لا شك أن ابني سوف يصبح محامياً حين يكبر؛ فهو دائم المجادلة، فحين يُكلًف بعمل شيء ما،أوحين يُطلب منه أن يتوقف عن العمل شيء آخر، يبدأ في مناقشة حقوقه والمطالبة بها. وعندما أخبره أنه لا يستطيع عمل شيء بعينه يجادل بإصرار. وهو يقاوم كل قوانين وضوابط الأسرة. كيف أستطيع أن أضع نهاية لهذا؟        

فكرً في الأمر                                                                            

تتطلب المجادلة وجود شخصين، فهي لا تتم بوجود فرد واحد، وعليه لا يستطيع ابنك أن يجادل نفسه، وإلا فهذه ليست مجادلة وإنما حديث نفسي.

الحلول                                                                               

1-1.جرًب أن تعرض المسألة التي أنت بصددها ثم تهدأ تماماً. تجاهل  تعليقات ابنك الجدلية، واجعله يعتاد علي أن يتقبل كلامك علي أنه أمر نهائي لا جدال فيه.  

2-2.عندما يتسم الجو العام بالاحترام، يمكنك في بعض الأحيان أن تترك الكلمة الأخيرة لابنك، أما عبارة مثل: " لماذا يجب علي أن أفعل هذاالشيء؟ " لا تحتاج في الغالب لإجابة ولا تستحق إجابة، لأن غمغمة الأطفال وتذمرهم في الحقيقة هي شيء آخر، والتي غالباً ما تعني " سوف أفعل هذا الشيء لأنني لابد أن أفعله ولكنني لا أحبه" . 

3-3.في الواقع هناك بعض الأطفال الذين يستمتعون بالجدل. إذا كان طفلك من هذه النوعية يمكنك عندئذ أن تضع بعض الضوابط التي تحدد متي وكيف يتم مناقشة أي موضوع.علي سبيل المثال: ممنوع رفع الصوت، ممنوع إطلاق النعوت السيئة، لابد من الاستماع إلي الرأي الآخر. وتعتبر هذه السلوكيات بمثابة تدريب جيد للأبناء يعلمهم آداب المناقشة والتفاوض في الحياة. وفي نفس الوقت يجب أن يدرك ابنك كذلك أن هناك أشياء لا يمكن الجدال بشأنها؛ أشياء يقررها الآباء والأمهات فقط. وليكن لديك إجابة نموذجية تذكرها حين يُعرض موضوع لا يصح المجادلة فيه فتقول مثلاً: " هذا الأمر غير مطروح للنقاش". 

4-4.بدلاً من أن تصدر الأوامر يمكنك أن تطرح علي ابنك اختيارات، جرب هذا الأسلوب وتعوٌد استخدامه، لأنك حين تطرح اختيارات لن يجد الطفل اللمولع بالجدل مجالاً كبيراً لممارسة هذا. فبدلاً من أن تقول لابنك" أنجز واجباتك المدرسية الآن، وحالاً" يمكنك أن تطرح عليه اختيارات مثل " ماذا تحب أن تفعل أولاً، تؤدي واجبات المدرسة أم تغسل الصحون؟" ( إذا كانت إجابته هي "لا" للخيارين ابتسم برقه وقل له: " لا للشيئين ليس واحداً من الاختيارات المطروحة؛ الواجبات المدرسية أم الأطباق؟" ) 

الدروس الرياضية أو التدريبات، وعدم الرغبة في مواصلتها           

الموقف                                                                              

سجلت ابنتي اسمها بعض الأنشطة الرياضية، ثم فقدت اهتمامها وحبها لها ولم تعد ترغب في حضور التدريب، وهي الآن وبعد أن ذهبت للتدريب مرات قليلة فقط تريد أن تتوقف .

فكًرفي الأمر                                                                         

أول شيء يجب أن تفعله هو أن تحدد السبب الذي دفع ابنتك للتوقف. يمكنك أن تكشف هذا السبب من خلال حديثك معها أو مع المدرب، أو من خلال مشاهدتك لأحد تدريبات أو مباريات هذا النشاط الرياضي. وربما يكون هنالك أكثر من سبب. راجع الحلول التالية لكل سبب من هذه الأسباب. 

الحلول                                                                               

1-1.الطفل ليس ماهراً في الرياضة: يرغب الأطفال عادة في الإنضمام لأحد الفرق الرياضية لأنهم يستمتعون بمشاهدة مباريات الفرق الكبيرة في التلفاز وباللعب مع أصدقائهم في الحديقة. ولكنهم بمجرد أن ينضموا لأحد هذه الفرق، يكتشفون أن التدريبات أصعب كثيراً مما كانوا يتصورون، وأنهم لا يتمتعون بالمهارة الكافية التي تجعلهم يؤدون أداءً جيداً بالمللعب. إن التدريب، والتدريب وحده وهو الشيء الذي يحاول الأبناء تجنبه هو السبيل الوحيد للياقة الجسمانية والرياضية. اشرح لابنتك أن التدريب، يستغرق وقتاً كي يكسبها المهارة المطلوبة ويجعلها تؤدي أداء جيداً بالملعب، وأنه يجب عليها أن التدريبات مازالت في بدايتها أن تمنحها فرصة كي تؤتي ثمارها. وليكن بينك وبينها اتفاق بأن تبذل أقصي جهد لديها في التدريب، وأن تمنحه أكبر قدر من وقتها (أو وقت مخصص له)، وبعد هذا يمكنها إما أن تستمر أو تتوف وتجرب شيئاً آخر، علي أن يكون اتفاقك معها مكتوباً وتقوم أنت بتعليقه علي الحائط. وقد يفلح ذلك لأن الطفل يستطيع عادة أن يتقبل نشاطاً لا يفضله كثيراً إذا عرف أن ذلك سيكون لفترة محدودة من الوقت. وغالباً مع انتهاء هذه الزمنية يكون قد أصبح يتمتع بمهارة كافية تمكنه من الاستمتاع بممارسة الرياضة، وعندئذ يستطيع اتخاذ القرار الصائب بشأن الاستمرار أو التوقف.

2-2.الطفل لا يستمتع بممارسة الرياضة: أحياناً لا تتطابق الممارسات الفعلية للرياضة مع ما يحتفظ به الطفل في مخيلته من صور ممتعة عن ممارسة الرياضة. عليك أولاً أن تتأكد من وجود توافق وانسجام بين ابنتك وبين المدرب أو المشرف. وفي حالة وجود اختلافات جوهرية بين شخصية الابنة وشخصية مدربها، يصبح من الأفضل تغييره بمدرب آخر. وإذا كانت مهارة ابنتك في الأداء لا تتناسب مع مستوي أداء الفريق، فإن عدم قدرتها علي اللحاق بمستوي أداء الفريق سوف يحول بينها وبين الاستمتاع بممارسة الرياضة. وإن كان كل شيء علي ما يرام فيما يخص النقاط السابقة، فقد يفيد أن تحاول إثارة اهتمامها بأن تأخذها إلي مباراة حقيقية لمحترفي اللعبة، أو إلي مباريات أخري لأطفال أكبر منها سناً بسنوات قليلة. هناك طريقة أخري يمكنك بها أن تزيد من ارتباط ابنتك وانتمائها للعبة التي تمارسها، وذلك بأن توفر لها بالمنزل معدات كافية تصلح لممارسة التدريبات عليها عند الرغبة في ذلك، وبهذه الطريقة يمكنكما أن  تستمتعاً معاً بمباراة خالية من ضغوط المباريات الرسمية.

3-3.الرياضة تستغرق وقتاً طويلاً: تتطلب أغلب الأنشطة الرياضية أوقاتاً تُخصص لها من قبل الأبناء والأبوين. وعادة ما يشعر الطفل الذي يرتبط بممارسة أكثر من نشاطاً رياضي واحد بالتهالك تحت وطأة مقتضيات هذه الأنشطة؛ لذا فمن الأفضل عادة أن يركز الطفل علي نشاط واحد من الأنشطة الحرة ليجد وقتاً بعد أوقات الدراسة والرياضة كي يلعب فيه بانطلاق ودون الالتزام بقواعد أو قوانين للعب.

4-4.الطفل يعاني من ضغوط كثيرة: قد يتعرض الطفل لبعض الضغوط أثناء مشاركاته الأولي في منافسات الفريق، وخاصة إن لم يكن لاعباً ماهراً .

هناك طريقة يمكنك تجربتها لإزالة بعض هذه الضغوط وهي أن تقوم بالهاتف للفريق بالكامل عندما تحضر المباريات بدلاً من أن تركز علي فرد واحد منه. وهناك طريقة أخري تساعد علي إزالة هذه الضغوط، وهي أن تركز علي المجهود الذي بُذل في المباراة، أو علي المهارات أو الفنيات التي ظهرت في أداء الفريق، كأن تقول: " حركة ممتازة، محاولة جيدة" . وإذا لم يطلب الطفل النصيحة بخصوص طريقة أدائه، فمن الأفضل ألا تتطوع بها وتترك هذه المسألة للمدربين. راجع الطريقة التي تتصرف بها بعد مباراة خاسرة أنت والآباء الآخرون والأبناء والمدربون أيضاً. ابحث عن أي شيء إيجابي تقوله عند الخسارة مثل: " لقد كان مجهوداً رائعاً" وركٌز علي بعض التفاصيل الإيجابية بالمباراة. ولتساعده علي أن يستمتع باللعبة دون أن يحمل هماً للفوز أو الخسارة، يمكنك أن تلعب معه في المنزل مباراة ودية.