العلاقة بين الكميّات الغذائية القياسية والصحة المثلى:

الحقيقة أن الكميات القياسية اليومية قد تم وضعها لكي تمنع الأعراض الظاهرة لنقص التغذية، حيث أن نقص فيتامين أو معدن معين لفترة طويلة يؤدي إلى مرض خطير يسهل ملاحظة أعراضه.

وعلى سبيل المثال فإن نقص فيتامين أ يؤدي إلى العشى الليلي وبعض المتاعب الأخرى للعين، كما يؤدى نقص النياسين (فيتامين ب3) إلى الإصابة بمرض البلاجرا الذي من أعراضه المميزة الإسهال والتهاب الجلد وفقدان العديد من الوظائف العقلية ونقص الحديد أو فيتامين (ب ۱۲) يؤدى إلى الأنيميا.

ولا يوجد شك في أن الكميات القياسية اليومية تكون كافية للحفاظ على الصحة المثلى و يعتبر النظر إلى أعراض النقص الواضح في العناصر الغذائية هو أفضل طريقة لتحديد احتياجاتنا الغذائية والحقيقة إنه تحدث تغيرات غامضة في الخلايا قبل إعلان نقص التغذية عن نفسه في صورة أعراض ظاهرة مثل التقرحات الجلدية أو الخلل في الوظائف العقلية أو لين العظام، والكميات القياسية اليومية – تساعد على الحصول على الصحة المثلى وليس فقط اختفاء المرض.

الكميات اليومية المناسبة من العناصر الغذائية:

نقص التغذية الخفي: التغيرات الخفية الناتجة عن سوء التغذية يمكن أن تكون مسئولة عن مجال واسع من الحالات المرضية التي قد تكون مزعجة ومؤثرة على استمتاعنا بالحياة، كما تقلل من صحتنا العامة ككل، وهذه الحالات تشمل الإجهاد المزمن ونزلات البرد والعدوى المتكررة ومشكلات الهضم ومشكلات الجلد، ومشكلات النوم والاضطرابات الهرمونية والاكتئاب.... وغيرها، كما قد يجعلنا نقص التغذية أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الوراثية مثل أمراض القلب والسكر والسرطان.

تأثيرات نقص التغذية على الجهاز المناعي:

يمثل جهازنا المناعي نظاماً معقدة من خلايا الدم والبروتينات الخاصة التي تعمل معاً لحمايتنا من الأضرار، ولذا فإن تحسين الجهاز المناعي هو الركيزة الأساسية في الطب الوقائي لأنه يوفر الحماية لخلايا أجسامنا من خلال عدة طرق هامة، فعلى سبيل المثال فإن الجهاز المناعي لديه القدرة على التهام وقتل الميكروبات والفيروسات، كما يستطيع إصلاح أي خلية تالفة أو تدميرها قبل نموها وتحولها إلى ورم سرطاني، وعلى الرغم من قوة الجهاز المناعي إلا أنه يكون رقيقة جداً وتعتمد أجزاؤه على بعضها البعض بصورة دقيقة، وفي حالة تلف أي جزء سيكون الجسم أكثر عرضة للعدوى أو الإصابة بالأمراض الفتاكة.

وقد أوضحت العديد من الدراسات أن نقص التغذية يؤدي إلى ضعف بعض مكونات الجهاز المناعي، حيث يؤدي نقص البروتين وندرة الألياف وزيادة الدهون عن الحد المطلوب إلى اختلال الجهاز المناعي تماماً مثلما يفعل نقص الفيتامينات والمعادن، بينما وجد على العكس من ذلك أن زيادة الكميات القياسية اليومية لغالبية الفيتامينات تقوي المناعة، ومن أهم العناصر تأثيراً في زيادة المناعة: - (مضادات الأكسدة، وفيتامينات (ج)، و(هـ) و(البيتاكاروتين)، والسيلينيوم، وبعض المعادن مثل الزنك، وفيتامينات (ب) المركبة).