التقييم الذاتي للعلاقة
عد بذاكرتك إلى بداية تكوين علاقتك الحالية، أو علاقة قمت بها في الماضي، ستدرك الآن أنها تطورت طبقا لمعادلة الصداقة. يمكن أن تستخدم معادلة بناء الصداقة في معرفة أجزاء العلاقة التي تحتاج إلى تحسين وإصلاح. فعلى سبيل المثال، يشعر الزوجان اللذان تزوجا منذ عدة سنوات بأن علاقتهما تنهار، ولكنهما لا يعرفان كيفية إصلاحها. يمكنهم الآن تقييم علاقتهما ذاتيا من خلال النظر في تفاعل جميع عوامل بناء الصداقة. العنصر الأول الذي يجب النظر فيه هو التقارب. هل يجتمع الزوجان في مكان واحد أم يسعى كل واحد منهما لتحقيق أهدافه بشكل منفصل، ونادراً ما يجمعهما مكان واحد؟ العنصر الثاني الذي يجب النظر فيه هو تكرار اللقاءات. هل يقضي الزوجان وقتاً طويلاً مع بعضهما؟ العنصر الثالث هو المدة الزمنية. كم من الوقت يقضيانه معاً؟ العنصر الرابع هو شدة العلاقة، وهو الرابط الذي يربط العلاقة ببعضها. قد يوجد بين الزوجين تقارب وتكرار في اللقاءات ويقضيان معاً فترة زمنية طويلة، ولكنهما يفتقران إلى قوة العلاقة. ومثال على ذلك، الزوجان اللذان يقضيان فترة طويلة معا في المنزل يشاهدان التلفاز، ولكن لا يوجد بينهما أي تفاعل عاطفي. يمكن تحسين هذه العلاقة من خلال زيادة روابط العلاقة بينهما. ويمكنهما الاتفاق على موعد ليلي للخروج فيه وإحياء
المشاعر التي شعرا بها عندما تقابلا لأول مرة، ويمكنهما أيضا إغلاق التلفاز لساعات قليلة كل ليلة ليتحدثا مع بعضهما، وبالتالي تتعمق العلاقة بينهما. الجمع بين عناصر معادلة بناء الصداقة الأربعة على ما يبدو لا نهاية له، وهذا
يتوقف على مدى تفاعل الزوجين مع بعضهما. في كثير من الحالات، قد يسافر أحد طرفي العلاقة معظم أوقات العام من أجل العمل. قد يؤثر انعدام القرب بشكل سلبي على العلاقة ؛ لأنه يؤدي في معظم الأحيان إلى انخفاض تكرار اللقاءات، والمدة الزمنية لهذا اللقاء وقوة العلاقة. يمكن التغلب على انعدام القرب عن طريق استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة. ويمكن الحفاظ على تكرار اللقاءات وفترة اللقاء وقوة العلاقة بمساعدة البريد الإلكتروني، والدردشة الإلكترونية، والرسائل النصية والمحادثات التى تجرى من خلال برنامج سكايب ، ومواقع التواصل الاجتماعي.
بمجرد معرفتك للعناصر الأساسية لجميع العلاقات، ستكون قادراً على تقييم علاقتك الحالية وتعزيز العلاقة الجديدة من خلال الوعي الكامل بالعناصر الأربعة لمعادلة بناء الصداقة، للقيام بعمليات التقييم الذاتي للعلاقات. قم بفحص علاقاتك الحالية الآن، وانظر إلى مدى الدور الذي تلعبه العناصر الأربعة الأساسية في التأثير فيها، فإذا كنت ترغب في تقوية علاقة ما، ففكر في الطرق التي تمكنك من تنظيم معادلة بناء الصداقة لتحقيق النتائج المرجوة.  يمكنك أن تتخلص أيضا من العلاقات غير المرغوب فيها من خلال التخفيض التدريجي للعناصر الأساسية لمعادلة بناء الصداقة. هذا الانخفاض التدريجي سوف يسمح بإنهاء الأشخاص غير المرغوب فيهم للعلاقة بدون جرح مشاعرهم وبدون أن يبدو لهم أنه إنهاء مفاجئ للعلاقة. في معظم الحالات، سوف يستنتج الشخص غير المرغوب فيه تلقائيا أن العلاقة لم تعد قابلة للبقاء

وسيسعى للقيام بتفاعلات أكثر جدوى.