إن التسعين مليون متطوع الذين يعملون لدى المؤسسات غير الربحية “ أكبر المؤسسات في أمريكا - يمثلون الالتزام الأمريكي بالمواطنة المسئولة في المجتمع؛ فالمؤسسات غير الهادفة للربح هي من ضروريات جودة الحياة في أمريكا وهي من أبرز مميزاتها -

ومنذ أربعين عاماً، كانت الإدارة تعني الأعمال التجارية ، ولم تكن الأعمال غير الربحية تعد من الأعمال التجارية . وفي يومنا هذا، تدرك المؤسسات غير الربحية أنها تحتاج إلى الإدارة بدرجة أكبر لافتقارها إلى الحد الأدنى المتعارف عليه من الربح، فهي الآن تحتاج إلى تعلم كيفية استخدام الإدارة لكي يمكنها التركيز على مهمتها. ولكن، هناك طرقاً قليلة متاحة تتناول السمات المميزة والاحتياجات الرئيسية لأية مؤسسة غير ربحية في أمريكا.

ورغم أنني لا أعلم مؤسسة ربحية واحدة على الأمل تحظى بنفس جودة الإدارة التي لدى بعض المؤسسات غير الربحية، فإنه يمكن منح الأغلبية العظمى من المؤسسات غير الربحية تصنيف جيد في أحسن الأحوال؛ ليس قلة الجهد- فأغلبها يعمل بجد كبير - بل لقلة التركيز ، وقلة كفاءة الوسائل المستخدمة . مع ذلك، فأنا أتوقع أن ذلك سيتغير، ونأمل أنحدث أكبر تأثير لنا في هذه المجالات من التركيز وفي كفاءة الوسائل المستخدمة في مؤسسة دراكر (التي أصبحت الآن معهد فرانسيس هيسلبين للقيادة) .

ولسنوات، شعرت المؤسسات غير الربحية بأن النيات الجيدة لها كانت كافية. لكن في يومنا هذا، نعلم أنه لكوننا نفتقر إلى الحد الأدنى من الربح فإنه علينا الإدارة بصورة أفضل من الشركات الربحية، وأن نحظى بقواعد سلوكية متجذرة في مهمتنا، وأن ندير مواردنا المحدودة المؤلفة من العمالة والمال من أجل تحقيق الفاعلية القصوى، وأن نفكر بشكل واضح في نتائج مؤسستنا.