دعنا نبدأ أولى عاداتك الصغيرة.

اقرأ صفحتين علي الأقل من هذا الكتاب كل يوم حتي تنتهي منه، قد تقرأ أكثر من ذلك، لكن لا تقرأ أقل. إن قراءة صفحتين كل يوم لن تحتاج منك إلي الكثير من الوقت أو الجهد؛ لذا لن يكون لديك أي عذر. يمكنك الآن تجربة اكتساب عادة صغيرة وأنت تقرأ كتاباً عن العادات الصغيرة. المس أنفك الآن ، إنني جاد فيما أقول، وسأشرح السبب فيما بعد. حسناً فلتفكر الآن تعنيه الحقائق التالية في حياتك:

  1. ليس للأهداف الكبيرة أية قيمة إذا لم تنتج عنها نتائج كبيرة. علي سبيل المثال يمكنني أن أقول إنني سأتمرن كل يوم لمدة ساعتين، لكنني إن لم أتمكن من فعل ذلك مطلقاً، فإن حجم الهدف حينها لا يهم؛ فتحديد هدف دون اتخاذ إجراءات لتحقيقه يؤثر سلبياً في ثقة الإنسان بنفسه.
  2. أظهرت الدراسات أن الأشخاص يبالغون في تقدير قدرتهم علي التحكم في أنفسهم1.

تظهر هاتان النقطتان البسيطتان السبب وراء معاناة الكثيرين من أجل تحقيق التغيير. فإن لهم طموحات كبيرة، لكنهم يبالغون في تقدير قدرتهم علي إرغام أنفسهم علي القيام بكل ما يلزم من أجل التغيير، فهناك تباين بين الرغبة والقدرة.

فيما يلي حقيقتان إضافيتان يجب أخذهما في الاعتبار:

  1. إن القيام بالقليل من المهام أفضل بكثير من عدم القيام بأي شيء (من الناحيتين الرياضية والعملية).
  2. إن القيام بالقليل من المهام كل يوم له تأثير أعظم من القيام بالكثير من المهام في يوم واحد. أعظم إلي أي مدى؟ أعظم بكثير؛ لأن القيام بالقليل من المهام كل يوم كافٍ لاكتساب عادة متأصلة مدى الحياة، وإنه مهم كما من فعل ذلك مطلقاً، فإن حجم الهدف حينها لا يهم؛ فتحديد هدف دون اتخاذ إجراءات لتحقيقه يؤثر سلبياً في ثقة الإنسان بنفسه.
  3. أظهرت الدراسات أن الأشخاص يبالغون في تقدير قدرتهم علي التحكم في أنفسهم1.

تظهر هاتان النقطتان البسيطتان السبب وراء معاناة الكثيرين من أجل تحقيق التغيير. .

إذا بدت تلك العبارات منطقية بالنسبة إليك، فإن الاستنتاج الرئيسي الذي نخلص إليه هو أن الأهداف الصغيرة هي أفضل بكثير من الأهداف الكبيرة. وذلك الأمر ممتع، أليس كذلك؟ ها قد بدأنا للتوً.

هل شعرت يوماً ما بأنك عاجز؟ هل حاولت تغيير نفسك إلي الأفضل وفشلت في ذلك؟ هل قمت بذلك مراراً وتوقفت عن المحاولة لفترات طويلة؟

لقد مررنا جميعاً بتلك التجربة حسبما أعتقد، لكن دعني أوجه إليك مزيداً من تلك الأسئلة المشوقة.

ماذا إذا كان سبب فشلك في اتخاذ الاجراءات اللازمة، وفي الالتزام بخطتك، لا يتعلق بمشكلة فيك أنت، بل في إستراتيجيتك؛ تلك الإستراتيجية التي يستخدمها معظم النا حول العالم ويؤيدونها؟ وماذا إذا أتاح علم السلوك البشري وقوة الإرادة والعقل إستراتيجية بديلة أفضل للالتزام بخططك؛ تلك الإستراتيجية التي نادراً ما يتم العمل بها أو دعمها؟ وماذا إذا تغير كل شيء في حياتك نتيجة لتبني مثل هذه الإستراتيجية الجديدة، وبصرف النظر عما شعرت به كنت تعلم أنك ستتمكن من اتخاذ الإجراءات اللازمة وتحقيق أهدافك واكتساب عادات جيدة وتغيير حياتك؟ مرحباً بك في عالم العادات الصغيرة. أعلم ان هذا الكلام قد يبدو مبالغاً فيه، لكنك قرأت للتوً سيرتي الذاتية الصغيرة. هذه هي الحقيقة بالضبط، لقد هبط عليً ذلك الإلهام في أواخر عام 2012؛ فقد كانت السنوات العشر السابقة من حياتي عبارة عن بحث متواصل ومعاناة من أجل تحقيق النجاح، لكنني لم أكن أحقق إلا نتائج مخيبة. وما لبثت أن جربت إستراتيجية جديدة أحدثت تقدماً كبيراً لم أعهده من قبل؛ لذا حاولت جاهداً كي أفهم بالضبط لماذا حققت تلك الإستراتيجية النتائج المرجوة، وكنت(وما زلت) متحيراً من كيفية انسجام الأمور مع بعضها وسيرها علي خير ما يرام. ولكنً الكتاب الذين بين يديك الآن خير دليل. إننا نتسرع في توجيه اللوم لأنفسنا علي عدم إحراز مزيد من التقدم، لكننا لا نلقي باللوم علي إستراتيجياجنا بهذه السرعة نفسها، ومن ثًم نقوم بتكرارها مراراً في محاولة منا لجعلها تحقق النتائج المرجوة. لكن . وليس من المهم أن تناسب تلك الإستراتيجية كل الأشخاص، بل المهم أن تناسبك أنت! أتمني لو أنني تعلمت هذا الدرس منذ سنوات. لقد طلبت منك مسبقاً أن تلمس أنفك؛ فلقد أردتك أن تثبت شيئاً ما لنفسك. أولاً، عليك أن تلاحظ أنك لن تحصل علي مكافآة علي لمسك لأنفك. ثانياً، اعتبر أنك فعلت ذلك لأنك تستطيع القيام بذلك. إن لم تكن فعلت ذلك مسبقاً، فافعله الآن حتي تنطبق عليك العبارات التالية (أو اختر أي فعل صغير آخر لتقوم به إن كنت من هؤلاء الأشخاص المتعنتين). لقد تمكنت من لمس أنفك؛ لأن المقاومة التي شعرت بها لم تكن أقوى من إرادتك. تهانينا! أنت الآن أحد مؤيدي أفكار هذا الكتاب. فإن هذا التمرين هو تمرين بدائي في قوة الإرادة، فما دمت قد تمكنت من حمل نفسك علي لمس أنفك، فإنك تستطيع أن تحقيق النجاح فيما يتعلق بإستراتيجية الكتاب. أنا لا أمزح! لقد تمكنت من كتابة هذا الكتاب؛ لأنني قمت بتمرين الضغطة الواحدة في 28 ديسمبر 2012؛ حتي تمكنت من القيام بتمرين العقلة ست عشرة مرة متتالية، وتحسن قوام جسمي نتيجة تلك الضغطة الواحدة التي قمت بها في البداية. . عندما تقتني أثر كل إنجاز عظيم ستجد أنه اعتمد علي ما جاء قبله، حيث بدأ بخطوة صغيرة؛ فدون تمرين الضغطة الواحدة الذي قمت به، كنت سأظل أعاني من أجل الحصول علي الدافع للذهاب إلي صالة الألعاب الرياضية، وللقراءة والكتابة باستمرار. لقد قادتني تلك الضغطة الواحدة إلي اكتشاف تلك الإستراتيجية الجديدة، التي نتجت عنها تلك الإنجازات العظيمة. هل أنت علي استعداد للاستماع إلي قصة الخطوة الواحدة الصغيرة التي غيرت كل شيء في حياتي؟