محتويات

الجلوكوما (الزرق - المياه الزرقاء) :

الجلوكوما (الغلوكوما، الماء الأزرق، أو المياه الزرقاء) هي مرض يصيب العصب البصري (هو الذي يحمل الصور التي نراها إلى المخ) نتيجة ارتفاع الضغط بالعين فيحصل نتيجة ذلك تلف في أنسجة العصب البصري، فهو مثل کابل الكهرباء الذي يحتوي على كمية هائلة من الأسلاك الرفيعة. إذ يحتوى العصب البصري على عدد كبير جدا من الألياف العصبية وهي التي تتلف بتأثير الجلوكوما مما يؤدي لتكوين بقعا عمياء داخل العين (فقد أجزاء من المجال البصري للرؤية). وإذا لم يعالج المرض يحدث تلفا كليا في العصب البصري وبذلك تفقد العين قدرتها على الإبصار.

يعرف مرض الجلوكوما عند عامة الناس بالماء الأزرق، وفي الحقيقة فإن تسميته بهذا الاسم خطا شائع إذ إنه لا توجد مياه زرقاء بداخل العين ولكن أتت هذه التسمية من مفهوم کلمة الجلوكوما عند الإغريق والتي تعني شلالات زرقاء، لأن المريض أحيانا يشاهد هالات زرقاء حول مصدر الضوء فيعطي الانطباع أن بداخل العينين مياه زرقاء.

الجلوكوما هي السبب الرئيسي للعمى في الأشخاص كبار السن ويمكن منع الإصابة بالعمى بسبب الجلوكوما لو بدأ العلاج مبكرا بما فيه الكفاية.

الكثير من الناس لا يلاحظون هذه البقع العمياء إلا بعد تلف جزء كبير من العصب البصري. وفي حالة التلف الكامل للعصب البصري فإن ذلك يؤدى للعمي الكامل. لذلك فإن التشخيص والعلاج المبكر للجلوكوما هما العاملان الرئيسيان للوقاية من الإصابة بالعمى بسبب هذا المرض.

أسباب الجلوكوما

يوجد سائل يدعى «السائل المائي» يفرز داخل العين ويتم تصريفه خارجها. وهذا السائل ليس جزءا من الدموع التي تفرز خارج العين فوق سطحها. ويرجع سبب الإصابة بمرض الجلوكوما (ارتفاع ضغط العين إلى عدم توازن بين كمية السائل الذي تفرزه العين وبين قدرة القنوات الخاصة للعين على تصريف هذا السائل فينتج عن ذلك تجمع هذا السائل داخل العين والضغط على أنسجة العين الداخلية بما فيها العصب البصري، وهناك أسباب عديدة تودي إلى قلة تصريف العين للسوائل، منها انسداد أو ضيق الفتحات الخاصة بالتصريف أو وجود التهابات داخل العين تؤدي إلى ضيق القنوات، كما أن إصابات العين قد تؤدي إلى تلف في أنسجة القنوات.

أنواع مرض الجلوكوما

  •  جلوكوما الزاوية المفتوحة المزمنة

وهو النوع الأكثر شيوعًا من الجلوكوما حوالي 90% من مرضى الجلوكوما لديهم هذا النوع منها، ويظهر كنتيجة للتقدم في العمر، عادة تبدأ الإصابة بهذا المرض بعد سن الخامسة والثلاثين، حيث تقل كفاءة زاوية التصريف داخل العين مما يؤدي لزيادة ضغط العين بالتدريج. ويمكن لهذا النوع من الجلوكوما التأثير بالتدريج على العصب البصري بصورة غير مؤلمة حتى يفاجأ المريض بعد مدة بتلف واضح في العصب البصري. يشعر المريض بضيق في المجال البصري للرؤية أو قد يلاحظ عدم وضوح الرؤية في جزء من المجال البصري، وإذا استمر المرض بدون علاج فإن قدرة الإبصار تنحصر في منطقة دائرية صغيرة. لذلك فإن التشخيص المبكر يتم في كثير من الحالات عندما يقوم الشخص بزيارة أخصائي العيون للفحص الدوري لعينيه.

  •  جلوكوما الزاوية المغلقة الحادة:

   وهي أقل شيوعا وعادة تصيب الأشخاص الذين تكون زاوية أعينهم الأمامية ضيقة أو المصابين ببعد النظر، ويتميز هذا المرض بارتفاع مفاجئ وحاد للضغط بسبب حدوث انسداد کامل في زاوية التصريف داخل العين. ويمكن تخيل ما يحدث كسقوط قطعة من الورق على فتحة التصريف في حوض المياه. وهو ما يحدث عندما تلتصق القزحية بزاوية التصريف فتؤدي لانسدادها وعندها يرتفع ضغط العين.

وأعراض هذا النوع من الجلوكوما تكون:

  1. رؤية غير واضحة.
  2. ألم شديد بالعين .
  3.  صداع .
  4. غثيان وقيء.
  5. رؤية ألوان قوس قزح حول مصادر الضوء.

وعند ظهور هذه الأعراض يجب على المريض زيارة طبيب العيون فورا لأن هذا النوع من الجلوكوما إذا لم يعالج بشكل عاجل فإنه يؤدي إلى فقدان البصر. وهنا يجب أن نشير إلى ضرورة الاهتمام بالعين الأخرى إذا أصيبت إحدى العينين، لأن احتمالات إصابة العين الأخرى فيما بعد قد تكون كبيرة ما لم تعط للعين علاجات واقية.

  • جلوكوما الزاوية المغلقة المزمنة

وهذا النوع من الجلوكوما يظهر في الأشخاص من أصل إفريقي أو أسيوي ويكون انسداداً تدريجياً لزاوية العين بدون الم.

  • الجلوكوما الخلقية

قد يولد الطفل مصابا بهذا المرض أو يصاب به في السنوات الأولى من عمره ويمكن توارثه عن أحد الأبوين أو كليهما كما قد يحدث نتيجة إصابة الطفل بعدوى فيروسية عند إصابة الأم بهذا الفيروس في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. ونتيجة الانتشار التزاوج بين الأقارب في بعض البلدان العربية فإن مرض الجلوكوما الخلقية لا يعتبر نادرًا.

عند إصابة الطفل بمرض الجلوكوما الخلقية يلاحظ الأبوان كبر حجم سواد العين نتيجة لكبر حجم القرنية وهي الطبقة الشفافة التي تغطي سواد العين كما قد تفقد القرنية شفافيتها ولمعانها فيتغير السواد إلى اللون الأزرق أو الأبيض، ومن المهم جدًا علاج الجلوكوما الخلقية في أسرع وقت ممكن حتى يستطيع الطفل التركيز بعينيه ويمكن بذلك تجنب كسل العين.

  • الجلوكوما الثانوية:

هناك أسباب كثيرة من الممكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط العين منها:

  • التهابات القزحية المتكررة.
  • نضوج الساد ( الكتاراكت - الماء الأبيض).
  • المراحل المتقدمة لمرض اعتلال الشبكية السكري.
  • الاستعمال الطويل المركبات الكورتيزون.
  • انسداد الأوعية الدموية بالشبكية.
  • أورام العين الداخلية.

علاج الجلوكوما

كقاعدة فإن التلف الذي تحدثه الجلوكوما للعصب البصري لا يمكن علاجه. وتعمل قطرات العين والأقراص وأشعة الليزر والعمليات الجراحية لمنع المزيد من التلف فقط، وفي أي نوع من الجلوكوما فإن الفحص الدوري مهم لمنع فقدان البصر.