تعتبر مصلحة كشف التنصت على الهاتف أو ما يسمى بـ "المخابرات المسيحية" واحدة من أكثر المصالح في العالم. ولا يزيد عنها في هذا المجال ربما إلا تلك المصالح المختصة بزرع أجهزة التنصت. وتتغير أدوات اكتشاف التصنت عادة مرة كل ثلاثة أشهر، وأحياناً أقل، غير أن أجهزة التصنت نفسها تتطور بالسرعة ذاتها.

ويستخدم مهندسو اکتشاف أجهزة التصنت أنواع شتى من الأدوات في عملهم. ومع أنه ليس في مستطاع هؤلاء منع عملية زرع جهاز التصنت أساساً، ولا في وسعهم أستنباط الأجهزة الكفيلة بذلك، إلا أن كل ما يمكنهم عمله هو اللجوء إلى الموجات الإشعاعية المصغرة من أجل تحديد ما إذا كان التلفون مراقباً أم لا، وربما اكتشاف موقع جهاز التصنت، إذ تعمل هذه الأجهزة وفق تواتر إذاعي معين يؤدي إلى نقل المحادثة إلى الجهة المتنصتة. ويقتصر عمل المهندسين في هذا المجال على تحديد موقع بث الموجات الإذاعية بدقة.

وهم يعتمدون لذلك الهدف على نظام الإصابة أو القطاع المثلثي، وهو نظام يستلزم تحديد الموقع عن طريق قياس المسافة نحو نقطتين ثابتين معروفي البعد عن بعضها ثم قياس مساحة المثلث الناتج). وبهذه الطريقة يحدد المهندس موقع زرع جهاز التنصت، ثم يفتش المحيط بنفسه بحثاً عن الجهاز.

وهناك بديل آخر للتعاقد مع شركة خاصة للبحث عن جهاز التنصت، وهذا البديل هو الاتصال مباشرة بشركة الهاتف. والمعلوم أن شركة التلغراف والهاتف الأميركية تؤمن خدمات التفتيش عن أجهزة التنصت على خطوط المشتركين لديها مجاناً.

ويكفي أن يطلب إحدهم الكشف على خطة الهاتف من شركة الهاتف حتى يحصل على هذه الخدمة من دون مقابل. وفي العام 1978 وحدة تلقت الشركة نحو عشرة آلاف طلب من هذا النوع، وتمكنت من كشف التنصت على حوالي مئتي خط هاتفي.