويات الجلسريدات الثلاثية، دون أن تتحول بشرتهم إلى اللون البرتقالي و يعد مبعثا على القلق لدى أناس يعانون من مشاكل البنكرياس، الجلسريدات الثلاثية جزئيات دهنية توجد بالدم وهي من العلامات التي نتعرف بها وتشخص بها أمراض القلب.